رشيد العزاوي
تسود اعتقادات و روايات عن الجن بالمغرب و كأننا أمام جن لهم سلطة الدولة ،فهم يسيطرون و يحكمون و يطردون أبناء مئات الأسر من مساكنهم و يجمعون الاتاوات منهم مقابل كف الأذى عنهم و لا رادع لهم ،حتى انهم يتفاوضون مع السادة و الفقهاء من الانس بكبر و أنفة...
هذه ليست حكايات من الخيال، بل حكايات حقيقية متداولة في قرننا الحالي، يؤمن بها كثير من المغاربة سواء كانوا ضحايا أو من أقربائهم أو حتى من جيران أو أصدقاء الخ.. انها أحداث حقيقية كما يراها غيرنا تعكس الضعف و الخوف في المجتمع المغربي.
منازل و شقق و حتى فيلات فاخرة نعرفها تماما،سكانها سمعوا فيها أصوات غريبة و حتى العفش ألقي به و زجاج النوافذ تعرض للهشم و دون أن يعثر عن أي أثر للسارق أو الفاعل..هل الجن يستوطنون البيوت و يطردون سكانها؟
روايات و مزاعم يؤمن بها البعض لأنهم عاينوها مباشرة.منازل هنا و هناك صارت مهجورة بسبب الجن كما يعتقدون.الجن في المغرب أصبحت له سلطة قوية خصوصا حين يغضبون .
الجن بالمغرب يتكيفون مع كل الظروف و الأمكنة ففي نواحي القنب الهندي بشمال المملكة،يزعم أصحابها أن الجن يحرصون مزروعات الحشيش و يتلفونها متى يشائون ويخزنونها ويستهلكونها..يهيصون في الليل و النهار.يزرعون الخوف في السكان و هم الى حد آخر لا يخونون فيما بينهم و لا يؤذون بتلك الدرجة المشاعة.تقول الروايات أن الجن يسكن الانس فهناك جن عاشق يسكن الفتاة الجميلة و حتى الرجل تسكنه جنية و حين يخونها تحكم عليه محكمة الجن بأشد العقوبة تصل الى الحمق أو الانتحار خاصة عند شمهروش رئيس محكمة الجن بالمغرب..الجن كما نعرفه في الموروث المغربي مكون أساسي داخل المجتمع يستغله الفقهاء و السحرة و المشعوذين أبشع استغلال و هو يبين مدى التأثر بالغيبيات المتسلطة التي تعكس التخلف و الانحطاط..فهناك جن اسمه ميمون و مارد الجن حبريت و شمهروش و جنية اسمها عايشة قنديشة و هناك جبل الجن و محكمة الجن ....المغرب يحبل بعالم الجن.
في المدن المتحضرة بالمغرب حيث ترتفع نسبة المتعلمين و المثقفين توجد معالم سياحية خاصة بالجن كما يزعمون خصوصا في الدار البيضاء طنجة و أكادير.عمارات فارغة من أهلها بحكم أن الجن يسكنها.عمارات من سنين خلت و هي شاغرة.لكن أزمة السكن و غلاء الكراء جعل البعض يسكن بالمجان بعض الشقق و هم لا يشعرون أبدا بوجود الجن أو العفاريت.
علماء النفس ضد كل ما قلته سابقا و هم يرجعون السبب الى عوامل نفسية محضة لا علاقة لها بالواقع.اللاشعور المغربي مبهم و معشش بالخزعبلات و الوهم.مايراه علماء النفس أن الجن حقيقة و لكن كمخلوق الاهي خلق ليعبد الله لا ليسكن البشر و ينغص حياتهم.يتسائلون باستغراب لماذا لا نسمع أحاديث عن الجن في السويد و سويسرا مثلا و لا يتهمهم أحد بأنهم يتسببون في المتاعب لسكان البلاد؟ لماذا اذن ينشطون الا في بيوت و أحياء و مجتمعات فقيرة كالمغرب؟ لماذا هذا الاستقواء على الضعفاء؟
