أخبارنا المغربية- عبد المومن حاج علي
أقدمت لجنة “استعمال واستغلال المصنفات المحمية دون ترخيص”، التابعة للمكتب المغربي لحقوق المؤلفين، على تحرير محضر رسمي في حق صاحب مقهى بمدينة تازة، بعدما ضبطته يشغل أغنية “فيروزية” داخل محله دون التوفر على الترخيص القانوني المؤدى عنه، حيث وثق المحضر الذي حرر بتاريخ 04 دجنبر 2025، بالتفصيل ما اعتبرته اللجنة مخالفة للقانون رقم 2.00 المتعلق بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، مؤكدة أن تسجيل الأغاني وتشغيلها للزبناء يعد استغلالا يستوجب أداء مستحقات مالية لأصحاب تلك الحقوق.
وأثارت الوثيقة التي انتشرت على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تشير إلى أن المخالفة تتعلق بتشغيل أغنية للمطربة اللبنانية فيروز، موجة سخرية غير مسبوقة؛ حيث اعتبر العديد من النشطاء أن الأمر تجاوز حدود المعقول، خصوصا أن تشغيل الموسيقى في المقاهي جزء من الأجواء اليومية المعتادة لإضفاء الراحة على روادها، ولا يشكل—في نظرهم—تهديدا للمشهد الثقافي أو تعديا مقصودا على الملكية الفكرية.
وعلق رواد المنصات بتهكم على الواقعة، متسائلين عما إذا كان سيطلب من أصحاب المقاهي لاحقا أداء رسوم عن “الضحك” و”الدردشة” و”الضوضاء”، ما دام كل صوت داخل المقهى صار مؤدى عنه وفق نصوص القانون، كما دعا آخرون إلى ترك فيروز وشجن صوتها بعيدا عن دوائر المحاضر والخواتم الرسمية، معتبرين أن استهداف أغنية صباحية إطار مبالغ فيه لإظهار حضور رقابة ثقافية على أماكن بسيطة.
وينظم القانون الذي تستند إليه اللجان بالفعل حقوق المؤلف ويهدف إلى حماية إبداعات الفنانين من القرصنة، غير أن طريقة تنزيله تطرح أكثر من علامة استفهام؛ فبدل توجيه الجهود إلى الفضاءات التجارية الكبرى والأنشطة الربحية واسعة الاستغلال، يجد أرباب المقاهي الصغيرة أنفسهم أمام التزامات ثقيلة لا تتناسب مع مواردهم ولا تأخذ بعين الاعتبار طبيعة نشاطهم، كما صرح أحدهم للجريدة.
وتثير الواقعة، وإن بدت في ظاهرها طريفة، إشكالا حقيقيا يتعلق بمدى ملاءمة النصوص القانونية لواقع الحياة اليومية، وكيف يمكن لحرية الاستمتاع بالموسيقى داخل فضاءات عمومية أن تتحول بين عشية وضحاها إلى موضوع متابعة إدارية، حيث وما بين الضرورة القانونية لحماية الإبداع وحق المواطن في فضاء ثقافي بسيط وغير مكلف، يبقى المطروح اليوم هو التوازن، حتى لا تتحول ألحان الصباح التي تؤنس الزبائن إلى مصدر قلق جديد لأصحاب المقاهي.
