الرئيسية | رياضة | أسود الأطلس | مباراة المغرب وإسبانيا.. موقعة سياسية أكثر منها رياضية "بين بلدين لا فريقين"

مباراة المغرب وإسبانيا.. موقعة سياسية أكثر منها رياضية "بين بلدين لا فريقين"

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
مباراة المغرب وإسبانيا.. موقعة سياسية أكثر منها رياضية "بين بلدين لا فريقين"
 

أخبارنا المغربية ـــ ياسين أوشن

من المرتقب أن تحبس مباراة المغرب وإسبانيا، اليوم الثلاثاء على الساعة الرابعة بعد الزوال بتوقيت "غرينيتش+1"، (أن تحبس) أنفاس مشجعي وأنصار المنتخبين معا.

وتكمن أهمية هذه الموقعة في كونها الثانية لـ"أسود الأطلس" منذ 1986، فضلا عن أن الفوز على المنتخب الإسباني سيفضي، لا محالة، إلى بلوغ المنتخب الوطني ربع نهائي مونديال قطر 2022، في سابقة هي الأولى من نوعها في كرة القدم المغربية.

وتأمل الجماهير المغربية، سواء المتواجدة في قطر أو المتابعة للمباراة غدا من تلفاز المقاهي أو المنازل، (تأمل) أن تتأهل "أسود الأطلس" لتمثل بذلك الدول المغاربية والعربية ثم الإفريقية.

ولا تقتصر هذه الاماني على الجانب الرياضي فقط؛ وإنما يحضر كذلك الشق السياسي، علاوة على فترة الاستعمار الإسباني لمناطق مغربية؛ ضمنها سبتة ومليلية السليبتين والجزر الجعفرية.

إدريس الكنبوري، باحث وكاتب مغربي، يرى أن "مباراة المغرب وإسبانيا غدا ستكون مباراة سياسية بدون شك"، مضيفا أنها "ستكون مباراة بين بلدين لا فريقين". 

الكنبوري لفت إلى أن "الصحافة الإسبانية تهتم منذ أيام بالمباراة كموضوع سياسي لا رياضي؛ وقد وصف بعضها منتخب المغرب بأنه "فريق النظام العلوي"؛ وهي الصفة التي يطلقونها على المغرب كثيرا؛ وفيها لمز سياسي كما لا يخفى". 

"الأمن الإسباني يستعد بكل مكوناته لما يمكن أن يحصل بعد المقابلة"، يقول الكاتب نفسه قبل أن يستطرد: "حتى الجمعيات الدينية الإسلامية وجهت بيانات إلى المهاجرين بضرورة الانضباط مهما كانت النتيجة".

وزاد الباحث المذكور أن "أحد الأئمة خصص خطبة الجمعة الماضية للموضوع ودعا إلى السلم والهدوء"، مشيرا إلى أن "هذه أمور لم تحصل في الماضي؛ فلم تكن لكرة القدم كل هذه الأهمية، بحيث ينخرط الجميع في الاهتمام السياسي بها". 

وفي نظر الكنبوري، فإن "عولمة كرة القدم في السنين الأخيرة يعود إلى سيطرة النظام العالمي الجديد، بقيادة أمريكا والغرب وسقوط الاتحاد السوفياتي والإيديولوجيات غير الليبرالية"، كاشفا أن "نموذج الترفيه العالمي الوحيد أصبح هو النموذج الغربي".

"لقد اختفت المبادئ الكبرى على الصعيد العالمي، وانتهى الصراع الإيديولوجي لصالح الغرب، أو صار هامشيا؛ لذلك احتل الترفيه الواجهة وصار أداة الاستقطاب الوحيدة؛ مثل كرة القدم والغناء"، يوصل المتحدث شرحه.

هذا وأبرز الكنبوري أن "العالم اليوم عندما يريد التعبير عن التسامح؛ يلجأ إلى الموسيقى والغناء مثلا. ومن أراد دليلا واضحا؛ سوف يراه في منظمة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى مثل اليونسيف". 

إن هذه المنظمات الغربية، وفق الكاتب عينه، "لا تجد سوى المغنين والممثلين والرياضيين لتعيينهم سفراء السلام أو سفراء النوايا الحسنة"، داعيا إلى النظر في قائمة هؤلاء السفراء، "فلن تجد مفكرا أو فيلسوفا أو مبدعا إلا في النادر".

وأعزى الكنبوري هذا الوضع إلى كون "النظام العالمي الغربي يريد أن تركز الشعوب على هؤلاء كنجوم وتحويلهم إلى نماذج للاقتداء".

ولهذا، يخلص الباحث المذكور، فإن "الترفيه الليبرالي الرأسمالي ليس اختيارا جماهيريا واعيا؛ بل هو صناعة لها مخططوها ومبرمجوها من أجل توجيه الجماهير في الاتجاه المرغوب فيه".

مجموع المشاهدات: 5014 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (1 تعليق)

1 | امير
امير
غريب، كيف هي سياسة؟ المباريات رياضية دائما تكون ببهارات سياسية نعم، ولكن عيب ان نرجعها سياسة في الاصل
مقبول مرفوض
0
2022/12/06 - 03:16
المجموع: 1 | عرض: 1 - 1

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة