الرئيسية | أقلام حرة | ”حنة أرندت“ في بيوت السياسيين والسياسة المغربية...

”حنة أرندت“ في بيوت السياسيين والسياسة المغربية...

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
”حنة أرندت“ في بيوت السياسيين والسياسة المغربية...
 

حينما شرحت الجسد السياسي المغربي وقالت: هيمنة الأفكار المسبقة تقتل السياسة، و تتوقع كارثة سياسية وشيكة على شاكلة هيروشيما...

لا يسعنا الحديث عن ما هية السياسة في المغرب؟ إلا أن نقتطف زهرة من زهور ، ونص من نصوص الكبيرة المنظرة السياسية حنة أرندت، في كتابها ما هي السياسة؟ للوقوف عند مفهوم السياسة لدى المغاربة على الرغم من اختلاف السياقات والظروف، إلا أن هذا المقتطف يكاد يطابق الواقع المغربي والنظرة الحالية لمفهوم السياسة وكذا للسياسي المغربي .

        "إذا أردنا التحدث عن السياسي اليوم يجب البدء بالأحكام المسبقة التي نتغذى منها كلنا فيما يتعلق بالسياسة.. بما أننا لسنا بالتحديد في نطاق المختصين في السياسية، لأن الأحكام المسبقة التي نتقاسمها كلنا وتمثل بالنسبة لنا بديهيات ونستطيع الرجوع إليها اتفاقيا في الحديث دون أن نكون مع ذلك مجبرين على الشرح التفصيلي... " أي بمعنى أخر  تقول أرندت،  أنه لفهم السياسة أو السياسي فإننا نعود بدرجة الأولى إلى الأحكام المسبقة التي كونها عن السياسة عن الطريق التجارب الحسية لكل فرد منا، بغض النظر عن المفاهيم الأكاديمية لمدلول السياسة والسياسي هذا من جهة .

 ومن جهة أخرى، فإن الأحكام المسبقة أو الذاتية التي يحملها كل فرد هي التي تجعله يحدد مفهوم السياسية والسياسي على حد السواء، وهذه الأحكام المسبقة لا يمكن تجهلها البتة خلال تحديد مفهوم ما السياسة ؟ ولما تصلح السياسة؟ وما هدف السياسة إزاء المجتمع والأفراد والدولة والسلطة؟

         وتعتبر أرندت، أن الأحكام المسبقة تعكس الواضع الراهن الفعال، لكنها تعترف بالمقابل أنها ليست حقيقة مطلقة، وتذهب إلى قول أننا أمام مفترق طرق، أولهما هو أننا لم نعد نفهم سياسيا، وثانهما أننا لم نعد نتحرك بطرق سياسية، وبالتالي ستختفى السياسة في العالم .

 

 وفي هذا الشأن ، تحصى الباحثة حنة أرندت فوضى عارمة في الأحكام المسبقة التي تجعلنا مقيدين لتعريف السياسية والسياسي لو أن إحصائها ضمنيا اكثر من ظهيرا.

       في حين واقعنا السياسي المغربي ينطبق عليه  قول حنة أرندت ستختفي السياسية من المغرب، عندها نكون إزاء كارثة بكل المقاييس، إذ لا يمكن بأي حال من الأحوال  تغيير نظرة العموم باعتبارهم مواطنين عن السياسة وعن السياسي وعن المؤسسة السياسية من دون العمل على تغيير الأحكام المسبقة والذاتية المجانبة  للموضوعية إزاء المفاهيم المؤثثة لحقل السياسة، وأن يتم ذلك عن طريق التجارب الحسية المرئية للعموم ، وليس الاقتصار على الخطابات.

           وتقدم الفيلسوفة الكبيرة، نصيحة في هذا المضمار،  والتي مفادها أنه إذا أردنا تعديل مؤسسة و تنظيمها، أو أي تجمع موجود في العالم، لا نستطيع ذلك إلا بتجديد مكوناته، قوانينه، وهيئاته، على أمل أن تتبعهم البقية من تلقاء نفسها.

           بهذا، فإن تغيير زاوية نظرة المغاربة عن السياسة والسياسي لا بد من  ضخ دماء جديد في المؤسسات السياسية وكذا هيئاتها من أجل تحقيق التغيير المنشودة، فليس على السياسي إلا أن يثوب ويعود إلى رشده، غير ذلك كما تقول حنة أندرت فإننا سننتظر كارثة على شاكلة كارثة هيروشيما من أجل إعادة البناء من الجديد.

           في نهاية المطاف، لا أحد مطلقا انتبه للباحثة حنة أرندت لمحاولتها تفكيك مفهوم السياسة، وكيف يكون مفهوم السياسة والسياسي نابع من الأحكام المسبقة  والذاتية ومن التجارب التي نطالعها أو نسمع عنها أو حتى التي ننخرط فيها ضمن مؤسسة سياسية، ولا أحد أيضا  انتبه لمنبع ومسار مفهوم السياسي والسياسة في المغرب.

مجموع المشاهدات: 695 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة