مراد علمي
رجم العيالات، قتل الأبرياء، التعذيب، تهميش أو ضطهاد اللي عندهم دين آخور، هي علامات الساعة، ما كايهمش سمية الدين اللي متورّط فى هاد الأعمال الوحشية، اللاإنسانية، حتى لورديناتور، الإنتيرنيت، البورطابل عمل فى المدمنين على التطرف الديني حالة حتى بداوْا كايجتامعوا، يتكاتبوا معا بعضياتهم فى "الـدّارك نيت"، رافضين الحجة أو العقل، حتى بداوْا كايشكــّـكوا فى كول واحد ما كانش من دربهم، حسب طريقتهم فى التفكير اللي ورثوها من القرون الوسطى.
المتطرف الديني ما عمّرو كايجتهد باش إحط ّ دينو فى الميزان أو إقارنو بمعارفو، بالعقل ولا ّ بالعلم، لا! كايتخـلا ّ على الحياة باش يدخول فى واحد النوع من الأوتوبية، السوريالية، المتطرف الديني كايبقى يتنشوى غير بهواه، بعيد كول البـُـعد على الإعتراض، الدليل أو الحجة، لأنه بكول بساطة اللي معاه الرب، رب المسلمين، اليهود، المسيحيين، معاه الحق المطلق، أو كول ريّ خالفو إلا ّ أو رفضو، بلا أيّ تسامح ولا ّ إنسانية، المتطرف الديني ما غاديش يسمع ليك ولا ّ يدّيها فى هضرتك، ولاكن ما تستغربش إيلا بقى
كايعطيك فى القاصح: من قبيل، خصـّـك تصلــّي، تعبد الرب أو الرسول، عملية التبشير محمودة عندو، ولاكن نتا ما تقولــّـو والو!
التطرف الديني كايخروج على العقل أو إصـلــّـب القلب، على داك الشي معا هادوا ما معاهم لا ضحك، لا شطيح، لا رديح، أو الحياة كاتنسحب من دواخلهم بحال الشتي فى الصيف، أو حتى إيلا هـزّوا البندير ولا ّ الكامانجة، هادا غير مكر، خدعة حربية باش إكسبوا الناخب المغربي، باش يتهلا ّوْا من بعد فى أولاد الحومة.
ما كاين حتى شي تفاعل متبادل بين الذكاء، التكوين والتطرف الديني، ماشي غير "الطيبين" اللي مدمنين على التطرف، ولاكن حتى اللي قاريين أو مكوّنين مزيان، ضروري نقولوا أن الدين بصفة عامة ما عندو حتى شي علاقة بالتطرف، التطرف الديني شكل أو الدين الروحاني شكل آخور، التطرف الديني مرتبط بفشل نموذج الحياة ولا ّ بناس عايشين فى عزلة مفرطة، ما عمّرهم خرجوا من الجماعة اللي كاينتاميوْا ليها، يعني من الناحية الذاتية، الوجدانية ناشفين من الداخل.
كاين عوامل خرى متعلقة بالتطرف الديني بحال الفقر، القمع، الفوارق الإجتماعية، الحرمان، الحاجة، الأفق المسدود، هنا
كايجيوْا "صحاب حسنات السوء" أو يبداوْا إعـمـّـروا فى الواحد حتى كايرجع "بوبية" بين يدّيهم، أنا كانقصد بالأخص الإسلام السياسي فى هاد الحالة اللي كايخلــّـط بالعاني السياسة بالعقيدة حتى فسّـدهم بجوج.
هاد "صحاب حسنات السوء" كايوهموا "الطيبين" بأن الفرَج غير على يدّيهم أو أن الدين هو المنفذ، المخرج، الحل الوحيد، أو داك الشي اللي ما كتابش ليك فى الدنيا أكيد كايتسنــّـاك فى الآخرة، أو شكون صاحب هاد المؤامرة؟ "الشيطان"، أو الشيطان هو اللي بتاكر هاد المعضلات، المشاكل كولــّـها للملاير ديال الناس باش إخورجوا على الطريق، واش هاد الشيطان زعما خـدّام غير بوحدو؟ ما عندو "صْـطاف"؟
الناس اللي كايتلاقاوْا فى الجماعات الدينية ولا ّ جماعات اللي كايفسـّـروا، إحفظوا هاد الكتاب الديني أوْ لاخور عندهم تأثير بليغ على بعضياتهم، لأنهم كايحسـّـوا بنشوة تجربة إجابية، هاكدا كايشكلوا هاد الجماعات الدينية أكبر إغراء، أو ضروري على الدولة تجمع الناس حول مشروع مجتمعي مقنع، قابل للتطبيق، أو "لجنة النموذج التنموى" هادي خطوة، مبادرة طيبة اللي خصّـها أتــّـعزّز بخطوات خرين أو مبادرات جديدة باش ما إحسّ حتى شي واحد فى المغرب أن الدولة هاملاه، قاصياه، مخلــّـياه معا مشاكيلو كايتخبــّـط فيها، "ما كاين حتى دولة فقيرة، غير دولة فاشلة"، كيف قال المفكر
الميريكاني نـُعام تشومسكي، سنغفورة على سبيل المثال، دولة ناجحة والباصبور رقم 1 فى العالم، مرغوب فيه فى كثر من 160 دولة.
كايشكـّـل التطرف الديني تحدّ كبير بالنسبة لجميع دول العالم، حسب المفكر الألماني "ماكس هوركهايمر" ولا ّ "تيـيودور آدورنو" باقي ما حسمناش فى الصراع اللي قايم بين العقل أو اللاعقلانية، بين العقيدة أو التطرف، اللي يمكن لينا نعتابروه علامة عطب، خلل مجتمعي، مرض مستعصي، التطرف الديني ما عمـّـرو كايكون بلا هدف ولا ّ مغزى، ولاكن ديما بلا جوهر، اللي فى العمق ديما غادي يتبرّاوْا منــّـو اللي كانوا مناصرين هاد المذهب الجهنمي، المعجبين بهاد التيار كايكونوا ديما كاينتاميوْا للطبقة الهشة، المحرومة أو المقصية، عل الأقل كايحســّـوا بأنهم طرف من الشعب المختار.
ضروري على الدولة، على الأحزاب السياسية تهبط عند هاد الجيوش من المسحوقين اللي الإسلام السياسي كايلقاهم فريسة ساهلة على قدّ اليدّ أو الفوم، قفــّـة ديال الزيت، الطحين أوالسكر، كايقولوا ليهم المرشدين الربانيين ردّدوا معانا: "يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير"، سورة التغابن.
التطرف الديني قمعي، متــّـسم بالإنغلاق على الذات، التحريم، التجريم أو الحرمان، على داك الشي كانقراوْا، كانكتاشفوا بعض المرّات أن زعماء، مريدين التطرف الديني متورّطين فى فضايح أخلاقية، لأن العيشة فى "گيـطو ديني" خالق ليهم مشكل، قاهرهم، بحال الكـذّاب، يعيى ما يحضي، ولابدّ ما تخروج ليه شي وحدة من الجنب.
الإسلام السياسي خرج من رحم التطرف الديني، أو بين الإسلام السياسي أو العمليات الإرهابية شبر واحد، السعودية براسها تنابهات لهاد الغول اللي كانت كاتغدّي أو تعشـّـي من خزينة الدولة، الإرهابيين الدينيين كيف ما كان نوعهم كايعطيوْا لأعمالهم الوحشية شرعية دينية قصد حشد، تجييش أو تجنيد المقاتلين فى العالم كولــّـو، جميع الديانات السماوية كاتآمن برب واحد، أو هنا كايكمن الخطر، لأن كول ّ واحد منــّـا غادي إظن أنه هو الشعب المختار، كاتعجني هاد الآية الربـّانية الحكيمة: "لكم دينكم ولي دين"، ضروري إكون هادا هو شعار المسلمين، ما حنا الفوق لا التحت، لا غالب، لا مغلوب، أو الإحترام المتبادل بيناتنا.
وقود التطرف الديني الكراهية، الحقد، عدم التسامح، العناد، العنصرية اللي كايصبـّـوا كولّـهم فى العنف أو الإرهاب، لأن
هادوا ما كايعتارفوا غير بدين واحد، حقيقة وحيدة، شاملة أو مكمولة، بحال فى الأنظمة التوتاليتارية أو الشيوعية ولا ّ الشبه ديمقراطية، أو هادوا كايشكــّـكـوا فى كول ّ حاجة ما جاتهمش على گانتهم، بحال إيلا الأرض كاتدور غير من حولهم.
التطرف الديني كايعرف راوج كبير اليوما، لأن الناس خايفة من المستقبل، من المستقبل المجهول، بزاف ديال القطاعات الحساسة كاتعرف ختلالات كثيرة، كايجيوْا هاد الناس بحلول ساذجة، معلــّـبة "قابلة للاستهلاك حالا"، بحال: "قل هذا من فضل ربي"، "الأرزاق بيد الله"، متــّـافق، نوض تخدم بعدا عاد شوف الله والملائكة، المعشوقين فى التطرف الديني ما إخلــّـيوْش حتى تهضر، تبدي بريـّـك، لأن اللي تبنــّى التبشير علــّق العقل، سرّحو، ولوْ حتى تحاول تقنعو أو تقدّم ليه أدلــّـة غادي ديما إعاندك، أو تقول ليه الأرض كاتدور، غادي إباغتك أو إردّ ليك بأنها "غطار".
لغة التطرف الديني بحال لغة النازيين، العنصريين الألمان، لغة التعصب، الكراهية أو التزمت، لا التطرف الديني لا الإسلام السياسي كايعرفوا رواج كبير إيلا كانت الدولة كاتعيش ظروف صعيبة، قاسية، لا من الناحية الإقتصادية ولا ّ الإجتماعية، آدولف هيتلر ما رجع رئيس الدولة الألمانية حتى كانت الدولة ضعيفة كاتعيش مشاكل عدة، هاكدا حشد الأنصار أو المتعاطفين معا هاد الحزب العدواني، اللي بحالو بحال التطرف الديني كايقتات من مشاكل الناس، من مشاكل الدولة.
من خاصيات التطرف الديني ولا ّ الإسلام السياسي هي الضبط، الرقابة المفرطة أو التطفل على حياة الناس، زيد عليهم التحيز للنمط عيش واحد، بالشدّة أو الفولار، ولا ّ ما تكونيش من حزب "حوريات الجنة"، هاكدا فى عوط ما إجمعوا الشمل كايشــتـــّـتوه، إفــرتتوه، أو عدم التسامح ما كاتسمح ليهم لا إضحكوا، لا إنكــّـتوا، والسخرية من الذات ما وارداش فى قاموسهم، لأن اللي طلى راسو بالألوهية أو القدسية، ما كايعرف غير "عذاب القبر والنار"، أو ربهم ماشي ربــّـنا، ربهم ما كايعرف مْـزاح، غير فلاقة أو إيلا هضرتي طاحوا سنانك، هادوا باغيين هوية كاتفوق طاقة البشر بكثير، هاد الهوية ما مرتابطاش بحياة الناس، بحياة العامة، ولاكن برسم حدود جديدة بينهم أو بين عامة الناس، هاكدا كايحســّـوا بغربة، بتيه، بعزلة مفرطة اللي كايحاوْلوا إنفضوها من دواخلهم عن طريق العمل الخيري، ولاكن فى العمق كاتبقى جماعة دينية متطرفة العقلية أو المقاصد اللي كاتشوف الفرَج، المخرج الوحيد من هاد الدنيا غير فى "الآخرة"، يعني فى حياة خرى أحسن، أمّـا هادي اللي كايعيشوا فى أوسطنا حسب تقديرهم كولــّـها معصية، خطيئة، إثم، فحشاء، فساد فى فساد، كايعتابروا راسهم دعاة التطرف الديني أو الإسلام السياسي أنهم شركاء الله أو الرسول فى
الحكمة أو الحقيقة على داك الشي كايتسنـّـاوْا داك النهار بالرّيق الناشف فوقتاش يتلاقاوْا معا الخالق باش يرتاحوا، يتحرّروا من هاد الحياة التعيسة فى أوسط مجتمع رافضينوا أصلا، أو بكى الجوامع ماشي بكى التعساء ولاكن بكى السعداء اللي مشتاقين إشوفوا الله "فاص آ فاص".
أكيد أن الدولة تنابهات فى السنوات التالية للهاد الوباء اللي غزى لا الطبقة الوسطى فى المدون الكبار لا الطبقات الإقتصادية الهشة، إيلا بغات تنجح الدولة خصـّـها تخصص ميزانية مهمة باش تقضي على الهشاشة، الفقر، تراجع الكتب المدرسية، تتبنى الحداثة بحال الدول الآسياوية اللي عرفوا فى ظرف وجيز إنقدوا الملاين من الفقر المطلق، ضروري على الدولة تنقص من الضرائب اللي ما خصهومش إفوتوا 10 حتى 15 فى الميا، أوروبا غير حدانا، ولاكن ما مستافدينش من ستثماراتها، لأن المستثمر كايقلــّـب على الربح ماشي على الخسارة، على داك الشي ليومنا هادا كايقصدوا جميع المستثمرين الأوروبيين آسيا أو ماشي المغرب، الحاصولي الله يعمل شي تاويل الخير أو خلاص.
