عبد الرحيم هريوى
-كم هي ألوان أشياء كثيرة أمام الأبصار في زماننا منها ما تبدل و تغير. وكثير من الطعام كان حلا لنا طبيعيا ونافعا وصحيا، قد بدلوا لذته و ذوقه ورائحته ، بمواد يعلم الله سر أضرارها على صحة بني الإنسان، مع مرور الوقت وعلى مرِّ تعاقب الأجيال، وقد تكون إلى حد ما شبيهة بمخلفات الأشعة النووية أو المواد الكيماوية الخطيرة التي يستمر تأثيرها على الأجيال القادمة و تنقٌّلها عبر الكائنات الحية واستمرار تواجدها بالمحيط الأيكولوجي للإنسان لعقود.وكل التجارب تجري في المختبرات الكيميائية والبيولوجية..وفي كل وقت وحين في مجال ما أمسى يعرف بالهندسة الوراثية من أجل تعديل جيناتها والتحكم في مسارها الطبيعي من خلال مضاعفة منتوجها أوعن زمن نموها . وكل ذلك تحت عدة أسباب وذرائع ، منها توفير منتوج كافي في كل وقت و حين و تغطية طلبات جميع الزبائن رغم الكثافة والإنفجار السُّكَّاني العالمي وخاصة في دول الجنوب...
هناك أنواع شتى من الخضر والفواكه والثمار، كنا لا نراها إلا في مواسم معينة من السنة، واليوم انقلبت الآية رأسا على عقب ، فترى فواكه الخريف قد يطول بها العمر ودورة حياتها مستمرة وبسرعة غير طبيعية لا تتوقف، وكتكوت الأمس كان لا ينمو طبيعيا إلا بعد مرور السنة، أما اليوم لا يحتاج إلا شهور قليلة كي يكون جاهزا و قابلا للاستهلاك اليومي، وقس على ذلك ..!!
ولا هَمَّ لأصحاب المال والاستثمار فيما يستهلكه بني البشر بكثرة، سواء كان ذلك في مجال الفلاحة والزراعة أو الصناعة الغذائية والأدوية وغيرها إلا المزيد من الربح والكسب وجمع للثروة وتكديسها في البنوك الدولية ولو على حساب الضمير الإنساني و الأخلاقي والأرواح البشرية ..
وكثيرة هي الوجوه النقية التي عاشت في زمانها بما يرضي الله ..لقد كانت فيما مضى صادقة مع نفسها وضميرها وربها. وكانت تعيش في الحلال و بحب وضمير إنسانيين، اليوم غاصت الناس في أعماق شتى من الملذات والشهوات و النعم بحق وبغير حق ، وآثرت الحياة الدنيا ، وتراها قد فقدت ماءها، وأمسى زمانها غير زمان العفة و الكرامة والقناعة. ولا شعار يعلو فوق شعارالأورو والدولار وباقي العملات الصعبة الأخرى ..!
- هذا دواء ضار تم سحبه ..!
- وذاك غذاء لايصلح للاستهلاك تم سحبه هو الآخر، بعد التحليلات المخبرية تبين لهم بأنه يحمل مواد مسرطنة بعدما "لعطاه الله عطاه"..!
- ويوم القيامة آت لا محالة، ولا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق و ما اكتسبته أيدي الناس من فساد في البر والبحر..!
