الركراكي يؤكد: أمرابط عنصر أساسي ونحتاجه في قادم المباريات

الركراكي: المغربي ممكن يتقلق عليك فالصباح، ولكن فالليل يوقف معاك ويعرض عليك

رغم الفوز أمام زامبيا.. لاعبو المنتخب المغربي يرفضون تقديم التصريحات للمنابر الإعلامية

بنصغير يتحدث عن لحظة عناق اللاعبين للركراكي بعد تسجيل الهدف الثاني

الركراكي: الجمهور هو لي ربحنا اليوم ..ودبا بطولة جديدة غتبدا فحال كأس العرش

أول ظهور لحكيمي في كأس إفريقيا بعد العودة من الإصابة

الأستاذ المُصَاحِبُ و حاجته إلى .. "المُصاحَبة" !

الأستاذ المُصَاحِبُ و حاجته إلى .. "المُصاحَبة" !

الصادق بنعلال

 

1 -  لا ننظر إلى الحجم الكبير من المذكرات المرسلة إلى المؤسسات التعليمية نظرة سالبة ، إذا كانت وليدة استقراءِ علمي للمنجز التربوي ، و دراسةِ مستفيضةِ و متأنية لأعطاب و اختلالات المنظومة التربوية ككل ، كما أننا لا نرى أي نقيصة في مواكبة مستجدات الثقافة البيداغوجية الدولية ، التي لا تتوقف عن المساءلة و استشراف راهن التعليم باعتباره أساس "الإقلاع التنموي الشامل" ، و قاطرةً تسير باتزان نحو القمة و الرقي  ! سبب نزول هذه الإشارة التمهيدية هو النماذج الكثيرة من هذه المذكرات ، التي استقبلتها مؤخرا المدارس الابتدائية و الثانوية بنوعيها الإعدادي و التأهيلي ، و على رأسها مذكرة الترشح لمهام الأستاذ(ة) المصاحب (ة) بالأسلاك التعليمية الثلاثة الصادرة تحت رقم : 16/95 بتاريخ 3 نونبر 2016 . فما هي المضامين العامة التي تحملها ؟ و ما هي الانتظارات و الآفاق التي ترنو إليها ؟ و هل تطابق هذه المذكرة واقعنا التربوي و التعليمي ، و تساير إشكالاته و طموحاته ؟

 

2 -  لأول وهلة ندرك أنها مذكرة ذات صلة "بالمصاحبة و التكوين عبر الممارسة" ، تستهدف تأهيل المدرسات و المدرسين للقيام بمهامهم التربوية ، و تعزيز نموهم المهني و السعي نحو الارتقاء بالتجديد التربوي ،على أساس أن يقوم بهذه الوظيفة بالغة الأهمية مدرس بمواصفات نوعية ، أقلها اكتساب الخبرة في التدريس و حسن الإنصات و التواصل و القدرة على اتخاذ المبادرة ، و التسلح باستراتيجية  التجديد المستمر .  لكن ما هي أبرز المهام الملموسة و الموضوعة على كاهل الأستاذ المصاحب الساعي إلى المساهمة في تكوين الأستاذات و الأساتذة ، و مرافقتهم في تحقيق الجودة التربوية المنتظرة ؟

 

3 -  هناك خمس مهمات محورية يرتقب أن يتكفل بها الأستاذ المصاحب حسب المذكرة المعنية بالأمر ، و هي على التوالي : مرافقة المدرسات و المدرسين بغية تشخيص صعوباتهم و العمل على تخطيها في سياق من الثقة و التعاون – المساعدة على تأطير المتعثرين منهم و اجتراح حلول كفيلة بمعالجة الاختلالات المشخصة – العمل على تدقيق احتياجاتهم في إطار التكوين المستمر – تبادل التجارب المهنية المتميزة – المواكبة الصفية و تقديم العون البيداغوجي و الديداكتيكي للأستاذات و الأساتذة التابعين للأكاديميات الجهوية للتربية و التكوين ،  كل ذلك تحت إشراف المفتشين التربويين و بتنسيق مع مديرات و مديري المؤسسات التعليمية ..

 

 

4 -   على ضوء ما سبق يمكن استخلاص "حقيقة " لا غبار عليها ، مفادها أننا أمام خطوة تربوية  بالغة القيمة ، نجاحها قد يساهم إلى جانب المكونات الأخرى في تسهيل مأمورية السيدات و السادة المدرسين ، شريطة أن يكون الأستاذ المصاحِب هو نفسه مصاحَبا بحزمة من الإجراءات البنيوية إداريا و معنويا ، تكون سندا و تحفيزا له على العطاء و التضحية في مهمته العظيمة ! فبقدر ما ركزت مضامين هذه المذكرة على اصطفاء خيرة المدرسات و المدرسين ، المشهود لهم بالكفاءة المعرفية و البيداغوجية و التواصلية ، و التميّز على مستوى التخطيط و الأجرأة و بناء مشروع تربوي سنوي متكامل العناصر .. بقدر ما أن الحاجة ماسة إلى العناية الاستثنائية بِبُناةِ المستقبل ، و مُعِدّي عقولِ الغد القادرين وحدهم على إحداث الانعطافة الآمنة في اتجاه النهضة الهيكلية ، و الثورة السلمية في مضمار التقدم العلمي و الاقتصادي و الاجتماعي .. إن الأستاذ المصاحِب بالمعايير المشار إليها آنفا عُملة نادرة ، لا يمكن العثورُ عليها إلا بعد عناءِ البحث و الكدّ و المساءلة ، و أن المُدرّس الذي يستجمع كل تلك المواصفات الاستثنائية الفريدة ، يستحق حَدَباً بالغا و اهتماما مخصوصا ، على المستويين الاعتباري و المادي . إذا أردنا حقا إحداث طفرة مفصلية في المعطى التعليمي ، لا بد من مكافأة أصحاب العقول النيرة  و ذوي الخبرات و الكفاءات الفائقة ، و إلا سنظل نصوغ المذكرات الحافلة بالنوايا الحسنة و المحتويات النبيلة ، و الفقيرة من حيث القابلية للترجمة الفاعلة على أرض الواقع ، و .. "هل يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون ، إنما يتذكر أولو الألباب " !


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات