الرئيسية | أقلام حرة | أغنية "عاش الشعـب" ولغة الهوية

أغنية "عاش الشعـب" ولغة الهوية

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
أغنية "عاش الشعـب" ولغة الهوية
 

 

بغينا ولا ّ كرهنا ضروري نتفاعلوا معا الأغنية اللي تشهرات فى ضرف أسبوع أو فاتت 10 ديال المليون من المشاهدات، يا ريت لو الخطب السياسية تكون بهاد اللغة المحلية اللي باقية مقصية، مهمشة أو ما وارداش حتى فى الدستور 2011، بحال إيلا حنا ضياف فى هاد البلاد، شكون باغيين يرضيوا هادوا؟ صحاب البترودولارات ولا ّ التيار المحافظ اللي بان عيبو أو كايلهط غير مورى الكراسى والمال العام؟  

 

بعض الإخوان كايسوّلوني غير كايسمعوا بعض الساسة المغاربة كايخطبوا عليهم بالعربية، كايقولوا لييـا: "معا من كايهضروا هادوا؟ ياك ما  معا شي شعب آخور؟" ضروري يتــّـرجموا جميع الخطب للغة المغربية باش تعم الفايدة، تكون مفهومة أو تكون المردودية ديالها حسن ولا تبقى مسجونة فى الرفوفة ولاّ فى أرشيفات القنوات الرسمية. 

 

صحاب هاد الأغنية ولو غادي ننتاقدوهم فى ما يخص بعض العبارات القوية أو القاصحة، ولاكن فى العمق عبروا على آلامهم، جوعهم وضروفهم الإقتصادية أو الإجتماعية الصعيبة، غير هادي شي 40 عام كان كايقول والعلو فى مدرجات جامعة محمد الخامس بأن المغرب إقد إوفــّـر العيش الكريم للجميع الشعب المغربي ولو فات عدد سكانو 50 مليون نسمة، غير طلع، رجع مسؤول كبير ما شفنا والو من هاد الهضرة غير المسؤولة. 

 

أما صحاب "النيات الحسنة وقل هذا من فضل ربي"، ما شفنا منهم خير، غير : "هذا من فضل حزبي"، ما كاين غير حشي أو عمـّـر حتى أتــّـخنق أو ترجع قـدّ البوطاكاز، أو إيلا كبرتي تهلا ّت فيك الدولة بتقاعد عوكــّـاز، مرصـّع بالملاين، غير هو اللي فاز. 

 

علاش نجحات هاد الأغنية؟ لأنها صادقة أو دخلات دغية للقلب تقريبا جميع المغاربة، حتى اللي غادي ينتاقدوها، لأنها لغة المغاربة بوحدهم على وجه الأرض، كاين بعض المتطفلين على هاد الميدان اللي ما لاهوما ختصاصيين ولا من صحاب الفكر أو كايضنوا أنهم غير إيلا تلكموا بيها غادي يمكن ليهم إحاججوك، باش؟ بجهلهم؟ المفكر الألماني مارتين هايديكار قال: "اللغة هي دار الوجدان" أو "الوجدان" مرتابط بكول ما هو متعلق بالحب، الشعور، الآلام، الأحلام، الثقافة، الحضارة إلخ، لغة الأم هي شرط من شروط وجود بنادم باش يمكن ليه ينتامي للهاد الشعب أوْ لاخور، باش يتعامل، يتجاوب معاه بسلاسة. 

 

هاد الأغنية باللغة المغربية هي اللي جمعات بزاف ديال المغاربة أو المغربيات من حولها، ماشي الميساج السياسي اللي بغاوْا إيدوّزوا هادوا للسمؤولين المغاربة، كون غنــّـاوْا باللغة العربية ما غاديش إكون هاد الإقبال الكبير، لأن بكول بساطة اللغة العربية بعيدة كول البعد على الأحاسيس أو على هموم الناس، يعني ما مرتابطاش بالواقع، بالمعايش اليومي، عن طريق لغة الأم، اللغة الفطرية كايمكن لينا نختارعوا بسهولة، نبدعوا، نبتاكروا بلا تصنع ولا ّ تكلف، كايمكن لينا نفهموا العالم، الواقع، نشخصوه كيف عملوا هادوا المغنيين أو نقوموا بالتقييم اللازم بلا مساحيق ولا ّ روتوشات. 

 

يمكن لينا نلقبوا هاد الرابورات ب "جيل جيلالة بيس"، حتى كلمات فرقة جيل جيلالة كانت قاسية فى وقتهم، أو كول جيل إلا ّ أو عندو أسلوبو، أحلامو أو أحلام شرائح عريضة من الشعب المغربي، هاد المغنيين ما عطاوناش غير صورة على المعايش اليومي ديال الملايين من المغاربة والمغربيات، ولاكن قاموا بتصميم لوحة فنية اللي كاتعالج، كاتفالع مع الواقع، أو شكون اللي ما كايعرفش شي واحد من عائلتو مُـجاز، ولاكن ما عندو لا خدمة لا ردمة، حتى قال معا راسو: "شحال هادي كونت كانقـلـــّـب عليها، خلــّـيها هي تقلـــّب علييا"، أمـّـا نسبة البطالة اللي كاتصرّح بيها الحكومة ولا ّ هيئة لحليمي ما عندها حتى شي مصداقية، إييـه: "حلم عذب". 

 

لغة الأم كيف قال المفكر الفرانساوي ديكارت: "إيلا كونت كانفكر، يعني أنا كاين"، الكيان ديال الواحد مرتابط باللغة اللي ساكنانا مللي كونا صغار، ماشي حتى نكبروا عاد نتعلموا لغة أجنبية اللي ما كانحلموش بيها أو ما وارداش فى الحياة اليومية، هادا تكليف غير مقبول أو كايأدي "ديريكت" للكذوب،  النفاق، نفصام الشخصية أو عدم الثقة فى النفس، على داك الشي كانشوفوا بعض المغاربة ما كايقـدّوش إكـوّنوا حتى جملة مفيدة، ولا ّ كايدوخلوا أو إخورجوا فى الهضرة غير كايباغتوهم الصحفيين بشي سؤال ما واردش فى موخهم، ولا ّ كايهربوا للغة الفرانساوية، لأن صحابها كيف كايهضروا كايكتبوا. 

 

اللغة هي الوعاء الهويتي، على داك الشي نجحات هاد أغنية الراب، بغينا ولا ّ كرهنا، كول كلمة ستعملوا هاد الشبان إلا ّ أو عطات أكلها، لأنها مرتابطة بوجودنا، بالطبع غادي نتحفظوا على بعض الكلمات القاسية، الهوية، المخيال هوما اللي كايصنعوا اللغة. 

 

عن طريق اللغة كانخزنوا بيها المعرفة، كايمكن لينا نتعاملوا معا جميع الإنطباعات، التجريبات أو الأحاسيس، عن طريق اللغة كايمكن لينا نتصوروا العالم، عن طريقها يمكن لينا نشاركوا أو نتشاركوا التجارب، كيف عملوا هاد الشبان، عن طريقها كايمكن لينا نتفاهموا أو نتعايشوا، غير فى الأنظمة الشمولية بحال كوريا الشمالية أو اللي ملـقــّـم عليها كاتقتل كل حاجة كانت مرتابطة بالحرية، بلغة الشعب، أحاسيسو، أحلامو أو توجوعاتو، لأن هاد الأنظمة بكول بساطة خايفة من الشعب، على داك الشي قامعاه، أو ما كاين غير الحزب الوحيد، الزعيم الوحيد أو المفكر الوحيد.  

 

طال الزمان ولا ّ قصر ما كاين حتى شي حل آخور من غير لغة الأم إيلا بغينا نقديوْا على المفارقات الإجتماعية، على البطالة، على الحريك، على الأمية، فى العمق المغاربة أو المغربيات ماشي أميين، عندهم لوغاتهم الأم الجوج: اللغة المغربية أو الأمازيغية، أو حتى إيلا غـْـنى القاموس العربية اللغة المغربية هادا ماشي عيب، جميع اللغات كايخوذوا من بعضياتهم، وإلا ّ غادي إيموتوا، الفرانساوية غادي تكون فقيرة كون ما وظفوش، ما عززوش الفرانساويين لغتهم باللغة الاتينية أو الإغريقية فى ميدان العلوم، الطب الهندسة أو التكنيك.

 

 

 

 
مجموع المشاهدات: 593 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة