من الرّقص في القسم إلى قطع الطّريق.. "بنزاكور": الأسرة والمدرسة والأنترنت ثالوثُ انحراف الشّباب
أخبارنا المغربية- ياسين أوشن
مظاهرٌ اجتماعيّةٌ مُخيفةٌ تطفو على السطح من حين إلى آخر وتسائل قيم فئة من الشباب المغاربة؛ ابتداء من رقص تلاميذ داخل فصل دراسي أمام أنظار أستاذهم دون خوف ولا وجل، وما خلفه الموضوع من نقاش تربوي وأخلاقي؛ وانتهاء بقطع الطريق في أحد شوارع الدار البيضاء من قبل شباب وقاصرين من أجل السرقة بالعنف، وتشكيل عصابة إجرامية تسعى إلى السطو على ممتلكات الغير دون موجب حق.
وعلى هذا الأساس، يرى محسن بنزاكور، أستاذ علم النفس الاجتماعي، أنه "لا يمكن الحديث عن انحراف الشباب بمعزل عن انعدام القيم"، مبرزا أنها "مشتركة في عدد من المؤسسات؛ منها الأسرة والمدرسة"، مؤكدا أن "تراجع القيم مرده إلى أسباب مباشرة وأخرى غير مباشرة".
الأسباب المباشرة، وفق تصريح لـ"بنزاكور" خصّ به موقع "أخبارنا"، "تكمن في الأسرة والمدرسة؛ وغير المباشرة تتجلى في الانفتاح على الأنترنت"، مشددا على أن "الإشكال في هذا الانفتاح يتمثل في طبيعة ما تلقاه هذا الشاب من الأنترنت".
ولاحظ أستاذ علم النفس الاجتماعي أن "فئة من الشباب ينفّذون بالحرف ما يشاهدونه في عدد من الفيديوهات؛ إذ يسعون إلى الشهرة ولو كانت بالعنف"، لافتا إلى أن "استقالة الأسرة من ضمن عوامل بروز مثل هذه الظواهر المجتمعية"، مبينا أن "هذه الاستقالة ناتجة عن ظروف معيشة كل أسرة والهشاشة وطبيعة العمل وخروج الرجل والأم إلى العمل...".
بنزاكور أضاف أن "هناك للأسف أسرا تشجع فلذات أكبادها على العنف"، كاشفا أن "الفرق بين الخير والشر قناعات، وما نلاحظه اليوم من سلوكيات هي نتيجة لتربية الأسر لأبنائهم وبناتهم"، مردفا أن "تراجع حضور جمعيات المجتمع المدني في تأطير الشباب من ضمن العوامل الأخرى المساهمة في بروز هذه الظواهر المشينة داخل المجتمع".
وأوضح أستاذ علم النفس الاجتماعي أن "عددا من هذه الجمعيات فقدت مصداقيتها، على اعتبار أنه يلاحظ أن هناك نوعا من الوصولية، وهذه الخلاصة تدفع عددا من الشباب إلى الاستهزاء بهذه الفئة من الجمعيات"، مستدركا أن "الشاب اليوم لما يفقد القدوة في محيطه؛ يشرع في البحث عنها في ركن وزاوية أخريين".
بنزاكور أوضح أن "هذه القدوة الجديدة تكمن في التحدي والعنف اللذين يقبل عليهما الشباب بعد تعاطيهم لـ"القرقوبي" و"الإكستازي" المتوفين بأرخص الأثمان"، داعيا الدولة إلى "محاربة هذه الظاهرة في صفوف الشباب، وضرورة اتخاذها قرارا حاسما في موضوع المخدرات التي تسهم في الهدر المدرسي وتفشي العنف المجتمعي بشتى أنواعه"، منهيًا تصريحه بالقول: "بما أنه اتُّخذ قرار لمحاربة العنف ضد المرأة؛ فإنه آن الأوان لمحاربة المخدرات في صفوف الشباب كذلك".
عدد التعليقات (9 تعليق)
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟