عيوش وجد نفسه متورطا في مواجهة غير متكافئة مع العروي
محمد اسليم / أخبارنا المغربية
إنتهت قبل قليل مناظرة على غير العادة، جمعت المفكر المغربي عبدالله العروي ورجل المال والإشهار نور الدين عيوش. المناظرة التي تمت في إطار برنامج "مباشرة معكم" لمعده ومقدمه جامع كلحسن، جاءت على خلفية النقاش المجتمعي الذي تسببت فيه مذكرة عيوش حول التدريس بالدارجة المغربية.
المناظرة إعتبرها الكثير من الزملاء الصحفيين غير متكافئة، نظرا لما اعتبره العديد منهم، فرقا كبيرا في المستوى الثقافي بين الضيفين، حيث إعتمد العروي الذي قدم نفسه كمُبرَّز في الثقافة والحضارة العربية، على تقديم أفكاره بشكل منهجي، معتمدا على تجربته الأكاديمية الممتدة لأزيد من نصف قرن، وأيضا على قراء اته وإطلاعاته وتجربته الموسومة جميعها بالتنوع والتوسع، في حين إعتمد عيوش رجل الإشهار، على ملاحظات مطبوعة بالسطحية، ومعطيات إستقاها من جهات لا يعرفها إلا هو.
وهكذا إعتبر عيوش رئيس مؤسسة زاكورة للقروض الصغرى، أن إستعمال العربية الفصحى في الأقسام الأولى من التعليم، مسؤولا عن معضلة الهدر المدرسي، ونفى أن تكون جهة ما تدخلت في تنظيم ندوته الأخيرة، أو في التوصيات الصادرة عنها، ودافع عن مصداقية المشاركين فيها، وخصوصا بعض ممن حضر معه في البلاتو، وهو ما دفع العروي إلى التعليق مازحا: "باغين يوجدو خدمة لنفوسهم"..
العروي من جهته دافع عن إستحالة طرح التدريس بالدارجة، مقدما إشكال الكتابة كعائق أولي يصعب حله، كما إعتبر أن قرارا كهذا يستلزم إشراك 12 تخصصا علميا في التداول والنقاش، قبل أن يتوصل لنقطة يتيمة للتوافق بينه وبين غريمه، وهي اللغة الوسطى، مع إختلاف جَلِيٍّ في التعريف..
النقاش تواصل خارج البلاتو وخصوصا على موقع التواصل الإجتماعي، حيث علقت البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية، أمينة ماء العينين، على البرنامج ب "هَزُلَت"، فيما كتب زميلها محمد يتيم على صفحته الفايسبوكية: "لقاء العروي وعيوش يكشف المسافة الواسعة بين العلم والجهل، بين المعرفة والايديولوجيا، بين الرزانة والحذلقة، بين المنطق العلمي والتسويق التجاري للبضائع الفاسدة"..
عدد التعليقات (11 تعليق)
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟