الرئيسية | أقلام حرة | أين هي وزارة الإعلام؟ وأين هي وزارة التكوين المهني؟

أين هي وزارة الإعلام؟ وأين هي وزارة التكوين المهني؟

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
أين هي وزارة الإعلام؟ وأين هي وزارة التكوين المهني؟
 

يلاحظ المرء أنه تم حذف وزارتين هامتين في التشكيلة الحكومية الأخيرة 09/10/2019.

 

أول هذه الوزارات، وزارة الإعلام التي لا تقل أهمية عن باقي الوزارات وكانت تسمى في السبعينات بوزارة الأنباء، ثم ترقت إلى وزارة الدولة في الإعلام، وهي وزارة لها أهمية قصوى في الدولة، أعرف السيد وزير الأنباء كان لا يفارق الملك في كل الاجتماعات واللقاءات وحتى الزيارات والتدشينات، وإلى جانبه السيد مؤرخ المملكة، لكن مع التعديل الحكومي الأخير لحكومة الدكتور العثماني حذفت هذه الوزارة من الهيكلة الحكومية، وهي الناطق الرسمي باسم الحكومة والدولة في نفس الآن.

 

أما وزارة التكوين المهني، وهو القطاع الذي كرر جلالة الملك في كثير من الخطابات والتوجيهات إلى الاهتمام به لأنه يهم بالدرجة الأولى الشباب، والشباب بالنسبة لجلالة الملك من الأولويات، غير انه مع الأسف الشديد غيبت هذه الوزارة، وهي وزارة لا تقل أهمية عن وزارة التعليم والتربية، وقد تكون قيمة مضافة في التنمية النموذجية الحداثية، بحيث من خلال هذا القطاع تقدمت الدول تكنولوجيا وصناعيا، وتدبيرا لقطاع الأبناك والتامين والسياحة والفلاحة، وأصبح رجال الأعمال الناجحون، هم من تخرجوا من مراكز التكوين المهني، ومما تجدر الإشارة إليه، فالمملكة تتوفر على مراكز ومعاهد كثيرة للتكوين المهني، فمن يسهر على الاطلاع بحاجيات هذه المراكز الحيوية والتي يمكن أن يعبر عنها بأنها المادة الأساسية في تحريك عجلات النمو النموذجي الحداثي، وبالتالي تقليص العبء عن وزارة التربية والتعليم في تناسق وانسجام تامين من أجل ملأ الفراغ الحاصل في بعض الوظائف المتوسطة التي الدولة في أمس الحاجة إليها.

 

لهذه الأسباب، الكثير من المجتمع المدني أصبح يتساءل عن غياب هاتين الوزارتين.

 

- الإعلام.

 

- التكوين المهني.

 

الإعلام: لها مسؤولية الاطلاع وتتبع البرامج التثقيفية، والترفيهية، والأخبار اليومية، ونقل المعلومة بكل أمانة وتجرد، وبالتالي حماية القطاع من تطفل الإعلام الأجنبي، بحيث بغياب هذه الوزارة قد تغيب المراقبة الإعلامية وقد تخلط الأمور وتغيب الثقة في نقل المعلومة الصحيحة وقتها، وبأمانة وثقة المتلقي في استقبال الخبر الذي هو المعطى الأول في المعلومة، بحيث السؤال المطروح، كيف تكون هيكلة الحكومة بدون وزارة الإعلام؟ التي هي الوزارة المتصالحة والمقربة من المجتمع المدني والتي من خلالها يتواصل مع العالم الخارجي والداخلي، ويتلقى الأجوبة عن تساؤلاته المعاشة اليومية، ومن يراقب الخروقات وتحت أي غطاء قانوني، والمتعارف عليه الإعلام بصفة عامة هو السلطة الرابعة في الدولة في إطار القانون والقواعد والمساطر الجاري بها العمل في جميع الدول والأمم، كما أن وزارة الإعلام هي اليد اليمنى للدولة ومن خلالها تتلقى الأخبار وتتبع الأنباء الأجنبية والداخلية، وهي الوزارة التي تسهر على التنسيق الإداري والمعلوماتي بين الوزارات الإدارية، وباقي المؤسسات الدستورية، وبالتالي هي المراقب الواحد والأوحد لمجريات الأحداث والوقائع في المجتمعات، لذا فهذه الوزارة لها أهمية كبيرة في التقدم الإعلامي الحضاري وخصوصا، نحن نعيش في عصر ما يسمى بعهد العولمة والتكنولوجية الإعلامية المتطورة الحداثية.

 

إذن لماذا تم الاستغناء على وظائف هاتين الوزارتين؟ وهو سؤال طويل وعريض لابد من الإجابة عليه.

 

التكوين المهني: كما سبق ذكره فإن هذا القطاع يعتبر ذا أولوية في مخططات بناء الدول السائرة في طريق النمو، وتكوين الشباب يعتبر أيضا الحجر الأساس لبناء مستقبل أي دولة نامية، ولنا أمثلة واقعية، كدولة سنغافورة التي قطعت أشواطا يحتدى بها في النمو السريع من خلال البنية التحتية والتي جعلت من ضمنها بناء الشباب بناءا صالحا بحيث اهتمت بالشباب كما اهتمت برجل التعليم، والصانع، وهيأت السوق لتصريف المنتوجات الوطنية التي ينتجها هؤلاء الشباب المتكون في جميع الميادين الخدماتية، كالسياحة والصناعة التقليدية والميكانيكية، والتجارة إلى غير ذلك من المهن الحرة التي يبدع فيها الشباب المتخرجين من معاهد ومراكز التكوين المهني، ووفرت حتى الوظائف الإدارية المتوسطة التي هي ركائز الإدارات العمومية والخصوصية، مثلا، المحاسبة، الإدارة، و إدارة الفنادق المصنفة، والمقاولات القطاعية، والمجالية، كالسياحة والصناعة الخفيفة والثقيلة، كالعمل في السكك الحديدية ومدرجات الطائرات، وحتى المقاهي فهي متقدمة بسبب العاملين فيها لأنهم من خريجي معاهد التكوين المهني الذين تشرف على تسييرها وزارة خاصة ومختصة، قادرة على جلب التمويل من المتعاقدين كالابناك ومقاولات التامين، والفنادق المصنفة وشركات الطيران، واللوجيستيك المعقلن والإشهار والتسويق Merketing .

 

فهذه مهن حرة ناجحة مطلوبة، ومن خلالها يعبر البلد على مدى تقدمه، وحضارته العصرية الحداثية المنشودة في هذا العصر.

 

 

أعتقد أنه بناء على ما ذكر، فإن جلالة الملك محمد السادس نصره الله، يشدد في خطاباته على التكوين المهني. ويوصي بالاهتمام به لأنه يهم الشباب عامة.

مجموع المشاهدات: 614 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة