المقاطعة ليست خيانة

فجأة اكتسحت حملة المقاطعة الفضاء الأزرق في شقه المغربي و هذا من نعم الأنترنيت أطال الله في عمر زوكربرج ، فإن كان جزء من المغاربة في الماضي يقولون آمين لكل ما يفرض عليهم ، فشباب اليوم رغم كل محاولات "التكليخ" لا يخضع لهذه القاعدة .

المقاطعة ليست فقط رفضا لشيء ما لأنه يضر بالجيوب أو العقول ، و لكنها رسالة سياسية عميقة المعنى مفادها أننا كشعب غير راضين عما يحدث . لقد قاطع المغاربة الإنتخابات و إن كان بطريقة غير مباشرة من خلال نسبة مشاركة جد متدنية، و اليوم يقاطعون شركات احتكارية تضغط على جيوب المغاربة و تستفيد من صمت الحكومة و تواطؤ بعض السياسيين الإنتهازيين و هناك من وصلت به الوقاحة سب المقاطعين تحت قبة البرلمان لأنهم يضرون بالإقتصاد الوطني .

فجأة أصبحت الباطرونة وطنية "زيادة عن اللزوم" بالله عليكم أليس هذا هو الضحك على الذقون !! أليس تهريب الأموال و احتكار قطاعات حيوية ، و الرفع من الأسعار دون مراعاة القدرة الشرائية ، و الاستفادة من خيرات البلاد ، و عدم متابعة المتورطين في جرائم مالية ،أليست خيانة !!! أليس التلاعب في الأسعار و تحديدها مسبقا من خلال الإتفاق بين شركات من نفس القطاع ، أليس هذا إضرارا بالإقتصاد الوطني و إضرارا بالمواطن ، لماذا تغيب الوطنية عندما تنتهك حقوق العمال و يتم التهرب من الضرائب و عقد الصفقات المشبوهة ...

لقد أثبت جزء كبير من السياسيين في وطننا الحبيب ، و عِوَض تفاعلهم مع مطلب تخفيض الأسعار ، أثبتوا أنهم لا يخدمون سوى مصالحهم و مصالح لوبيات المال و الأعمال، إنهم لا يَرَوْن فينا سوى بُطُون و أفواه و أرقام تملأ أرصدتهم في البنوك الخارجية . أما الوطنية فاسألوا عنها من ذلق مرارة العيش و لازال يحب الوطن اسألوا عنها مدرسا في الجبال و جنديا في الحدود . رُفعت ...