الرئيسية | أقلام حرة | البرمجة و مواطن الغد

البرمجة و مواطن الغد

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
البرمجة و مواطن الغد
 

البرمجة هي عملية كتابة تعليمات و تمرير أوامر لجهاز الحاسوب قصد تحديد كيفية معالجته للبيانات، و هذه الأوامر تكتب بلغة خاصة تسمى لغة البرمجةun langage de programmation ، فلغة البرمجة هي لغة تواصل بين الإنسان و الحاسوب،و يُعتمد عليها في صناعة :

o تطبيقاتالهاتفLes applicationsmobile 

o برامج الكمبيوترLes logiciels

o مواقع الأنترنيتSites web 

o ... 

كما تعتبر البرمجة طريقة تفكير منظمة تمكن المبرمج من التعبير عن أفكاره و تفجير طاقاته الإبداعية و الفكرية ، و نأخذ على سبيل المثال الفايسبوك ، الفايسبوك في مرحلة كان عبارة عن فكرة بسيطة تدور في ذهن طالب في جامعة  Harvard  ،هذا الطالب اسمه Mark Zuckerberg، بدأت هذه الفكرة سنة 2003 حينما أنشأ مارك موقع فيس ماتشFacemachالذي يقوم على تجميع و نشر صور طلبة الجامعة، ليتم اختيار أجمل صورة من طرف رواد الموقع، فتطورت وتحولت الفكرة البسيطة إلى أشهر موقع للتواصل الاجتماعي في العالم ، يدرملايير الدولارات على شركة مارك و على دولته ، و يشغل العديد من المستخدمين ، و يعتبر فايسبوكملتقى الحضارات و الأشخاص و الأفكار. إذن البرمجة ليست فقط تعلم لغة برمجة أو اتقان كتابة سطور برمجية ، بل هي وسيلة لترجمة أفكار على أرض الواقع ، وقدتكون هذه الأفكار ذات أبعاد اقتصادية، ثقافية، علمية،اجتماعية، إنسانية ....

تحظى البرمجة باهتمام كبير من لدن الدول المتقدمة، بحيث تعمل هذه الدول على تدريسها منذ السنوات التعليمية الأولى للطفل، و تعتبرها مادة تعليمية، شأنها شأن باقي المواد التعليمية المدرسة (الرياضيات، الفيزياء، اللغات...)،كماعملت الشركات العملاقة في مجال البرمجة على إنشاء موقع code.org بجميع لغات العالم قصدتعليمالبرمجة للأطفال، فظهر المصطلح المعروف عالميا "ساعة برمجة".ساعة برمجة هي مبادرة عالمية غير ربحية، أطلقتها مؤسسة code.org يستفيد منها عشرات الملايين من الشباب حول العالم، وهي عبارة عن مقدمة في علوم الكمبيوترمدتها ساعة واحدة، تم إعدادها بهدف تسهيل تَعلُّم البرمجة وإثبات أن أي شخص يمكنه تَعلُّم أساسيات البرمجة. 

والاهتمام بتعليم البرمجةللأطفال لا يقتصر فقط على الشركات بل أيضا حكومات الدول المتقدمةتعمل على تخصيص ميزانيات مهمة لدعم تعليمهامنذ الطفولة، نظرا لأسباب كثيرة نذكر منها : أن عدد المبرمجين و أيضا خريجي كليات علوم الكمبيوترلا يلبي حاجيات سوق الشغل، الشيء الذي قد يضع الشركات أمام أزمة حقيقية في المستقبلو يؤثر بشكل سلبي على اقتصاد هذه الدول ،  بالإضافة إلى أن البرمجة تدخل في كافة مجالات الحياة دون استثناء،و تساهم في تطوير طريقة تفكير الفرد ، و تعزز قدراته الإبداعية و تكسبه مهارات في حل المشاكل و الصبر و التخطيط ، و تحوله من مواطن مستهلك إلى مواطن منتج .

 

أما بالنسبة لحكومتناالمغربية فهي مطالبة بإعطاء أهمية كبيرة لمجال البرمجة إسوة بالدول المتقدمة و المتحكمة فيالاقتصاد العالمي، لأن التحديات الاقتصادية العالمية تضعنا أمام مفترق الطرق و تفرض علينا تحديد أي مواطن نريد: مواطن مستهلك أم مواطن منتج يساهم في بناء اقتصاد وطني قويمواكب للتطورات الاقتصادية و الصناعية العالمية.

 
مجموع المشاهدات: 589 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة