الرئيسية | أقلام حرة | موت الحْرّاكَة المغاربة، هل هو هولوكوست أم انتحار جماعي بحبال الأمواج؟

موت الحْرّاكَة المغاربة، هل هو هولوكوست أم انتحار جماعي بحبال الأمواج؟

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
موت الحْرّاكَة المغاربة، هل هو هولوكوست أم انتحار جماعي بحبال الأمواج؟
 

لدي انطباع بأن ما يجري في البحر الأبيض المتوسط فيلم هوليودي مصور بمشاركة دول البحر الأبيض المتوسط مع تكرار السيناريوهات يومياً بلا كلل في انتظار السيناريو الأفضل. من الواضح أن السيناريوهات تتكرر كما لو أن المخرجين يرمون بدُمى منفوخة في البحر وينتظرون كيف سوف تلقي بها الأمواج إلى الشواطئ.

 

باختصار، المخرجين الهوليوديون هم فقط السياسيون بدون ضمير والدُّمى هم بشر أحياء مثلكم ومثلي، ومدعوون للعب هذا السيناريو الكارثي حيث يدفعهم قادة السياسة للغطس في البحر الأبيض المتوسط لكي يستقبلونهم جثثا بأذرع مفتوحة.

 

هل نعيش نازية حديثة وبدلاً من معسكرات الإبادة كما فعل النازيون من قبل، جعل السياسيون من البحر الأبيض المتوسط مركز الهولوكوست الجديد وبدلاً من الغاز السام "زيكلون بي"* يستخدمون "زيكلون" الأمواج البحرية؟

 

كيف يمكننا تحليل هذا الانتحار الجماعي للحْرّاكة المغاربة؟ ما هي أسباب هذا الانتحار؟ من المسئول عن هذا الهولوكوست البحري؟

 

1- بعض الفرضيات المثيرة للشفقة

 

كيف يمكن للمرء الركوب على متن زوارق مؤقتة لعبور البحر الأبيض المتوسط دون أي وعي بأنه انتحار؟ هل هو ما نسميه في الطب النفسي "الذهن الأوتوماتيكي"**؟ أم هي هلوسات سمعية باطنية تأمرهم للانضمام إلى أصحاب الأصوات على الضفة الأخرى من البحر الأبيض؟ أو ربما هو "سْحورْ" و "تْوْكالْ" ولذلك فقدَ الشباب المغاربة السيطرة الكاملة على أنفسهم وقفزوا في قوارب الهولوكوست؟ هل هو تلاعب سياسي لحوض البحر الأبيض المتوسط من أجل مصالح محددة مثل الحصول على عدد كبير من الأصوات من اجل مقاعد السلطة؟ أو ربما هناك إجراءات سياسية لإبادة هذه الطفيليات الشابة التي سوف تزعزع يوماً أمن دول حوض البحر الأبيض المتوسط؟ بالتأكيد هناك أسباب أخرى لهذه الإبادة الجماعية ونجهلها نحن المواطنين العاديين لكوكب الأرض؟

 

2- هل يشكل الحْرّاكة المقاومة الجديدة للقضية الديمقراطية للمجتمع المغربي؟

 

هل هؤلاء الشباب الذين "كَيْيحْرْكو" وهم يعلمون أنهم سيموتون لما يركبون أي وسيلة "َلْحْريكْ"، ألا يقاومون الظلم والفقر والإهانة والبطالة و فجوة الثروة / الفقر؟ أليس هم بِشهداء من أجل تحرير المغاربة من هذا الاحتلال الداخلي؟

 

3- أليس "لْحْريكْ" من أعراض انتحار المجتمع المغربي؟

 

إذا كان هؤلاء الشباب المغاربة هم نسل المجتمع وبالتالي هم مجتمع الغد، ويقومون بمحاولة شنقهم بحبال أمواج البحر، هل هذا لا يعني أننا نشهد انتحار أمَّة الغد؟

 

4- أليس "لْحْريكْ" من أعراض فشل التعليم؟

 

لو لعبت المدرسة دورها جيدًا من خلال التَّمدرس الإجباري الحقيقي، وكوَّنت الشباب جيدًا وحصلوا جميعًا على مستوى محترم ومؤهل من الدراسة، هل سيقومون بركوب قوارب الانتحار الجماعي؟ لو حققوا أحلامهم في بلدهم، هل سيخاطرون بحياتهم؟ من الواضح أن المواطن حر في العيش في البلد الذي يرغب، ولكن إذا كان له مستوى محترم من الدراسة سوف يهاجر بكرامته وبشرفه مثل حالة الهجرة إلى كندا.

 

5- أليس "لْحْريكْ" من أعراض إفلاس السياسة الاجتماعية المغربية؟

 

منذ عدة سنوات حتى الآن يموت هؤلاء "الحْرّاكَة" كل يوم ولم تتمكن السياسة الاجتماعية من إيقاف هذا الانتحار الجماعي وأتساءل لماذا هذا الفشل؟ هل هو قدر إلهي مكتوب على مجتمع الشباب المغربي المكتئب؟

 

6- أليس "لْحْريكْ" منتج للتسويق السياسي والتجاري لحوض البحر الأبيض المتوسط؟

 

ألا تعتقدون أن السياسيين الأوروبيين يستغلون ظاهرة "لْحْريكْ" لِخطاب ناخبيهم بأنهم محظوظون بما يكفي لوجودهم في أوروبا؟ لدي انطباع بأن ظاهرة الهجرة السرية تُستخدم من قبل السياسيين الأوروبيين لإسكات بؤس مجتمعاتهم عن طريق إخبارهم بالنظر إلى الفقراء الحقيقيين كيف يخاطرون بحياتهم رغبة في العيش بجانبهم.

 

7- أليس الهجرة السرية على النطاق العالمي من أعراض إفلاس البشرية والإنسانية؟

 

أين هي الإنسانية وهي تشاهد هؤلاء الشباب من جميع البلدان الفقيرة والديكتاتورية ينتحرون للوصول إلى أوروبا والولايات المتحدة؟ هل الإنسانية هو القيام بنجدة بعض الأحياء الموتى من "زيكلون" الأمواج وإطعامهم قطعة خبز في معسكر الاعتقال قبل إعادتهم إلى بلدانهم لكي يكررون سيناريو الهولوكوست البحري مرة أخرى؟ وماذا عن الآخرين الذين يموتون كل يوم؟ لا أجد هناك أي نسيم من الإنسانية بل أرى استمرار سياسة الاستعمار وتجارة العبيد في حلة جديدة.

 

 

طالما أن الأرض لا تُعتبر بلد واحد وجميع الدول أسرة واحدة ولم يتم القضاء على الثراء الفاحش والفقر المدقع فإن الإنسانية ستفاقم إفلاسها وهذه الهجرة غير الشرعية ليست سوى عرضًا من هذا الإفلاس.

مجموع المشاهدات: 429 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة