الرئيسية | أقلام حرة | رهانات السياحة الثقافية بالمغرب

رهانات السياحة الثقافية بالمغرب

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
رهانات السياحة الثقافية بالمغرب
 

يعتبر المغرب من بين البلدان التي تولي اهتماما كبيرا للسياحة  ، و هي تحتل مكانة مهمة في الاقتصاد المغربي نظرا للاستقرار و الأمن الذي يتمتع به مقارنة بجيرانه في شمال إفريقيا ، غير أنه يجب إعادة التوازن للسياحة الثقافية بهدف إنشاء عرض سياحي ثقافي مغربي تنافسي على الصعيد الدولي، عبر الاستثمار في ترميم و تأهيل المواقع الأثرية و المعالم التاريخية التي لا تعد و لا تحصى و المتاحف المنتشرة في ربوع البلاد.

فللسياحة فوائد اقتصادية كبيرة، حيث تعتبر جالبة للعملة الصعبة، و تسهم في التعريف بالتراث و الحضارة المغربية، و في مد جسور الصداقة والتعاون والتعارف و حسن الجوار مع شعوب العالم.

لكن الماثر التاريخية في المغرب تشكو من سوء حالها مقارنة بمثيلتها لدى أبناء عمومتنا الإسبان و البرتغاليين ،الذين نشترك معهم في الأسلاف قبل ثلاتة و عشرين ألف سنة الى خمسة آلاف سنة قبل الحاضر.

فهذه الدول استفادت من تلك المآثر التاريخية التي شيدتها السلالات المتعاقبة على حكم المغرب ،كالقصور و القلاع المرابطية و الموحدية و المرينية لتطوير السياحة الثقافية ،و استقطاب أعداد هائلة من السياح من أنحاء العالم.

إن التواجد المغربي في شبه الجزيرة الإيبيرية قديم جدا ،فقد بدأت الهجرة المغربية إلى هناك منذ حوالي  أربعة الاف و خمسمئة سنة، و توافدت أعداد كبيرة من المغاربة نحو شبه الجزيرة الإيبيرية قبل العصر الروماني ،واستمرت إلى حدود القرن السابع عشرتاريخ نهاية دولة بني الأحمر.

فالتبادل الثقافي بين العدوتين قديم جدا قدم التاريخ ،و التأثير و التأثر المتبادل بين الثقافتين و العدوتين لم ينقطع في يوم من الأيام ، و هذا ليس بمستغرب بالنظر إلى المسافة الفاصلة بين إسبانيا و المغرب حيث يمكن مشاهدة جبال اسبانيا من شواطئ طنجة يفصل بينهما مضيق بحري صغير .

و ما تزال قصور اسبانيا و البرتغال تشهد على إبداع الصانع المغربي في فن الزليج، و النقش على الجبس ،و الخشب ، و هو ما يصطلح عليه بالمعمار الموري moorish architecture نسبة إلى أصحابه الذين يتقنون سر صنعته المغاربة ، الذين كانوا يطلق عليهم إلى عهد قريب moors و مازال الإسبان يسموننا moros و من هنا جاءت اللفظة التي تطلق على المغرب في اللغات الأوروبية مثل Maroc في اللغة الفرنسية ، و Morocco في اللغة الإنجليزية ، و Marruecos باللغة الإسبانية.

و هو معمار خاص بالمغرب لا يوجد إلا في بلادنا ، و المناطق التي خضعت لحكم المغرب في الزمن الغابر ، و لا يتقن أسراره إلا المغاربة ، مما جعل دولا كثيرة تستقدم الحرفيين المغاربة لتشييد قصور و فنادق على هذا النمط المعماري .

إننا نأسف للحال التي أصبحت عليها  الماثر التاريخية و القصور و القلاع التي توجد في ربوع المغرب، و التي فعلت فيها عوامل التعرية فعلتها و تحتاج إلى جهود كبيرة لترميمها.

فلا بد من التدخل العاجل لإنقاذ القرى القديمة المنتشرة في أرجاء بلادنا، و القصبات ،و القصور، و المواقع الأثرية ،و ترميمها و الاستفادة منها لجلب ملايين السياح.

أليس غريبا أن القصور و القلاع و القصبات و الأسوار التاريخية التي شيدها أجدادنا في شبه الجزيرة الإيبيرية وجدت من يهتم بها، و يحفظها من عوادي الزمان، و يأتيها الملايين من السياح من كل أرجاء العالم و مثيلتها هنا تشكو الإهمال و عوامل التعرية و الضياع و سوء المنقلب ؟

إن لدينا في المغرب ما هو أفضل من قصر الحمراء و غيرها من المواقع الأثرية المشهورة عالميا و لكنها تنتظر من ينتشلها من حالتها التي يرثى لها.

 

 

 

مجموع المشاهدات: 845 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة