هكذا توزع الحلوى أو كما فعل البرلمانيون..
لم تمر سوى دقائق معدودات على الخطاب الملكي في البرلمان و الذي رسم الخطوط العريضة للسنة التشريعية الحالية ، حتى خرجت إلى الفضاء الأزرق فيديوهات البرلمانيين محملين بحلوى البرلمان في أكياس بلاستيكية، سبق و أن منعوا صنعها و بيعها بموجب قانون.
المشكلة هنا ليست في الفعل بحد ذاته فنحن كمغاربة نعرف أن المدعوين إلى مناسبة ما يأخذون معهم شيئا من الوليمة لمن لم يحضر من أبنائهم ، لكن تحليل الواقعة يعكس عقلية المنتسبين لمؤسسة يفترض أنها القلب النابض في كل دولة تعتبر نفسها ديمقراطية .
هؤلاء هم نواب الأمة الذين يفترض فيهم من ناحية الذوق العام ، الأنفة و الترفع عن كل ما يخدش صورتهم ، فبهكذا تصرف يتسلل إلى المواطن البسيط شعور بأن البرلمان هو كعكة كبيرة يحاول كل واحد أن يأخذ ما استطاعت أن تصل إليه يداه . و الغريب أنهم و بفارق زمني قصير كانوا يستمعون لتوجيهات الملك بخصوص السنة التشريعية الحالية لكن الواضح أن آذانهم كانت تسمع و عقولهم مع الحلوى و لكل حلواه في برلمان الكعكة الكبيرة .
هنا لابد أن نقف مع مؤسسة كالبرلمان ، فأغلب منتسبيها ليس لهم حتى شهادة الباكالوريا و منهم الأميون و ذوي التعليم الإبتدائي فكيف نريد من هؤلاء مناقشة قضايا تشريعية مصيرية و هم لا يَرَوْن أبعد من حلوى يقتسمونها و مقعد يغتنمون مكاسبه لأبعد حد ؟ كيف يمكن لهؤلاء تحريك المياه الراكضة ، و من أين لهم الجرأة على مناقشة ملفات حساسة تعتبر من المسلمات ، من أين لهم الشجاعة على طرق الأبواب الموصدة باسم الشعب الذي صوت لهم ؟ أليس البرلمان مجرد غرفة لتمرير القوانين المطبوخة في المجالس الوزارية ؟ هل يملك نواب الأمة الحس النقدي و الروح الوطنية كي تكون قلوبهم على الوطن و ليس على مصالحهم ؟
أسئلة مفتوحة يتطلب الرد عليها كثيرا من الوطنية .
عدد التعليقات (0 تعليق)
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟