ليلة بيضاء بالدار البيضاء احتفالًا بتتويج أبناء السكتيوي بلقب كأس العرب

خروج ساكنة وزان للاحتفال بتتويج كتيبة السكتيوي أبطالا للعرب

الجماهير الطنجاوية تشعل شوارع المدينة احتفالا بتحقيق الاسود لكأس العرب على حساب النشامي

احتفالات هيستيرية للجماهير الفاسية بعد تتويج أسود الأطلس بكأس العرب

تحت الأمطار.. وزير التربية الوطنية يدشن مؤسسات تعليمية بالحوز

فرحة هستيرية للمغاربة بعد التتويج بكأس العرب:"فينا هما صحاب هاتو المغرب هاتو!"

ثقافة الإختلاف من جدال بالحرف الى قتال بالسيف

ثقافة الإختلاف من جدال بالحرف الى قتال بالسيف

أحمد كليولة الإدريسي

 

 

رغم ان الإختلافات في وجهات النظر أثناء الحوارات لا تقبل اختزالها في اختلاف واحد ، بسبب تباين الأفكار وآليات التفكير، الا ان ما يعنينا في هذا الباب هو ذلك الإختلاف الجوهري ، وقد لا يزيد عن حرف واحد، فثمة لقاء يتيح للمتحاورين " التواصل " بدل " التفاصل" ليكمل بعضهم البعض وشعاره الإقناع  ، مقابل لقاء تكون فيه نوايا " الحرب " بديلة لنوايا " القرب" ، وهنا أتذكر مقولة الإمام الشافعي رضي الله عنه " رأيي صواب يحتمل الخطأ ، و رأي غيري خطأ يحتمل الصواب " وهذا ليس حلا ارضائيا بقدر ما هو خلق لمناخ  حوار بناء بين المتحاورين ؛ لأن قدرهما أن يبحثا معا عن الحقيقة وأن يذعنا لواقعها وواقعيتها . 

 

 وبيئة التواصل لتقريب وجهات الرأي هي تنشئة و تربية بامتياز، ويعرف ذلك من وُلد أو عاش في دولة ديموقراطية مثل - كندا كوني مواطن أحمل جنسيتها وأعيش فيها -  ورأى كيف يلتقي الناس بمختلف أجناسهم وثقافاتهم وأديانهم ... و كيف يزرعون ثقافة التنوع و كيف يحصدون غلاتها ، بل كيف يكملون بعضهم رغم اختلافهم كما لو انهم فرقة موسيقة تشترك في عزف تأليف سمفونيّ .

 

 إن ثقافة رأيي صواب لا يحتمل الخطأ ، و رأي غيري خطأ لا يحتمل الصواب أساسها وهم امتلاك المعرفة المطلقة ، ونمط انتاجها هو الإكراه، أمّا ادبياتها وثقافتها فهي الإقصاء .

 

وما يقع الان في العالم الإسلامي الذي يأمر قرآنه الكريم أن يكون الجدال   بالتي هي أحسن ، يخضع جملة وتفصيلا لمنطق قتل المخالف بالسيف بدل مجادلته بالحرف ، وحين يحسم الأمر للسيف يقول المتسلط بملئ ما في فِيهِ من جهل : هذا شرع الله الذي أُمرنا بالخضوع له ، متجاهلا - إذ لم نقل جاهلا - بأنه لا إكراه في الدين والمعتقد وليس وجهة النظر فحسب . 

لقد تسللت الى فكرنا الإسلامي السمح ثقافة الإكراه كالحية فباضت في الكتب والمراجع ثم فقَّصَت في عقول البسطاء معرفة ووعيا من قبيل دواعش الإرهاب ودواعش.. الإنقلاب.. ومن على شاكلتهم ..يشتبكون الآن بالسيوف عوض الحروف والقتال بدل الجدال والإعدام دون محاكمة أو كلام ، فكيف تحوّل تعاليم الإسلام السمحاء الى مقصلة توحي للدماء!


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات