الرئيسية | أقلام حرة | أنا المتعاقد المنبوذ

أنا المتعاقد المنبوذ

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
أنا المتعاقد المنبوذ
 

هو وصف دقيق و معبر ذلك الوصف الذي وصف به الراپور لزعر هؤلاء المتعاقدين في الأغنية الشهيرة " عاش الشعب " والتي يعرف الجميع انها اكتسحت وسجلت أرقام غير مسبوقة في نسب المشاهدة على اليوتيوب . 

هذه الأغنية التي جمعته مع ثلاثة شبان آخرين جعلت ممن لا يطربه فن الراب مراجعة ذوقه الفني ، لما لا وهذه الأغنية هي من وجد فيها الكادحون و المنبذون و المتشردون و الفاسدون و المستبدون والطغاة ...أنفسهم كل حسب موقعه .

 وقد سمعت وأنا جالس انتظر دوري لحالقة ذقني عند حلاق الحي حوار دار بين سي بوجمعة إسكافي الحي  وبين سي عبد اللطيف حلاق الأناقة كما أحب ان أناديه . 

حوار كان في شموليته التنويه و الإعجاب بالعمل الفني المقدم لمتتبعي جديد الراپ إلا ان السي بوجمعة الإسكافي ختم كلمته بالازمة المشهورة لدى المغاربة " ولكن خسروها فاش قال المتعاقد المنبوذ مالهوم هاد المتعاقدين شنو خاصهوم ؟ 

كايخدو 5000 درهم و اربع ساعات فقط في اليوم ويمشي ينعس ؟ 

انتبهت بنباهة لما قاله سي بوجمعة هل فعلا يعي لزعر وأصدقائه حمولة كلمة " منبوذ " وتساءلت بساذجة لماذا لم يستعملوا عبارة " انا المتعاقد المضرب او عبارة انا المتعاقد المتمرد او عبارة أخرى غير عبارة انا المتعاقد المنبوذ لما لهذه العبارة الأخيرة من حمولة لغوية فوية ودلالة ادبية عميقة . 

وباعتباري واحد من هؤلاء الأساتذة  الذين يسمهيم الشاب لزعر و سي بوجمعة و الأكاديميات بالمتعاقدين  فأنا معني بالرد و مطالب بإقناع سي بوجمعة ومن على شاكلته بانني فعلا أستاذ متعاقد و منبوذ و إليك البيان :  

نعم انا المتعاقد المنبوذ الذي فرض علي هذا التعاقد إجباريا كما فرض على هذه الاكاديميات التي أضحت لا تفرق بين السبورة و الكراسي والطاولات وبين الاستاذ و الاشجار و الاكسجين ،كلهم في ادبيتها مجرد معدات لخدمة الاكاديميه لمدة محدودة  الى حين نهاية صلاحيتها و رميها في سلة المهملات . 

نعم انا المتعاقد المنبوذ الذي يشعر بمجرد دخوله إلى المؤسسة التي يشتغل فيها على انه استاذ من درجة ثانية ويلازمه هذا الشعور بالدونية حتى نهاية حصصه اليومية و خروجه من باب المؤسسة. 

نعم انا المتعاقد المنبوذ الذي اتفق عليه أولياء المتعلمين والمتعلمات على نقل ابنائهم الى اقسام الأساتذة موظفوا وزارة التربية والتعليم نتيجة لحكم قيمة ترسخ في اذهان العامة من الناس وهو  أن لا كفاءة ولا تكوين لهؤلاء المتعاقدين . 

نعم انا المتعاقد المنبوذ الذي يقتطع من أجرتي و عرقي ظلما بغير وجه حق ما يفوق الف درهم شهريا  منذ الشهر الاول من التحاقي بهذه "الوظيفة " اللعينة. 

نعم انا المتعاقد المنبوذ الذي تكالبت عليه الأقلام المأجورة و الصحافه الغوغاء والاعلام المشبوه واتهمته بالكسل و بالجشع و بالاوطنية و بالاكفاءة ..

نعم انا المتعاقد المنبوذ الذي نام و تكسرت عظامه في شوارع الرباط و الدار البيضاء و اكادير و مراكش دفاعا عن مجانية التعليم و العدالة الاجتماعية و دفاعا عن كرامة رجال و نساء التعليم . 

نعم انا المتعاقد المنبوذ الذي وقعت في حب استاذة تشتغل في جهة وانا اشتغل في جهة منذ ما يزيد السنتين ونحن ننتظر رفع هذه الإقامة الجبرية و إطلاق سراح  الحركة الوطنية لنجتمع معا تحت سقف واحد و منزل واحد . 

نعم انا المتعاقد المنبوذ الذي تركت ابوين بلغوا من الكبر عتيا و يقتلني الشوق لمجالستهم و لحذيثهم و يمزقني الحنين لخبز أمي و نصائح أبي . 

نعم انا المتعاقد المنبوذ الذي كان يحلم بصفة الاستاذ لا بالإطار ولا بالمربع ولا بالمعدات . 

نعم انا المتعاقد المنبوذ الذي يفضل ان يعيش معطلا على أن يشتغل  مدلولا محتقرا والذي يفسخ عقده دون إشعار او تعويض . 

نعم انا المتعاقد المنبوذ و المفقر لكنني انا الامل بنضالتي و مواقفي التي ستسقط هذا المخطط طال الزمن او قصر . 

 

وبعد سماع كل هذا قام  سي بوجمعة  من مكانه ليرى وجهه في المرآة وفي طريقه إليها أردف " إوا اولدي الله إدير شي تاويل د الخير اما خدمة الذل بناقص منها "

مجموع المشاهدات: 1916 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة