أخبارنا المغربية ـــ عبدالإله بوسحابة
بالتزامن مع كل الأحداث التي ميزت تشييع جنازة والد "ناصر الزفزافي"، يشهد ملف معتقلي حراك الريف اهتماماً متزايداً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يسود بين النشطاء شعور شبه جماعي بأن ساعة الحسم قد اقتربت، وأن عفواً ملكياً قد يكون وشيكاً لطي هذا الملف التي طال أمده.
ويرى هؤلاء النشطاء أن هذه الخطوة المرتقبة (العفو الملكي) لن تكون مجرد إجراء قانوني، بل رسالة وطنية شاملة، تهدف إلى طي الجراح وتعزيز الثقة بين الدولة والمجتمع، وقطع الطريق على كل من يحاول استغلال القضية لأغراض سياسية أو تأجيج الفتن.
في سياق متصل، نوه ذات النشطاء بموقف "ناصر الزفزافي" وتصرفاته الرزينة والثابتة خلال حضوره جنازة والده في الحسيمة، سيما بعد أن أبان أمام حشود كبيرة من أبناء الريف عن التزامه بالسلمية وحسه الوطني العميق.
الزفزافي لم يكتف بتوجيه صفعة قوية على خذ كل دعاة الفتن الذين كانوا يراهنون على هذا الحدث لتأليب الحشود على الدولة ومؤسساتها، بل كان لرسائله وقع قوي على النفوس، حينما توجه بخالص عبارات الشكر والامتنان لإدارة السجون بعد أن مكنته من زيارات متكررة لوالدته ووالده خلال مرضهما الأخير، وهو موقف يعكس احترامه للقانون ورفضه استغلال قضيته لتحقيق أهداف شخصية أو سياسية. هذه الرسالة القوية جاءت لتقطع الطريق على كل من كان ينتظر منه أن يتحول إلى ناقم يستغل مأساته لتصفية حساباته مع الدولة.
ويؤكد ناشطو الريف أن الظروف اليوم باتت مواتية لإغلاق الملف نهائياً، خاصة بعد تحقيق عناصر المصالحة الوطنية، والتهدئة الاجتماعية، ووجود مؤشرات واضحة على رغبة السلطات في إنهاء هذا الملف بما يعيد الثقة ويطوي صفحة طويلة من التوتر، مشددين على أن العفو الملكي المنتظر ليس مطلباً محلياً فحسب، بل هو خطوة وطنية شاملة، تعكس حكمة المؤسسة الملكية ودورها في توحيد الصفوف والحفاظ على استقرار المملكة.
ويختم النشطاء تفاؤلهم بالقول إن إعلان العفو سيشكل لحظة تاريخية، تضمد الجراح الاجتماعية والسياسية، وتؤكد أن المغرب أكبر من كل الفتن والأزمات، وأن جلالة الملك محمد السادس يظل السند والحاضن لنبض شعبه، ولن يترك هذا النداء الصادق يمر دون استجابة.
