استنفار كبير بدرب غلف…السلطات تطلق أوسع عملية هدم للمنازل "بقطع ولد عايشة"

قبل مواجهة مالي..الركراكي يحوّل آخر تدريب للأسود إلى حصة كرة سلة!

هل يمكن لعالم أكثر انقساما أن يتحد؟

تصريحات لاعبي المنتخب المغربي قبل مواجهة مالي.. تفاؤل كبير ورغبة في مواصلة سلسلة الانتصارات

من أعالي جبال الاطلس .. أول خروج اعلامي للشاب رشيد صديق المعزة "خربوشة" ويفتح قلبه لجمهور "أخبارنا"

مدرب مالي: مواجهة المغرب ليست سهلة وسنحاول البقاء طويلا في الكأس الإفريقية

"المخدرات الرقمية".. خطر صامت ينتشر بين المراهقين و"الفتحاوي" تطالب الحكومة بتدخل عاجل

"المخدرات الرقمية".. خطر صامت ينتشر بين المراهقين و"الفتحاوي" تطالب الحكومة بتدخل عاجل

أخبارنا المغربية - عبد الإله بوسحابة

تحولت "المخدرات الرقمية" خلال الفترات الأخيرة إلى خطر حقيقي يزحف بصمت داخل البيوت، مستهدفاً المراهقين والشباب عبر هواتفهم الذكية وسماعات الأذن، في ظل انتشار مقلق لمحتويات صوتية تُروَّج على منصات التواصل الاجتماعي باعتبارها وسيلة للنشوة أو الاسترخاء، بينما تُخفي وراءها تهديداً مباشراً للصحة النفسية والعصبية.

 هذا الوضع الخطير دفع النائبة البرلمانية "نعيمة الفتحاوي"، عن حزب العدالة والتنمية إلى دق ناقوس الإنذار من داخل البرلمان، عبر توجيه سؤالين كتابيين متزامنين إلى كل من وزير الصحة والحماية الاجتماعية، والوزيرة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، محذّرة من انفلات رقمي قد يتحول إلى أزمة صحية واجتماعية إذا استمر تجاهله.

في سياق متصل، أشارت "الفتحاوي" إلى أن يُسمّى بـ"المخدرات الرقمية" يعتمد على بث ترددات صوتية محددة يتم الاستماع إليها عبر سماعات الأذن، وتُقدَّم بشكل مضلل على أنها بديل "آمن" للمخدرات التقليدية، في حين تؤكد تحذيرات صحية وتقارير متخصصة أن آثارها النفسية قد تكون خطيرة، وتشمل اضطرابات عصبية، تشويشاً ذهنياً، ضعفاً في التركيز والذاكرة، حالات قلق واكتئاب، واحتمال السقوط في دائرة الإدمان، خصوصاً لدى الفئات الهشة عمرياً التي تفتقر للوعي بمخاطر هذا النوع من المحتوى.

وأمام هذا الانتشار السريع وغير المضبوط، خاصة في أوساط المراهقين، نبّهت "الفتحاوي" إلى أن منصات التواصل الاجتماعي تحولت إلى قنوات مفتوحة لتسويق هذا الخطر الصامت، مستغلة غياب المراقبة الفعلية وصعوبة التتبع التقني، ما يجعل القاصرين عرضة مباشرة لمحتويات تهدد توازنهم النفسي وسلامتهم الصحية. 

في هذا الصدد، طالبت برلمانية "البيجيدي" الوزيرة المنتدبة المكلفة بالانتقال الرقمي بالكشف عن التدابير العاجلة المتخذة لرصد وحجب المنصات المروّجة للمخدرات الرقمية، وتشديد آليات المراقبة الرقمية، وإطلاق حملات تحسيس وطنية قبل أن تتوسع رقعة الضرر بشكل يصعب التحكم فيه.

وفي السياق نفسه، وجّهت النائبة البرلمانية تحذيراً مباشراً لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية بشأن التداعيات الصحية والنفسية لهذه الظاهرة، مستحضرة تحذيرات المرصد المغربي لحماية المستهلك، الذي اعتبر المخدرات الرقمية تهديداً صريحاً للصحة العامة، لا يقل خطورة عن بعض أشكال الإدمان التقليدي.

 كما تساءلت "الفتحاوي" عن مدى جاهزية المنظومة الصحية للتعامل مع هذا النوع المستجد من الإدمان، وعن غياب برامج وقائية واضحة تستهدف المراهقين والأسر، في وقت تتسارع فيه وتيرة انتشار هذه الظاهرة عبر الفضاء الرقمي.

واستندت "الفتحاوي" إلى مقتضيات القانون رقم 31.08 المتعلق بحماية المستهلك، مؤكدة أن استمرار التراخي في مواجهة هذا الخطر الرقمي يشكل إخلالاً بواجب حماية المواطنين، خصوصاً القاصرين، من محتويات تهدد حياتهم النفسية والصحية. وشددت على أن المخدرات الرقمية لم تعد مجرد ظاهرة هامشية أو افتراضية، بل واقعاً مقلقاً يفرض تدخلاً حكومياً عاجلاً، وتنسيقاً صارماً بين القطاعات الصحية والرقمية والتربوية، وتشديداً للإجراءات القانونية والرقابية.

وبهذه الخطوة البرلمانية، تضع "نعيمة الفتحاوي" الحكومة أمام مسؤولية مباشرة، محذّرة من أن التأخر في التحرك قد يحوّل هذا الإدمان الرقمي الصامت إلى قنبلة صحية واجتماعية موقوتة، تهدد جيلاً كاملاً في زمن التحول الرقمي المتسارع، حيث لم يعد الخطر يأتي من الشارع فقط، بل من داخل سماعات الأذن.


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة