الركراكي يؤكد: أمرابط عنصر أساسي ونحتاجه في قادم المباريات

الركراكي: المغربي ممكن يتقلق عليك فالصباح، ولكن فالليل يوقف معاك ويعرض عليك

رغم الفوز أمام زامبيا.. لاعبو المنتخب المغربي يرفضون تقديم التصريحات للمنابر الإعلامية

بنصغير يتحدث عن لحظة عناق اللاعبين للركراكي بعد تسجيل الهدف الثاني

الركراكي: الجمهور هو لي ربحنا اليوم ..ودبا بطولة جديدة غتبدا فحال كأس العرش

أول ظهور لحكيمي في كأس إفريقيا بعد العودة من الإصابة

لماذا تأخرنا..؟

لماذا تأخرنا..؟

محمد شاكري

حين يتعلق السؤال بالتقدم دوما ما يتبادر إلى ذهني تساؤل صغير لكنه معقد : ما الذي ينقصنا كي نتحول إلى دولة متقدمة ؟ 

الأكيد أن الأمر لا يتعلق فقط بالثروات الطبيعية فدول كاليابان و بلجيكا و هولاندا و سويسرا ... ليس لديها ثروات طبيعية لكنها دول متقدمة و في الجهة المقابلة دول الخليج مثلا لديها أنفس ثروة طبيعية لكنها لا تنتج شيئا ما عدا الكسل و مجتمع الإستهلاك . 

هناك دول كانت في مطلع الألفية تشبهنا إلى حد كبير و كنا على نفس خط التنمية ، و بعد مرور قرابة عشرين سنة قطعت أشواطا كبيرة في الرقي بشعوبها. البرازيل كمثال التي ، و بعد أن فكت الإرتباط مع البنك الدولي و تحررت من عبوديته و إملاءاته ، أصبحت بقدرة قادر تصنع الطائرات و السلاح و الغواصات...و أصبحت سادس قوة إقتصادية في العالم . لن أتحدث عن تركيا كي لا أثير حساسية البعض و لكنها هي الأخرى غدت بقدرة قادر تنافس الدول المتقدمة و دولة لها وزنها إقليما و دوليا. رواندا التي بُعثت من دمار الحرب الأهلية و الدمار الشامل أصبحت تحقق نسب نمو عجزنا عن الوصول إليها نحن الذين يمّمنا وجهنا شطر القارة السمراء متبرعين و مستثمرين . 

  ما حققته هذه الدول و غيرها لم ينزل من السماء ، فماذا ينقصنا إذا ؟ إنه سؤال وجودي تكرر عدة مرات في عدة صيغ حين اصطف الملك في خطبه السابقة في صف المعارضة متسائلا عن الثروة و عن أسباب عدم نجاعة خطط التنمية . نعم الثروة موجودة لكنها بيد الأثرياء فقط..تتراكم ، تتوارث ، تتقاسم ، تتبادل في أعلى الهرم و لا أثر لها في أسفله بين الطبقات الفقيرة و المتوسطة التي بدأت تتآكل . 

مشكلتنا في هذا الوطن هي مع العدالة في كل شيء ، حين تكون هناك رغبة في تحقيق العدل  ستولد التنمية من تلقاء نفسها في كل مناحي الحياة . 

مشكلتنا أنه لا توجد إرادة قوية تقول للجميع كفى من استنزاف خيرات الوطن ، لا يوجد من يحدث رجة يستيقظ لها الجميع و يقف عندها الجميع كي نرى أنفسنا في المرآة و ننتقد الذات الجماعية . وقفنا وسط الوادي فلا نحن عبرنا إلى الضفة الأخرى (الديمقراطية كاملة مكمولة) و لا نحن تجنبنا البلل. 

  لا مشكلة في أن يحقق أصحاب الشركات الأرباح الطائلة "بصحتهم و راحتهم" المشكلة في التهرب الضريبي و استغلال اليد العاملة المحتاجة للشغل بأقل تكلفة . المشكلة في شجع القلة المستفيدة المتنفذة و في بؤس الأغلبية . المشكلة أن الموظفين و العمال و التجار الصغار لديهم حصة الأسد في الوعاء الضريبي في حين تتهرب الحيتان الكبيرة . المشكلة في الثروات التي تزخر بها البلاد و لا تُعرف عائداتها و لا المستفيد منها . 

  مشكلتنا مع المحاسبة التي تستتبع العدالة فكم هي الصناديق التي سُرقت و الأموال التي بُددت بلا حسيب و لا رقيب ، و كم هي التقارير التي استنزفت أمولا طائلة لكنها أبدا لم تصل إلى القضاء . 

   مشكلتنا أن النخبة الحاكمة لا ترتبط بالوطن إلا بقدر ما تنتفع منه و أن ثقل " الإصلاح " يتحمله الشعب لوحده. 

لقد وصلنا إلى مرحلة صار فيها تحقيق العدالة مطلبا جوهريا قبل الخبز ، لأن الثروة إنما تُخلق بالعدل و الكرامة ، و كل يوم نتأخره يقطع فيه غيرنا أشواطا في التقدم و الرقي.

 


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات