الركراكي يؤكد: أمرابط عنصر أساسي ونحتاجه في قادم المباريات

الركراكي: المغربي ممكن يتقلق عليك فالصباح، ولكن فالليل يوقف معاك ويعرض عليك

رغم الفوز أمام زامبيا.. لاعبو المنتخب المغربي يرفضون تقديم التصريحات للمنابر الإعلامية

بنصغير يتحدث عن لحظة عناق اللاعبين للركراكي بعد تسجيل الهدف الثاني

الركراكي: الجمهور هو لي ربحنا اليوم ..ودبا بطولة جديدة غتبدا فحال كأس العرش

أول ظهور لحكيمي في كأس إفريقيا بعد العودة من الإصابة

عندما يتفنن " الرجال " في تعنيف النساء

عندما يتفنن " الرجال " في تعنيف النساء

يحي طربي

قتلت سيدة شابة في مدينة سلا بطريقة بشعة ذكرتنا بجرائم  " Jack l'éventreur " أو " جاك باقر البطون "، التي كان يرتكبها في حق  " بائعات الهوى "، في شوارع لندن خلال القرن التاسع عشر، و قتلت سيدة أخرى في حي فرح بالدار البيضاء، بطريقة أكثر بشاعة من الأولى، التي ارتكبت في حي الملاح بسلا، ولا داعي لذكر تفاصيلها كي لا تكون الصدمة أكبر، و بنفس المدينة دائما قتلت امرأة بثلاث رصاصات من سلاح وظيفي، و بالرباط أزهقت بندقية صيد روح صيدلانية داخل سيارتها، و هي في الطريق إلى مقر عملها، و في حي مسنانة بمدينة طنجة أجهز على امرأة أمام إعين طفليها، و ذبحت امرأة من الوريد إلى الوريد ببنحمد نواحي سطات، و بنفس المدينة تلقت أستاذة اللغة الإنجليزية الشابة طعنات قاتلة أمام منزلها، و بمدينة تيفلت فارقت ام الحياة بعد أن أجهز عليها إبنها بشاقور، كما سجلت عدة وفيات في صفوف نساء التهريب المعيشي بباب سبتة، و بمدينة فاس ألقي بامرأة متزوجة من الطابق الثالث لإحدى البنايات السكنية، و اللائحة طويلة و نتمنى أن لا تطول أكثر؛ لأن بين جريمة قتل امرأة و أخرى، " تشرمل " يوميا وجوه نساء شابات بالسكاكين والسيوف و شفرات الحلاقة حتى تظهر أسنانهن للعيان، و تشوه أحناكهن من جهة اليمين و جهة الشمال إلى الأبد، لأسباب واهية منها الخلافات الأسرية، أو ما يسمى بالخيانة الزوجية؛ في حين تكمن الأسباب الرئيسية لانتشار هذه الظاهرة في الثالوث الملعون: الجهل و الفقر و " القرقوبي ". 

 إن ما ذكر أعلاه من جرائم هو ما أعلنت عنه الصحافة الإلكترونية و قنوات يوتوب، أما ما خفي كان أعظم.

لقد أصبح العنف الهمجي اليومي ضد المرأة جزءا من ثقافة و هوية المجتمع المغربي، أمام عجز وزارة الأسرة، و التضامن و المنظمات الحقوقية و الجمعيات النسوية و القنوات التلفزية الرسمية عن وقف هذا النزيف، و مع تعقيد إجراآت الطلاق و ارتفاع بعض الأصوات الشاذة التي تدعو الرجل إلى ضرب الزوجة، بالإضافة إلى عدم تربية الشباب على حقوق الإنسان و المساواة بين الجنسين، و في غياب إجراآت استباقية فعالة للتصدي لهذه الآفة. هذا، بالرغم من المجهودات التي تبذلها مختلف الأجهزة الأمنية من أجل القضاء على الانحراف و العنف و الجريمة.

كيف يحترم هؤلاء المنحرفين المرأة وهم يرون الدولة تعبث بجسد المرأة وحميميتها، و لم تستطع بعد أن تضمن لها المساواة في الإرث و الشغل و الزواج و الطلاق و الإجهاض... 

 فلا المدرسة و لا الوازع الديني و لا الإصلاحيات و السجون و مراكز إعادة الإدماج تمكنوا من حماية النساء و باقي المواطنين من " التشرميل " و " لݣريساج " و العنف الجسدي، و لا الحكومة بكل وزاراتها و أطرها و إموالها و آلياتها، و لا البرلمان بغرفتيه و لا الترسانة القانونية، و لا الوقفات الإحتجاجية المحتشمة للجمعيات و المنظمات الحقوقية أعادت للمرأة كرامتها و حقوقها و حرياتها. أين الخلل و ما العمل إذن؟! 

 

 أخيرا، و بما أن تشجيع المبادرات و الأعمال الإنسانية و الخيرية و الاعتراف بالجميل من شيم الصحافة الحرة النزيهة الهادفة و المواطنة، نقول للدكتور حسن التازي، إبن البلد : " تحية وطنية و شكرا جزيلا و هنيئا لك على وطنيتك الصادقة و احتضانك لضحايا " التشرميل "، و على الدعم النفسي و المعنوي و المادي الذي تقدمه لهم، و خاصة الابتسامة و الأمل الذين تحييهما فيهم و في آبائهم و أمهاتهم، وعلى الحملة و هاشتاغ " لا للتشرميل " الذي أطلقته لمحاربة هذا الخطر الذي يتربص بشبابنا و شاباتنا. و السلام. " 


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات