الرئيسية | قضايا المجتمع | الأقمصة الرياضية التي أرعبت السلطات الجزائرية!

الأقمصة الرياضية التي أرعبت السلطات الجزائرية!

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
الأقمصة الرياضية التي أرعبت السلطات الجزائرية!
 

بقلم: إسماعيل الحلوتي

واهم من يعتقد ألا وجود لخريطة المغرب كاملة من طنجة إلى لكويرة إلا على المقررات الدراسية في مادة الجغرافيا بالمؤسسات التعليمية المغربية أو على البطائق البريدية أو على بعض الأقمصة الرياضية، فهي موشومة في عقول وقلوب أبنائه. 

إذ لا يكاد يمر يوم على العلاقات الجزائرية المغربية، دون أن يتأكد للعالم أجمع إصرار كابرانات الجزائر على استفزاز المغرب ومعاكسته في وحدته الترابية، مقابل حكمة ورصانة قائده الملهم الملك محمد السادس، الذي طالما حاول تبديد غيوم الخلافات باعتماده سياسة اليد الممدودة، يحدوه الأمل الكبير في أن يعود هؤلاء الحكام الجزائريون إلى رشدهم، وإنهاء الخلاف المفتعل حول الصحراء المغربية.

ويتأكد أيضا أن المغفور له الحسن الثاني لم يكن مخطئا حين قال ذات خطاب: "إننا لم نكن ننتظر من العالم أن يثبت أو ينفي مغربية الصحراء، لأن هذا أمر محسوم ولا جدال فيه، لكننا كنا ننتظر أن يعرف الناس مع من حشرنا الله في الجوار... كنا نريد أن يعرف الناس النوايا الحقيقية لمن هم يساكنوننا ويجاوروننا، ولله الحمد سبحانه وتعالى بعد أن انكشف الغطاء، وعرف كل واحد بقيمته الحقيقية وقيمته البشرية وقيمته السياسية، وهذا هو الربح الأول والمهم".

وإذا كانت إسبانيا قد عادت إلى جادة الصواب عبر رسالة رئيس الحكومة "بيدرو سانشيز" التي تتضمن أهم شروط المغرب المتعلقة بتوضيح موقفها حول مبادرة الحكم الذاتي واعتبارها من أكثر الحلول الواقعية والجادة، تتشابه والموقف الألماني الذي أكد هو أيضا على ذات المقتضى، الذي رد عليه المغرب باستئناف العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين. وهو الموقف الذي عمق عزلة الجزائر "حاضنة جبهة البوليساريو الانفصالية" بعد أن سبق للولايات المتحدة الأمريكية أن اعترفت بسيادة المغرب على صحرائه، وخلق ارتباكا واضحا في صفوف "المرتزقة"، حيث وصف أحدهم إعلان إسبانيا عن تأييدها لمبادرة الحكم الذاتي في الصحراء، بأنه موقف انهزامي واستسلام للضغط والابتزاز المغربيين.

فإن الطغمة العسكرية الفاسدة في الجزائر تأبى إلا أن تتمادى في غيها وتستمر في استفزازاتها المتوالية، علما أن حتى أكثر المناوئين لا ينفون ما ظلت المملكة المغربية تقدمه من دعم للمقاومة الجزائرية، وما قامت به من دور فعال في مواجهة الجزائر للاستعمار الفرنسي. حيث استمرت وفية لمبادئ حسن الجوار ودعم المقاومين الجزائريين وتوفير شروط النصر لهم ليس فقط على مستوى اللوجستيك أو الدعم البشري والدبلوماسي فقط، وإنما بلغت جهود المساندة إلى حد جعل التراب المغربي حضنا لأول محطة إذاعية موجهة للجزائريين. ويذكر عديد الجزائريين ذلك الخطاب التاريخي المزلزل الذي ألقاه المغفور له محمد الخامس من مدينة وجدة الحدودية بتاريخ 15 شتنبر 1956 حيث ركز فيه على معاناة الشعب الجزائري، وأكد على أن مستقبل الجزائر يدخل في إطار وحدة المغرب العربي، مما يستلزم إيجاد حل سلمي وعادل للقضية الجزائرية، وهو ما اعتبره عدد من المؤرخين صفعة قوية للاحتلال الفرنسي.

ثم إن ما تحقق لجل البلدان الإفريقية من تطور بقيادة المغرب في مجالات الرياضة أمام تراجع الجزائر التي أصبحت على هامش المحافل الرياضية، وساهم إلى حد ما في تغيب ممثلي الجزائر عن التظاهرات الرياضية التي ينظمها الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، زاد من تأجيج نيران حقد كابرانات الجزائر على المغرب، رافضين أن يهزمهم ديبلوماسيا ورياضيا، وإلا ما كانوا ليتمادوا في ممارساتهم الاستفزازية، التي كان آخرها إقدامهم دون أدنى حس أخلاقي على حجز أقمصة نهضة بركان بمطار "هواري بومدين" الدولي يوم الجمعة 19 أبريل 2024، لا لشيء سوى أنها تتضمن خريطة المغرب كاملة...

فكيف يعقل، والحالة هذه، أن تقوم السلطات الجزائرية بمثل هذا الفعل الشنيع تجاه بعثة ناد رياضي مغربي أمام أنظار العالم، الذي أدى إلى إلغاء مباراته ضد فريق اتحاد العاصمة الجزائري برسم ذهاب نصف نهائي كأس "الكاف"، التي كان مقررا إجراؤها مساء يوم الأحد 21 أبريل 2024 بملعب "5 جويلية" بالعاصمة الجزائرية، وذلك بسبب قميصه المزين بخريطة المغرب الرسمية التي تضم أراضي الصحراء، غير عابئة بقرار الاتحاد الإفريقي لكرة القدم القاضي بإرجاع أمتعة وأقمصة النادي المغربي قبل حلول موعد المباراة، وهي التي ظلت ترفض المشاركة في "الموائد المستديرة" حول النزاع المفتعل في ملف الصحراء المغربية التي دعا إلى إقامتها الأمين العام للأمم المتحدة، مدعية في عدة مناسبات الحياد الرسمي؟

إن المغرب بفضل السياسة الرشيدة لملكه سيظل حريصا على احترام مبدأ حسن الجوار، وعدم الانسياق خلف حماقات الكابرانات وتحرشاتهم الرعناء، ويكفيه فخرا أن تكون خريطته موشومة في قلوب أبنائه قبل أقمصة أنديته الرياضية، وأن يحظى بتنويه من رئيسي الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم الجنوب إفريقي باتريس موتسيبي، والاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جياني إنفانتينو، إثر حضورهما حفل افتتاح واختتام كأس إفريقيا للأمم لكرة القدم داخل القاعة (المغرب 2024) إذ قال الأول: "إن المغرب جعل إفريقيا فخورة بفضل إنجازاته التاريخية وخاصة في مونديال قطر 2022 وأنا واثق من أنه سيستمر في الأداء الجيد" فيما أكد الثاني قبل انطلاق النهائي الذي جمع بين المغرب وأنغولا يوم الأحد 21 أبريل 2024 بالرباط وعاد فيه الفوز للمغاربة بحصة (5/1) بأن المغرب أصبح "قوة عالمية في كرة القدم".

مجموع المشاهدات: 11147 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (5 تعليق)

1 | محسن
اتق شر من احسنت اليه
الجزائر كانت دوما تحلم بمنفذ للمحيط الأطلسي واليوم تم إعلان استقلال جمهورية القبائل وملفها داخل اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار الجزائري. رفعت الأعلام القبائلية والشعارات داخل جمهورية القبائل رغم الحصار العسكري الذي فرضته قوات الاحتلال الجزائري.
مقبول مرفوض
6
2024/04/22 - 07:14
2 | امير
الداه
ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار، هكذا قال الله عز وجل. تخيلوا يا اخواني ان دولة كوسوفو المسلمة تلعب في العاب البحر الابيض المتوسط بقميص فيه خريطة لها ولعبت قبل سنة في بلاد المقاطعة الفرنسية وهذه الأخيرة للتعارف بها لانها فقط مسلمة ولا احد تكلم من الكابرانات .هكذا النظام العسكري المنافق خدام وعساس فرنسا الصليبية يتصرب ضد كل مسلمي العالم. وهو ضد الاكور والشيشان ومسلمي بورما وبالمقابل مع تيمور الشرقية المسيحية وضد الغربية المسلمة....الحمد لله انهم انفضحوا امام العالم اما نحن فنعرف اصلا من ثنعهم ومن وظفهم
مقبول مرفوض
0
2024/04/22 - 08:01
3 | اوالراضي
قوة ضاربة خايفة غير من القميص
الحمدلله مللي تيخلعهم غير القميص ديال بركان، ولكن حيث الرئيس ديال الجامعة بركاني،زارع فيهم الرعب وداير عليهم الحصار،تيسمعو غير #بر#تيموتو بالخلعة، متيسمع"كان# حتى كتلقاه طايح للأرض، الله ينصر الملك ويعاون سي لقجع عليهم، وكنتمنى انشاء الله الفروق الرياضياة كاملين اديرو الخريطة على القمصان ديالها في كل أنواع الرياضات
مقبول مرفوض
0
2024/04/22 - 10:44
4 | مراقب
الله الوطن الملك
يجب تعميمها على الصعيد الرياضي الوطني وبالباس المدرسي وبالسيارات والحافلات والطاكسيات والطائرات وعلى التلفاز
مقبول مرفوض
0
2024/04/22 - 11:46
5 | زائر ثقيل
هذا السبب اننا نعمل من قبل
بعض شبه الصحفيين الجزائريين ابواق العاسكر العجزة قالو لماذا لم يعملوا ذلك من قبل اولا ان فريق نضهة بركان صال وجال بهذا القميص افريقيا جنوبا وشمالا وغربا بما فيها ماماهم جنوب افريقيا مرخرا اما السبب الثاني والرئيسي اننا لم نضح الخريطة بعد لاننا لم نكتمل استرجاع اراضينا الم
مقبول مرفوض
0
2024/04/23 - 12:27
المجموع: 5 | عرض: 1 - 5

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة