الركراكي يؤكد: أمرابط عنصر أساسي ونحتاجه في قادم المباريات

الركراكي: المغربي ممكن يتقلق عليك فالصباح، ولكن فالليل يوقف معاك ويعرض عليك

رغم الفوز أمام زامبيا.. لاعبو المنتخب المغربي يرفضون تقديم التصريحات للمنابر الإعلامية

بنصغير يتحدث عن لحظة عناق اللاعبين للركراكي بعد تسجيل الهدف الثاني

الركراكي: الجمهور هو لي ربحنا اليوم ..ودبا بطولة جديدة غتبدا فحال كأس العرش

أول ظهور لحكيمي في كأس إفريقيا بعد العودة من الإصابة

بدل سيناريوهات "الثأر" .. أمام إيران الخيار الأجدى !

بدل سيناريوهات "الثأر" .. أمام إيران الخيار الأجدى !

الصادق بنعلال

 

1 -  ما من شك في أن اغتيال اللواء قاسم سليماني يعد حدثا بالغ الخطورة ضمن سياق الأزمة السياسية المشتعلة بين القوتين الاستعماريتين للقطر العربي العراقي أمريكا و إيران . و نحن إذ نندد بهذه الجريمة الشنعاء التي أقدم عليها الرئيس الأمريكي ، فإننا لا نضمر أي محبة لهذا الجنرال الفارسي الذي عاث في أرض العراق المجيدة فسادا و غطرسة ، و تغول في دماء أهل دجلة و الفرات ، و اجتهد في نشر التعصب الديني الأعمى و استنبات النزعات الطائفية السوداء ، و وأد الحراك الديمقراطي في أكثر من بلد عربي ، كل ذلك في سياق رغبة النظام الإيراني في التوسع على حساب الوطن العربي المثخن بالجراح ، و السيطرة على خيراته كما هو الشأن بالنسبة للقوى الأجنبية الأخرى . لا نبرر عملية الاغتيال هذه ، و لسنا معنيين أيضا بالدفاع عن أي عنوان يتقاطع و المصالح الاستراتيجية للعرب . و لئن كنا نقر بحالة التشظي والانهيار غير المسبوق لأمتنا ، فإننا لا يجب أن نستغل لحظة السقوط العظيم هذه لجلد الذات و صوغ قصائد البكاء و النحيب "على ماض تولى" بقدر ما نحن مطالبون بمعرفة أين نضع أقدامنا ، و السبيل المفروض أن نسلكه نحو "ضفة الأمان" .

 

  2 -  إن نظرة خاطفة إلى الراهن السياسي للشرق الأوسط و الخليج العربي ، تجعلنا نستنتج دون تعب في الاجتهاد و التأمل ، أنه بخلاف المشهد العربي الكئيب هناك ثلاث أمم تعلن بجلاء فعلي عن مشاريعها الحالية و المستقبلية المفصلية ، إسرائيل و تركيا و إيران ، و كلها تروم الهيمنة و التحكم و الدفاع المستميت عن مصالحها العليا ، مع فارق واضح يتجسد في التجربة السياسية التركية ، إذ استطاعت هذه الأخيرة و بنجاح لا بأس به أن توازن بين النهضة الاقتصادية الرفيعة و التشبث بالقيم الديمقراطية الكونية ، بيد أن إيران و منذ ثورتها سنة 1979 لم تتمكن من اجتراح كيان سياسي حديث يضمن الحرية و الحداثة و التصالح مع مستلزمات الحياة الإنسانية المعاصرة ، صحيح لقد استطاع الإيرانيون و بفضل مواردهم الطبيعية الخصبة و حضارتهم الضاربة في التاريخ ، أن يبلوروا قوة عسكرية ضاربة مقارنة مع جيرانها العرب ، بيد أن القوة المطلوبة في يوم الناس هذا يجب أن تعم كل مجالات حياة الأفراد  الاجتماعية و الثقافية و الاقتصادية و السياسية و الفنية .. و العسكرية ، فليس بالسلاح وحده يعيش الإنسان .

 

 

3 -  قد يقدم النظام الإيراني على الانتقام من اغتيال اللواء قاسم سليماني فالأمر جلل ، و رغم العدد الكبير من السيناريوهات التي يستعرضها "الخبراء و المحللون" السياسيون و العسكريون ، فإن خير قرار يمكن أن يجنب المنطقة كلها الدمار و الحرب التي "لا تبقي و لا تذر" ، هو قرار ضبط النفس و قراءة المرحلة الحارقة قراءة راجحة بعيدا عن الحماسة العاطفية غير محسوبة العواقب ، و التوقف الكلي عن التدخل في شؤون جيرانها ، و وضع حد نهائي لنزعة تصدير ثورتها إلى محيطها ، و مد يد التسامح و التضامن إلى البلدان العربية و الإسلامية ، بمنآى عن الاصطفافات المذهبية الماضوية البائدة  فالإسلام الذي نعرفه جميعا هو الذي نزل على النبي العربي محمد عليه السلام ؛  القائم على المحبة و الأخوة الإنسانية و أصالة العقل و يقين العلم ، و المقدسات في ديننا العظيم لا تخرج عن عبادة الله عز وجل و الاقتداء بخاتم الأنبياء محمد عليه السلام و التسلح بالعقل المستقيم ، أما الشخصيات الإسلامية الأخرى المحترمة من قبيل علي بن أبي طالب و الحسن و الحسين .. فهي علامات بشرية نهتدي باجتهاداتها و لا نسقط في تقديسها و أسطرتها . إن بين المسلمين سنة و شيعة  قواسم مشتركة كثيرة دينية و حضارية و علمية ، يمكن أن تنتقل بهم نحو التلاحم المطلوب و التآزر المأمول و القوة التنموية المرتقبة ، شريطة القطع مع التعصب الديني  و الفساد المالي و الاستبداد السياسي !


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات