أخبارنا المغربية - وكالات
سجّلت أسعار الغذاء العالمية ارتفاعًا ملحوظًا خلال شهر أبريل الماضي، لتصل إلى أعلى مستوى لها في عامين، وسط مؤشرات متزايدة على أن التوترات التجارية وعدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية بدأت تؤثر سلبًا على حركة التجارة العالمية. ووفقًا لمؤشر منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، ارتفع متوسط أسعار السلع الغذائية الخام بنسبة 1% على أساس شهري، ليبلغ 128.3 نقطة، وهو أعلى مستوى يُسجل منذ مارس 2023.
ساهمت الزيادات في أسعار الحبوب، واللحوم، ومنتجات الألبان بشكل أساسي في دفع المؤشر نحو الأعلى. وبينما لا تزال الأسعار دون الذروة التي بلغتُها في عام 2022، يرى خبراء الاقتصاد أن هذا الارتفاع قد ينعكس على المستهلكين في المتاجر خلال الأشهر المقبلة، خصوصًا مع تراجع معدلات تضخم أسعار المواد الغذائية التي ساهمت في تهدئة السوق مؤخرًا.
وأوضحت منظمة الأغذية والزراعة أن "حالة عدم الاستقرار في الأسواق العالمية، والتعديلات المتواصلة على السياسات الجمركية، ساهمت في زيادة الضغوط السعرية"، مشيرة إلى أن توقعات الأسواق باتت أكثر ضبابية مع تصاعد التوترات التجارية بين القوى الكبرى، وخصوصًا مع الحديث عن إعادة فرض تعريفات جمركية مرتفعة في الولايات المتحدة.
في هذا السياق، حذّر عدد من الاقتصاديين من أن الرسوم الجمركية التي يدفع باتجاهها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد تشعل حربًا تجارية عالمية جديدة، ما سينعكس مباشرة على أسعار الاستهلاك في الأسواق الأمريكية والعالمية، ويفاقم من احتمالات الدخول في ركود اقتصادي على المدى المتوسط.
تُعد الرسوم الجمركية واحدة من الأدوات الرئيسية للسياسات التجارية، إذ تُفرض كضرائب إضافية على السلع المستوردة، وغالبًا ما تكون بنسب مئوية من قيمة المنتج. ورغم أنها تهدف إلى حماية المنتجات المحلية، فإنها قد تؤدي إلى ارتفاع كلفة السلع وتراجع القدرة الشرائية، ما يفاقم من أعباء المستهلكين في ظل أزمات اقتصدية متتالية.
