أخبارنا المغربية- عبد الإله بوسحابة
قبل ساعات قليلة من كشف "وليد الركراكي" عن اللائحة النهائية المشاركة في كأس أمم إفريقيا لكرة القدم التي يحتضنها المغرب بعد أيام قليلة، يتزايد التململ والضغط داخل الشارع الكروي المغربي، وسط تساؤلات حادة حول مدى منطقية بعض الخيارات التي يصر عليها الناخب الوطني.
وفي قلب هذا الجدل يبرز بشكل لافت اسم "إبراهيم دياز"، لاعب ريال مدريد الإسباني، الذي تحوّل إلى أكثر الأسماء إثارة للريبة، بعدما فشل في ترك أي أثر يُذكر منذ التحاقه بالمنتخب الوطني. كثيرون يتساءلون اليوم: ماذا قدّم دياز فعليًا للفريق الوطني؟ وأي إضافة يمكن تسجيلها لفائدته في ميزان الأداء؟
الجمهور، الذي تابع مشاركاته الأخيرة، يجمع تقريبًا على حقيقة واحدة: دياز لم يظهر بالشكل والكيفية التي كان ينتظرها الجميع، ولم يقدم صناعة لعب مؤثرة، ولم يترك بصمة تبرر استدعاءه المتكرر، بل بدا لاعبًا خارج الإيقاع، لا يملك الأدوات المطلوبة للتألق في محيط إفريقي شرس يعتمد أساسا على القوة والاندفاع والقدرة على المواجهة المباشرة.
بعض الأصوات حاولت تبرير غيابه عن التألق بسوء توظيفه من طرف المدرب الركراكي، غير أن الغالبية ترى أن المشكلة أعمق من مجرد مركز لعب، وأن أسلوب دياز نفسه لا يتلاءم مع خصوصية القارة من حيث النسق والضغط والاحتكاك. وحتى مع فريقه ريال مدريد، لم يستطع انتزاع مكان ثابت وسط منافسة قوية، ما يجعل الحديث عن "قيمة أوروبية" لا يعكس واقعه الحالي.
ورغم وضوح هذه الصورة، ما زالت اختيارات الركراكي تثير علامات استفهام أخرى، فاستدعاء "بنصغير"، الذي غاب عن الرسمية لأسابيع طويلة مع فريقه الألماني، يطرح بدوره سؤالًا أعمق حول معيار الجاهزية الذي لطالما تحدث عنه الناخب الوطني. ثم يأتي ملف "رومان سايس"، الذي بات بعيدًا تمامًا عن مستواه السابق، وفقد الكثير من قدرته على تقديم الإضافة في خط دفاع يحتاج إلى لاعب سريع، قوي، ومتوازن، خصوصًا وأن المغرب يستعد لتنظيم نسخة استثنائية من الكان تحت ظروف مثالية وبطموحات كبيرة.
وسط هذه الخيارات غير المقنعة، يبرز جيل من اللاعبين الشباب يفرض نفسه بقوة ويطالب المتابعون بمنحه فرصة عادلة، في مقدمة كل هؤلاء، يبرز اسم "عثمان معما"، الدي اختيار كأفضل لاعب في مونديال الشيلي للشباب الأخير، والذي يقدم مستويات كبيرة مع فريقه الإنجليزي "واتفورد" ويبدو بديلاً منطقيًا لـ"بنصغير" الغاب عن التنافسية منذ مدة. إلى جانبه، يطرح اسم "ياسر الزبيري" بشدة، سيما بعد أن ظهر هو الآخر بجاهزية عالية تجعله الخيار الأمثل لتعويض "حمزة إيكمان" الذي تبدو مشاركته مع الأسود شبه مستحيلة بسبب الإصابة التي تعرض لها رفقة فريقه الفرنسي ليل. أما صخرة الدفاع "إسماعيل باعوف" فقد أثبت بشهادة كل المتابعين لمونديال الشباب بالشيلي صلابة دفاعية نادرة، واعتبره كثيرون أفضل بكثير من "سايس" واسماء اخرى وأقدر على مجاراة النسق المرتفع الذي تتطلبه بطولة قارية بحجم "أمم إفريقيا".
هذا التناقض الصارخ بين الأداء الحقيقي للاعبين الذين يطالب الجمهور بإشراكهم وبين أسماء تفرض نفسها في اللائحة دون مبرر واضح دفع الكثيرين إلى التحذير من أن "العاطفة غادي تخرج على المنتخب"، في إشارة صريحة إلى أن بعض قرارات الركراكي لم تعد مبنية على منطق التنافسية الحالية، بل على اعتبارات أخرى لم تعد الجماهير مستعدة لقبولها.
ومع اقتراب لحظة الإعلان الرسمي، تجد أسود الأطلس نفسها أمام مفترق طرق حقيقي: إما لائحة تُبنى على الجاهزية والكفاءة، أو استمرار في خيارات قد تكلف المنتخب ثمنًا غاليًا في بطولة يُعوَّل عليها لتحقيق إنجاز تاريخي فوق أرض المغرب.

خالد
نهاية مشوار
الركراكي سوف يكتفي بلائحته المفضلة التي مازال متشبتا بها بالرغم من تدني مستوى الكثير من عناصرها ...اعتقد اننا قريبين من نهاية حقبة الركراكي و بن محمود.....ا ...