هل ستُؤزم "الفيزا الفرنسية" العلاقات بين الرباط وباريس؟.. خبير لـ"أخبارنا": نهجٌ غير صحي
أخبارنا المغربية ـــ ياسين أوشن
تُواصل فرنسا نهج سياسة تقليص "الفيزات" لعدد من المغاربة، ضمنهم مشاهير ووزراء سابقون لأسباب مجهولة؛ وهو الوضع الذي يطرح أكثر من علامة استفهام بخصوص دواعي هذا القرار الفرنسي غير المفهوم.
محمد عصام لعروسي، أستاذ العلاقات الدولية والخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، يرى أن "السياسة الفرنسية الحالية ليست وليدة اللحظة، بل إنها استمرار للنهج نفسه الذي اتبعته السلطات الفرنسية تجاه الدول المغاربية في الآونة الأخيرة، القاضي بتقليص عدد التأشيرات الممنوحة".
وتابع لعروسي، في تصريح له خص به موقع "أخبارنا"، أن "هذا النهج الفرنسي حيال المغرب غير صحي بتاتا، خاصة وأن الهجرة النظامية العادية تُلزم فرنسا باتباع المعايير التي يطرحها الاتحاد الأوروبي لمنح التأشيرات"، مضيفا أن "فرنسا، مع كامل الأسف، لا تحترم هذه المعايير المعمول بها".
الخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية لفت إلى أن "فرنسا باتت ترفض، دون تبرير معقول، منح التأشيرات لأشخاص كانوا، إلى الأمس القريب، يحصلون عليها دون أي مشكل يُذكر".
وافترض أستاذ العلاقات الدولية أن "فرنسا بهذا النهج تروم الرد على الدول المغاربية (المغرب – الجزائر - تونس) جراء مواقف هذه البلدان تجاه باريس"، مقرا أن "العلاقات المغربية الفرنسية ليست في أفضل أحوالها في عهد الحكومات السابقة".
لعروسي كشف، في هذا الإطار، أن "العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عهد "نيكولا ساركوزي" كانت جيدة"، مبرزا أن "فرنسا في الآونة الأخيرة باتت تميل أكثر إلى اليمين المتطرف المعروف بسياسته العدائية تجاه كل ما هو أجنبي والمهاجرين".
كما شدّد الخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية على أن "فوز "إيمانويل ماكرون" بولاية ثانية جاء نتيجة عدم وجود بدائل سياسية"، موردا أن "سياسة فرنسا في الوقت الراهن ربما تأتي إرضاءً لجهات معينة بفرنسا".
ولم يُفوت أستاذ العلاقات الدولية الفرصة دون أن يؤكد أن "السياسة الفرنسية الجديدة تجاه المغرب قد تكون بسبب انفتاح المغرب على عدد من الدول؛ من قبيل بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية ثم إسرائيل"، خالصا إلى أن "المغرب بهذا التقارب مع البلدان المذكورة يخدم مصالحه ويُحقق به مصالح استراتيجية وجيو-سياسية، لاسيما في ملف الصحراء المغربية".
عدد التعليقات (10 تعليق)
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟