مصطفى طه
لا شك أن الصحف الالكترونية أحدثت انقلابا كبيرا في الجسم الإعلامي، وأدخلت تطورات فنية وعملية، ليس فقط على مستوى القارئ، بل على مستوى الصحفي نفسه.
تتميز المواقع الالكترونية، بسرعة نقلها للأخبار، عكس الجرائد المكتوبة حتى لو كانت يومية، هذه الصحف المذكورة تبث الخبر بمجرد معرفته لينشر في لحظات معدودة، كما تعطيها التقنية الفرصة لتجديد الخبر كل فترة زمنية، و كتابة المزيد من التطورات و الأحداث أول بأول، مزودة مقالاتها بالصور و الفيديو أحيانا.
فالصحف الالكترونية، هي الصحف التي تحرر الأخبار على شبكة الانترنيت فقط، هذه الصحف تتوفر على مراسلين صحفيين ذوي كفاءات مهنية عالية، و يمتلكون مهارات لا توجد في صحفيين يعملون بالصحف الورقية، إلا أنهم غير معترف بهم من جانب النقابات الصحفية.
و من المزايا الهامة للصحف الالكترونية، استطاعتها القيام بحملة صحفية بشكل سريع و مؤثر جدا، يبتدئ بخبر و تتطور بعدها بمجموعة متتالية من الأخبار و التقارير، من خلال ردود الفعل التي تأتي لها تعقيبا على ما نشر سواء أكانت هذه الردود من القراء أو من مسئولين أو غيرها، بينما تظل الصحيفة الورقية تنشر في ملف صحفي عدة أسابيع، من اجل إثارة قضية معينة، قد لا تؤتي ثمارها.
و يتضح الفرق بين طبيعة التقنية الالكترونية عن الورقية، حيث لا يزال قارئ الصحيفة الورقية، ينتظر أن تنشر تعليقه أو رده على مقال بالأيام أو الأسابيع، و قد لا ينشر في النهاية.
يجب أن نلفت النظر إلى أن الصحف الالكترونية، استطاعت أن تحدث انقلابا ليس فقط في نوعية الصحافة و في سرعة تناقل الخبر، و لكن في صياغة الخبر و طريقة تحريره، من خلال التركيز و الدقة و الموضوع، تجدر الإشارة على أن بعض الجرائد الورقية، تنسخ و تنشر مواضيع و صور منقولة من الصحف الالكترونية، هذا راجع إلى الأسلوب الجيد و أهمية مقالاتها.
لا زلنا غير قادرين على الاستثمار في مجال الصحافة بصفة عامة و في الصحف الالكترونية بصفة خاصة، فحتى الآن لم نجد صحيفة لها أسهم بالبورصة أو أن هناك مستثمر يريد الاستثمار أمواله، من خلال عمل صحيفة و هو نوع من الاستثمار لو تحقق، سيكون اكبر فائدة للصحافة الالكترونية.
