دموع العميد سايس ومواساة زملائه بعد خروجه مصابًا بشكل مبكر أمام جزر القمر في افتتاح الكان.

تحت أمطار الخير.. الأمير مولاي الحسن يعطي الانطلاقة الرسمية لكأس إفريقيا بملعب مولاي عبدالله

تفاعل حماسي للجماهير .. الأمير مولاي الحسن يحيي لاعبي المغرب وجزر القمر في افتتاح الكان

أبرز لحظات حفل افتتاح كأس أمم إفريقيا 2025 في المغرب

رغم الأمطار، جماهير مغربية من جميع أنحاء العالم تحج بكثافة لحضور افتتاح الكان

على إيقاع سير سير.. الجماهير المغربية تستقبل الأسود في أجواء حماسية

الصحراء المغربية و خطيئة اليسار الجذري‏

الصحراء المغربية و خطيئة اليسار الجذري‏

الصادق بنعلال

 

" في السياسة لا يوجد فرق بين الخيانة بسبب الغباء أو الخيانة بشكل متعمد و محسوب " : فلاديمير لينين

1 -  مثلت محطة المسيرة الخضراء لاسترجاع الأقاليم الجنوبية انعطافة مفصلية في تاريخ المغرب الحديث ، و هل هناك حدث أهم من توحيد الوطن ، و تمتين الوحدة الترابية في المنجز السياسي لتاريخ الدول و الشعوب ؟ و بقدر ما أننا نعتز كمغاربة بهذا المكسب الوطني الاستثنائي و غير المسبوق كونيا  ، بقدر ما أننا نستشعر بقوة  ، مواطن الضعف و القصور ، و ضروبا من الأخطاء الدراماتيكية التي رافقت ملف القضية الوطنية الأولى منذ الانطلاقة ( 1975 ) إلى يوم الناس هذا ! و من بين الأطراف الفاعلة التي فشلت في التعاطي مع هكذا موضوع بالغ الخطورة ، الدولة المغربية العميقة ، التي استفردت به و أحكمت سيطرتها عليه ، و أبت إلا تنهج سبيل الهيمنة و التحكم ، بعيدا عن مشاركة المواطنين المغاربة من سياسيين و حقوقيين و جمعيات و منظمات مغربية ، صادقة في انتمائها الوطني و حبها الأسطوري للإنسان المغربي .

2 -  كما أن الغالبية شبه المطلقة من الهيئات السياسية الوطنية ، لم تلعب أي دور محوري و فعال في الدفع قدما بالموضوع المعني بالأمر ، و حلحلته عبر اجتراح حلول عقلانية ، و اجتهادات قانونية تخاطب المنتظم الدولي و المجتمعات المدنية العالمية ، بلغة مقنعة و ذات مصداقية . و في نفس السياق يمكن القول بأن الدبلوماسية  المغربية ، و عبر سنين طويلة ، لم تتمكن من تسجيل " أهداف " محرقية في مرمى الخصوم ، و لا استطاعت أن تسدي خدمة ملموسة تذكر ، في سبيل الوحدة الترابية للمملكة ، و لسنا في حاجة إلى الوقوف عند ما يسمى بالدبلوماسية  الموازية ، فغالبية أعضاء البرلمان المغربي في الماضي و الحاضر ، و مكونات الجمعيات و المنظمات " المستقلة " ، تشكو من الخصاص الفكري و الثقافة السياسية الرفيعة و الروح الوطنية الوهاجة !

3 -  و إذا كنا نتفهم أخطاء الأطراف المشار إليها سابقا و خطاياها في ملف وطني مصيري ، فإننا لا يمكن إلا أن نعبر عن استغرابنا اللامحدود ، لموقف فئة من الشباب المغربي المتشبع بآخر المستجدات في عالم الثقافة العالمية ، و المتأثر بالتيار الماركسي اللينيني ، الذي كان مثالا يحتذى في الستينيات و السبعينيات من القرن العشرين ، و الواقع أنه من حيث المبدأ نشيد بأهم المنطلقات و العناوين الكبرى و الغايات المثلى ، لهذه الجبهة السياسية (اشتهرت فيما بعد ، باليسار المغربي الجذري ) التي كانت  تدعو إليها و تناضل من أجلها ، من قبيل العدالة الاجتماعية و المساواة و الكرامة الإنسانية ، و التحرر من الامبريالية و سطوة النظام الرأسمالي .. صحيح منذ حركة " إلى الأمام " و إلى النهج الديمقراطي ،  واجه اليسار الجذري كل أنواع القمع و المنع و التضييق و الاعتقالات سيئة الذكر ، و صحيح أيضا أن تجاذبا سياسيا مرعبا كان يجمع بين نظام فردي استبدادي ، مهمته الدفاع عن مصالحه بأي ثمن ، و بين مناضلين يساريين راديكاليين ، يسعون إلى التجديد و التغيير و الثورة .. غير أن خطيئة العمر التي ارتكبها هذا الفصيل السياسي الحدي ، هو استهداف الوحدة الترابية للوطن ، و استعداء الشعب المغربي للرد على عنف النظام القائم آنذاك ، و هكذا ظل خطاب اليسار المغربي الجذري  يتماهى مع خطاب العدو : النظام الجزائري و الحركة الصحراوية الانفصالية ، و يدعو إلى رفض المقترحات المغربية لحل هذا النزاع ، و يؤيد  موقف الانفصاليين المدعومين جزائريا ، و الداعي إلى " حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره " ! رغم أنه يعلم أن الاستفتاء بمفهومه السياسي الرصين ، لم يعد قابلا للتنفيذ لأسباب جيو ستراتيجية غير خافية على المعنيين بالموضوع .  إنه لا بد من حلول توافقية تحفظ مصالح الجميع و تضع حدا نهائيا لنزاع مفتعل ، و الانتقال إلى التفرغ لأم المعارك : الإقلاع التنموي الإقليمي الشامل .

4 -  و هكذا يكون اليسار المغربي الجذري قد تحول من عدائه للنظام إلى عدائه للوطن ، و لئن كان الانفصاليون المغاربة يجدون مساندة غير مسبوقة ماديا و عسكريا و إعلاميا و لوجستيكيا ، من النظام الجزائري و المنظمات " المدنية " الإسبانية و الفرنسية و الأوروبية بصفة عامة ، و بعض الحكومات الغربية لأسباب استعمارية ، لها حنين إلى إعادة تقسيم الأقطار العربية ، و تقزيمها خدمة لأجندات إسرائيلية و إمبريالية معلومة ، فما هو ثمن انضواء اليسار المغربي الجذري في النزعات اليمينية الاستكبارية ، و ضرب المصالح الإستراتيجية  للأمة المغربية !


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة