غضب جماهيري تونسي بعد التعادل أمام تنزانيا: منتخب ضعيف بلا روح وأداء مخيب

وسط أجواء قاسية.. السلطات المحلية بتزي نغشو تواصل فتح الطرق المقطوعة بسبب الثلوج بإقليم ميدلت

مغاربة يدعمون المنتخب التونسي أمام تنزانيا في أجواء أخوية بالملعب الأولمبي بالرباط

الركراكي يؤكد: أمرابط عنصر أساسي ونحتاجه في قادم المباريات

الركراكي: المغربي ممكن يتقلق عليك فالصباح، ولكن فالليل يوقف معاك ويعرض عليك

رغم الفوز أمام زامبيا.. لاعبو المنتخب المغربي يرفضون تقديم التصريحات للمنابر الإعلامية

نظرية " الخاطر "

نظرية " الخاطر "

زريف عبد العالي

 

عندما يصبح تدبير الشأن المحلي مرهونا ب : مانقدروش نخسرو الخاطر للرايس   ، فانتظروا الكوارث .

لقد أخطأ جميع منظري علم الإدارة و التدبير المحلي و أخطأ معهم المهتمون و الدارسون و الباحثون في تدبير الشأن المحلي و أخطئنا بدورنا لما كنا نراجع هذه الأبحاث و الدراسات و النظريات حتى نسترشد بها عند اجتياز امتحانات الكفاءة المهنية و كذا الممارسة المهنية اليومية . 

فمن إحدى الجماعات الترابية بإقليم بولمان تفتقت عبقرية أحد المنتخبين و طبعا  بمباركة " قس " رئيس تلك الجماعة عن نظرية قلبت جميع الموازين بتلك الجماعة - طبعا قلبت شؤونها رأسا على عقب - . فعند انعقاد دورة أكتوبر العادية لسنة 2018 و لما احتدم النقاش حول إحدى النقط التي برمجتها الجماعة بجدول أعمالها لهذه الدورة ، بادر أحد أعضاء المجلس بالقول " حنا مانقدروش نخسرو الخاطر ل ... " ، عبارة سقطت كقطعة ثلج على أعضاء المجلس و أخرصت الجميع و عم السكون أرجاء قاعة الاجتماع ، عبارة شكلت ايدانا بتمرير النقطة بالإجماع. 

عبارة في ظاهرها و باطنها في شكلها و مضمونها و المناسبة التي تم الإفصاح فيها عنها تفسر ما أل إليه حال هذه الجماعة التي تملك من المقومات ما يؤهلها أن تكون نموذجا تنمويا يحتدى به ، غير أن نظرية " الخاطر " اغتالت مصالح المواطنين لتفسح المجال أمام العبثية و الصبيانية لتقرير مصير سكان هذه الجماعة ، و الأمر لا يحتاج إلى ذكاء خارق أو فطنة زائدة لتفسير حال هذه الجماعة المصنفة خارج التاريخ.  فنظرية "  الخاطر " جعلت ساكنة مركز هذه الجماعة يتجرعون مياها تفتقد لشروط السلامة الصحية ، كما جعلت هذه الجماعة تفتقد للأدوية بعدما رحل عنها العام الماضي الصيدلي الوحيد الذي كان مقيما بها ، و حتى المركز الصحي لا يتوفر على جميع الأدوية  مما يفرض على المرضى و ذويهم تحمل مصاريف التنقل إلى إحدى المدن المجاورة لاقتنائها ، في وقت كان من اللازم على المجلس الجماعي تركيز كافة جهوده على الأقل لفرض تزويد المركز الصحي بمركز الجماعة بجميع الأدوية و من مختلف الأصناف و بدون استثناء ، و تقديم تسهيلات للراغبين في فتح صيدليات بالمركز كتوفير بناية للكراء بثمن رمزي .

لكن نظرية " الخاطر " لها رأي مخالف ، فعوض عقلنة استثمار هذه الجماعة لاعتماداتها المالية و تخصيصها فيما يعود بالنفع على الساكنة ، عمدت الجماعة خلال إعداد ميزانيتها لسنة 2019 إلى الرفع من المبلغ المالي المخصص لإصلاح الدور السكنية التابعة للملك الخاص الجماعي من 40000 درهم إلى  50000 درهم لتصير في المجموع 100000 درهم في السنة على أساس أن  50000 درهم ستخصص خلال شهور أكتوبر و نونبر و دجنبر 2018 و سيتم إجراء عملية تحويل الاعتمادات لتحول 50000 درهم برسم شهور أبريل و ماي و يونيو 2019 لفائدة إصلاح هذه الدور السكنية ، أخذا بعين الاعتبار أن الساكنة تعلم بأنه لا يوجد إصلاح و لا هم يحزنون، و هنا يطرح سؤال الحكامة المالية و الدور الرقابي للجهات المعنية و دور مصالح عمالة إقليم بولمان للتأكد من صدقية الميزانيات المرفوعة إليها قبل التأشير عليها و متابعة تنفيذها في الميدان و ليس من خلف المكاتب .

و المثير ايضا في نظرية " الخاطر " هو عندما تخصص مبالغ مالية للأرصفة و الزليج و التي لا وجود لها إلا في الأوراق و خيال منظري نظرية " الخاطر " ، فعن أية أرصفة و زليج يتحدثون خاصة أن هذه الجماعة تبدو و كأنها خرجت لتوها من حرب طاحنة دامت لقرون طويلة ، و حتى البنية التحتية للمدن الروسية التي دمرت خلال الحرب الإمبريالية الثانية تبدو أحسن بكثير من مثيلتها بهذه الجماعة ، فالارصفة و الزليج تبقى تسميات يجهلها الكثيرون من سكان هذه الجماعة لأنه لا وجود لها على أرض الواقع .

و نظرا لما حققته نظرية " الخاطر " من رفاهية للأموات فوق الأرض لم تغفل الإهتمام بالأحياء تحت الأرض ، حيث تم تخصيص اعتمادات مالية لإصلاح القبور بل و الزيادة في مخصصاتها ، و طبعا عملية الإصلاح هذه فاقت في تثاقلها ايقاع السلحفاة و لم يرد لها بعد أن تصل إلى خط النهاية ، إذ كيف يمكن للرضيع أن يفلت ثدي أمه و يستغني عن الحليب الدافق منه .

نظرية " الخاطر " أيضا جعلت هذه الجماعة تغرق في الأزبال ، فكل مزبلة لا تفصلها عن مزبلة أخرى سوى أمتار قليلة فضلا عن الروائح الكريهة المنبعثة منها و الحشرات التي تستقطبها و تنتقل منها إلى منازل الساكنة .

نظرية " الخاطر " جعلت الإستفادة من سندات الطلب حكرا على شخص واحد بدون منافس لدرجة أن الساكنة صارت تسمي هذه الجماعة بجماعة ايت ... ( الإسم العائلي لذلك الشخص ) 

باختصار شديد فإن نظرية " الخاطر " حولت هذه الجماعة إلى محمية يتصرف فيها المجلس الجماعي تبعا للنزوات و الأهواء و الأمزجة  ، و يبقى المجلس خارج أي مساءلة أو محاسبة .

 

 


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات