الرئيسية | أقلام حرة | ‫‏حلب‬ في ذمة الله، ‫و العرب‬ في أكياس الغرب الجاهزة

‫‏حلب‬ في ذمة الله، ‫و العرب‬ في أكياس الغرب الجاهزة

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
‫‏حلب‬ في ذمة الله، ‫و العرب‬ في أكياس الغرب الجاهزة
 

 

كلما تصفحت إحدى الجرائد، يومية كانت أم أسبوعية، إلا و أصادف صورا يهتز لها الفؤاد هزا، فإلى متى سينتهي هذا الطغيان؟ لن أنسى ما تفقدته عيناي و أنا في العقد الثامن من عمري، أيام تنهال فيها بصيرتي دمعا و دما، عام 2004 إثر ما أقدمت عليه قوات الاحتلال الصهيوني الظالم من قتل و جرح و حرق و تشريد و اغتصاب و تدمير و شتف و نتف، في قلب القلوب الفلسطينية الطاهرة، لكن اليوم أصبحنا نحارب أنفسنا بأنفسنا، أصبحنا نصنع السلاح لنحرق به إخواننا..

حلب هي محط أنظار العالم كله، في الآونة الأخيرة، فما الهدف من وراء هذا كله ما دمنا في ذمة الغرب؟

هذا الأخير يعد بمثابة آلة تحكم عن بعد، يضرم الصراع كيفما شاء، و يخمده متى شاء، رغم أن هذه العبارات، يغيب عنها التحليل السياسي للأحداث، و أعلم أنها لن تصل إلى الأرض البعيدة الكئيبة سوريا، لكن سيصل صداها منابر مخفية لا تدري متى ستدلوا بدلوها في فك هذه الكارثة الضاربة في عمق السياسة الخارجية المعنية بتدبير صراع، أضحى عربيا عربيا بكل تفاصيله الجزئية.

فما عساي أن أقول في هذه الأزمة الأخلاقية التي طالما تعكس الوجه الحقيقي للعرب؟ و نوعية العقول المواكبة للشأن السياسي في خضم هذا الانحطاط التدبيري، الذي أظن أن السبب فيه هو "آلة التحكم عن بعد" كما أشرتُ سابقا، و هذا ما يوضح أنه لا قرار فوق قرارات السياسة الغربية التي لا يهدأ لها البال، إلاّ عندما تستمتع بمشاهدتها لمهرجان القتل في دويلتنا العربية، في حين نحن كعرب نلتزم الصمت و نواظب على متابعة الأفلام و المسلسلات المنحطة النابعة من وحي سياسة التدمير النفسي و اغتصاب روح النضال في الإنسان العربي . 

هكذا هي نظرة إنسان يطمح في تسلق سلاليم التغيير و لو بحرف أو بكلمة أو بعبارة، رغم هذا القصف المجحف الذي يلازم البوح الأدبي السياسي، و هذا ما يؤول إلى ضعف الإدلاء بالرأي الشخصي في القضايا السياسية، التي نعلم أنها مفبركة من لدن أهل الاختصاص في التلاعب بأدمغة البسطاء، و بدوري أتأسف عن تمردي النسبي عن القضية المركزية لهذه المقالة التي أفرزها السياق.

و لكل واحد منا نظرته التحليلية لما يصول و يجول في الساحة الانتهاكية لحرمة الضعفاء.

‫‏حلب‬ في ذمة الله، ‫و العرب‬ في أكياس الغرب الجاهزة، فلينادي أحد منا على رجال النظافة اليابانيين لجمع ما يمكن جمعه من أفكارنا الواهية، لعلهم يصلحون فيها ما هو قابل للإصلاح !!!

 
مجموع المشاهدات: 779 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة