الرئيسية | أقلام حرة | السكيزوفرينيا الرقمية

السكيزوفرينيا الرقمية

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
السكيزوفرينيا الرقمية
 

يواجه العالم اليوم أكثر من أي وقت مضى تحدياً خطيراً يعتبر أحد إفرازات ثورة التكنولوجيا الرقمية الآخذة في التطور يوماً تلو الآخر، وتعد السكيزوفرينيا الرقمية أو ما يصطلح عليه بالابتزاز الإلكتروني أحد أكبر المخاطر التي تواجه مستخدمي شبكة الإنترنت والأجهزة الذكية في مختلف بقاع المعمور خاصة الفئة التي لا تمتلك أي معرفة مسبقة عن الجريمة الإلكترونية بصفة عامة و الأمن المعلوماتي بشكل خاص.

 

ولعل الابتزاز الإلكتروني بات واحداً من إفرازات تلك الثورة، وربما يكون أكثرها انتشاراً، لاسيما أنه لا يتطلب المزيد من الأدوات أو التخطيط الدقيق لاصطياد ضحاياه، حيث يحتاج المبتز إلى صورة أو مقطع مصور أو حتى معلومة في إحدى منصات التواصل الإلكتروني لينسج بعد ذلك فصول جريمته التي يدر من خلالها أموالاً كثيرة عبر طرق وحيل الابتزاز الإلكتروني.

 

ورغم أن الغرض من جرائم الابتزاز الإلكتروني هو الحصول على المال، إلا أن ضحايا تلك العمليات يتعرضون لظروف صعبة طوال فترة ابتزازهم بسبب خوفهم من الفضيحة أو التشهير بهم، وتؤدي تلك الظروف إلى تدهور الحالة النفسية للضحايا

 

وترديها لدرجة تدفع البعض منهم إلى إنهاء حياته ما لم يتم التدخل في الوقت المناسب

 

والأخطر من ذلك فإن هذا الابتزاز يؤثر في التماسك الاجتماعي لأن جل أقارب و أصدقاء الضحية لا يتقبلون ما آلت إليه الأوضاع بالنسبة للضحية في ظل تجدر بعض عادات وتقاليد.

 

والجدير بالذكر أن التشريع المغربي يجرم الابتزاز الإلكتروني، إلا أنه يمكن الجزم على أن المقاربة القانونية وحدها غير كافية للحد من خطورة هذه الجرائم، لما لها من آثار وخيمة على نفسية الضحية، ومحيطه من أقارب وأصدقاء، هذا ما دفعنا إلى سرد بعض الطرق الفعالة لتفادي للابتزاز الإلكتروني.

 

في ذات المنحى لابد من الإشارة إلى مجموعة من القواعد العامة التي يجب معرفتها حتى لا يقع ضحية للابتزاز الإلكتروني وهي:

 

* عدم نشر معلومات خاصة التي تكتسي درجة من الأهمية والخصوصية كالقن السري للبريد الإلكتروني أو ما شابه.

 

* عدم مشاركة الناس حتى المقربين بأسرارك وصورك وفيديوهاتك إن لم تكن مقبولة ضمن المعايير العامة، وبالتالي لا يشكل تسربها أو وصولها للغير أي ضرر طافح.

 

* التفكير ملياً قبل إضافة أو قبول طلبات الصداقة، ورفض طلبات الصداقة من الأشخاص غير المعروفين.

 

* تفادي التفاعل أو الدخول على الروابط والإعلانات التي تتواجد بكثرة على المواقع الإلكترونية، فالكثير منها يكون بمثابة مصيدة للابتزاز الإلكتروني.

 

* تحصين الأطفال والشباب ضد مخاطر الاستعمال المعيب للمعلوميات بشكل عام، ولمواقع التواصل الاجتماعي بشكل خاص.

 

وفي الختام نقول بأن الوقاية خير من العلاج، فلا بد من زرع الرقابة الذاتية للفرد نفسه، والحرص على تنشئة الاجتماعية مليئة بالقيم الإسلامية السامية، وزيادة التماسك المجتمعي والترابط الأسري وخصوصاً بين الأبناء والآباء، بإتباع أسلوب الحوار الفعال داخل الأسرة الواحدة، وشغل أوقات الفراغ بما هو مفيد.

 

 

إلى جانب ضرورة فتح النقاش بهذا الخصوص مع تلاميذ المؤسسات التعليمية بمستوياتها الثلاثة، الابتدائية والإعدادية والثانوية، وذلك في إطار حملات تحسيسة هدفها الأسمى رفع من منسوب التحصيل الذاتي للشباب والأطفال ضد مخاطر الابتزاز الإلكتروني أو الاحتيال المرتكب عبر الوسائط الإلكترونية.

مجموع المشاهدات: 844 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة