الرئيسية | علوم وتكنولوجيا | "الدفع الآلي" ـ تكنولوجيا واعدة لكنها تثير توجس بعض الزبائن

"الدفع الآلي" ـ تكنولوجيا واعدة لكنها تثير توجس بعض الزبائن

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
"الدفع الآلي" ـ تكنولوجيا واعدة لكنها تثير توجس بعض الزبائن
 

انتابت بات مكارثي – وهي بريطانية متقاعدة - حالة من الإحباط الشديد عندما رأت المتجر الذي تتسوق فيه يضع المزيد من ماكينات خاصة بالدفع الذاتي في إطار تقنية التسوق والدفع من دون المرور على الكاشير (أمين الصندوق، أو المحاسب الذي يحسب ويتسلم قيمة البضاعة قبل خروجها من المحل).

وإزاء ذلك، قامت مكارثي بإنشاء عريضة على شبكة الإنترنت بهدف الضغط على سلسلة متاجر "تيسكو" الأكبر في بريطانيا لإعادة عمليات الدفع التقليدية والكاشير، مؤكدة أن آلية الدفع الذاتية سوف تمثل عائقا أمام تسوق كبار السن.

وفي مقابلة مع DW، قالت السيدة البريطانية التي شارفت على السبعين عاما، "في متجر تيسكو الذي أتسوق فيه أصبحت غالبية أعمال الدفع تتم بشكل ذاتي. أعتقد أن عددا هائلا من الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة والمكفوفين والصم لن يتمكنوا من استخدام هذه التقنية بسهولة".

وقد حظيت مكارثي باهتمام كبير من وسائل الإعلام المحلية فيما أكدت  

أن التسوق في الوقت الحالي تحول من تجربة رائعة إلى ما يشبه الكابوس. وشاركها حتى الآن أكثر 120 ألف شخص في التوقيع على العريضة.

البداية من الثمانينات

تعود فكرة "الدفع الذاتي" إلى ثمانينيات القرن الماضي عندما أنشأ ديفيد هامبل، رئيس إحدى شركات الإلكترونيات في الولايات المتحدة، نموذجا أوليا لهذه التقنية وذلك بعد أن اضطر للوقوف في طابور طويل في متجر بولاية فلوريدا.

وبعد ذلك بثلاث سنوات، جرى وضع أول ماكينة للدفع الذاتي في أحد متاجر سلسلة "كروجر" في أتلانتا عام 1986 بعد تجارب كثيرة وضخ استثمارات بقيمة خمسة ملايين دولار.

ووفقا لمركز "تكنافيو" البحثي ومقره بريطانيا، فإنه منذ ذلك الوقت فقد جرى وضع قرابة نصف مليون ماكينة خاصة بالتسوق  والدفع الذاتي  على مستوى العالم وسط توقعات أن تنمو هذه التنقية بنحو 18٪ خلال السنوات القليلة المقبلة.

وفي ذلك، قال آلان بيرت، الخبير في شركة "آر. بي. آر" البحثية في بريطانيا، إن الكثير من المتاجر تعمل على "تطوير آليات الخدمات الذاتية سواء عبر تقنية الدفع الذاتي في المتاجر أو حتى في مطاعم الوجبات السريعة".

وفي مقابلة مع DW، أضاف أنه سيجرى "استخدام هذه التكنولوجيا بشكل متزايد في شتى قطاعات البيع بالتجزئة وحتى متاجر الأعمال اليدوية والأزياء".

وقد ذكرت تقارير أن كبرى سلاسل التسوق في أوروبا تضخ المزيد من الاستثمارات في هذا المجال.

ألمانيا تلحق بالركب

وبمقارنتها مع الدول الأوروبية، يبدو أن ألمانيا باتت متأخرة بعض الشيء عن هذا الركب إذ جرى تركيب حوالي ثلاث ألاف ماكينة خاصة بالتسوق والدفع الذاتي من إجمالي 117 ألف ماكينة في أوروبا بحلول نهاية عام 2019.

أما في الولايات المتحدة، فقد تزايد الاعتماد على هذه التكنولوجيا في المتاجر والصيدليات فيما توقعت شركة "آر. بي. آر" البحثية وضع 1.5 مليون جهاز خاصة بالتسوق والدافع الذاتي على مستوى العالم بحلول عام 2026.

وقد صبت جائحة كورونا في صالح تزايد استخدام هذه التكنولوجيا حيث ساعدت في تطبيق قواعد التباعد الاجتماعي وقللت من الازدحام أمام موظف الكاشير. بيد أن هذه التكنولوجيا تهدد العمالة البشرية ما دفع الاتحادات والنقابات العمالية إلى الاعتراض.

احلال الآلة الصماء محل الإنسان

بدورها، قال الناطق باسم "اتحاد نقابات عمال المتاجر" في المملكة المتحدة الذي يُعرف اختصارا بـ (USDAW) إن "العاملين في المتاجر يقدمون خدمة يقدرها العديد من المتسوقين، كذلك لا نريد رؤية خفض في الوظائف بسبب هذه التكنولوجيا الجديدة".

وفي مقابلة مع DW، أضاف "هناك مخاوف حقيقية بشأن حدوث أعمال سرقة ومشاكل تتعلق بالأخطاء التقنية وارتباك المتسوقين بشأن استخدام هذه التكنولوجيا".

يشار إلى أن اتحاد نقابات عمال المتاجر في المملكة المتحدة قال إن قطاع سلاسل التجزئة في الغالب بات مبهورا بالتكنولوجيا الجديدة ما دفعه للبحث عن حلول لمشاكل غير موجودة في الأصل، داعيا المتاجر إلى الاستثمار في العمال والموظفين بدلا من ضخ استثمارات في هذه التكنولوجيا.

وفي هذا سياق متصل، تباينت أراء المتسوقين حيال استخدام هذه التكنولوجيا إذ يرى كثيرون إنها  مفيدة في تجنب الوقوف في  طوابير طويلة عند التبضع في المتاجر فيما اعتبر آخرون أنها تجربة التسوق والدفع الذاتي كانت محبطة.

وقد كشفت دراسة كندية أجريت عام 2018 عن أن رغم أن الكثير من المتسوقين يرون أن هذه التكنولوجيا تساعدهم على التسوق بحرية دون تدخل بشري، إلا أن ربع الذين شملهم الاستطلاع رفضوا استخدام هذه التقنية حتى في عمليات التبضع الصغيرة.

خذ بضاعتك وغادر المحل

وتبدأ طريقة التسوق والدفع الذاتي في المحال التجارية عن طريق قيام المتسوق بمسح رمز شريطي على هاتفه الذكي عند الدخول، ثم التبضع واختيار مشترياته، والخروج مباشرة.

ومن دون الحاجة إلى الوقوف في طابور انتظارا للدفع أمام الكاشير، فإنه يُجرى خصم قيمة كل سلعة يأخذها المتسوق من الرف آليا من حسابه بواسطة تطبيق على هاتفه.

وبفضل أجهزة استشعار وكاميرات وخوارزميات تعمل بتكنولوجيا "التعلم الآلي"، فإنه يجرى مراقبة عمليات الشراء في المتجر حتى أنها لا تفرض أي رسوم في حالة قيام المتسوق بالتراجع عن شراء أي سلعة.

الجدير بالذكر أن شركة أمازون قد افتتحت شركة أمازون قبل خمس سنوات أول متجر دون وجود كاشير في مدينة سياتل الأميركية، فيما قد دشنت العام الماضي أول متجر سوبر ماركت يتيح التبضع من دون المرور أمام الكاشير خارج الولايات المتحدة حيث كان ذلك في بريطانيا.

بدوه، قال بيرت الذي يعمل لدى شركة "آر. بي. آر" البحثية إن العديد من سلاسل التجزئة تقوم في الوقت الحالي بتجربة هذه التقنية بما في ذلك سلسلة متاجر "سينسبري" في المملكة المتحدة وسلسلة متاجر "ريفه" في ألمانيا.

ورغم أن هذه التقنية قد تكون عائقا أمام غير محبي التكنولوجيا الحديثة او غير البارعين في استخدامها، إلا أن المتاجر  قد تقدم مزايا لزبائن كبار السن أو من ذوي الاحتياجات الخاصة في حالة استخدام هذه التكنولوجيا.

ورغم ذلك، فإن السيدة البريطانية مكارثي غير مقنعة بالأمر في ظل تخوف العديد من كبار السن في استخدام البطاقات الائتمانية.

وقالت "لا يزال يفضل عدد هائل من الناس الدفع بالنقود".

مجموع المشاهدات: 3088 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة