الرئيسية | أقلام حرة | أزمة الثقافة اللغوية

أزمة الثقافة اللغوية

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
أزمة الثقافة اللغوية
 

 

أصبحت الثقافة مثار جدل شاسع لدى أغلب المهتمين،فلحد الآن لا زالت ملامح الغموض المبهم تحول دون فهم ما يجري لدى الشعوب الاسلامية خصوصا تلك الناطقة باللغة العربية.

هذا الغموض تزداد حدته عندما نقع في الثنائية اللغوية وتتعدد الألسنة داخل المجتمع الواحد،فاللغة ليست أداة تقتصر على التواصل كما يظن البعض وإنما هي أعمق بكثير على خلاف ما يروج له أصحاب النظريات السطحية والتي قد تكون لها أهداف مبطنة تستهدف النيل من مقومات الأمة الحضارية والثقافية.

ولعل ما يقال عن اللغة العربية التي هي لغة القرآن الكريم كلام الله عز وجل.لغة قاصرة وغير قادرة على استيعاب العصر ومفاهيمه،لدليل على مدى التمرد المكشوف والانسلاخ عن الهوية والأصل.

إذ أثبتت دراسات لسانية وسوسيو ثقافية أن هذه اللغة هي مرآة التطور الفكري لدى المجتمعات التي تسعى للبناء وليس الهدم.

لقد سعت الدول الاستعمارية منذ أن وطأت أرض الشعوب المستضعفة على فرض لغتها بالقوة ،واعتبرتها نموذجا يقتدى به للأبد ،فتمت أجنبة الأصل بهدف خلق  التابع والمتبوع الى ما لا نهاية.

فاللغة وبصفة أدق الصطلحات والمفاهيم التي تستعمل من قبل حضارة ما يستحيل أن تكوم لها نفس الدلالة اللغوية ،حتى وإن كان التعبير بنفس اللفظ.

إذ أن اللغة حمولة ورزنامة من التصورات الخاصة بالبيئة الاجتماعية الثقافية والأخلاقية،التي تؤثر على العقل والخلق والدين.واستيراد اللغة والمصطلحات يؤدي الى زعزعة الشخصية الثقافية للأمة ويخلق القطيعة معها على المستوى الحضاري.

فاللغة العربية تعرضت لهجمات شرسة،والتي هي جزء لا يتجزأ  من الهجوم على العقيدة.بحيث أتصفت ووصفت ولا زالت هجمات من هذا القبيل تصفها بالجمود المطلق وعدم قدرتها على استيعاب العصر وتطوراته.ولعل من أسباب عدم قدرة اللغة العربية هلى ايجاد موطئ لها ضمن اللغات المتداولة في قمة الهرم على المستوى العالمي المستويات المتدنية للتنمية في جميع المجالات للدول الناطقة بها.وهو ما يمكن أن نسميه تراخيا. بعد زمن حضاري أسال لعاب مفكري الغرب ودفعهم لتعلم هذه اللغة القائمة الذات والنهل من أمهات كتب الفكر الاسلامي.

ومن بين أسباب النكوص اللغوي للأمة:

العجز عن استيعاب المصطلحات العلمية والأشياء المستحدثة.

أسباب تاريخية ناتجة عن الاقصاء من الحياة اليومية وطغيان العامية.

الاعلام والمسلسلات المدبلجة.

الوضع الراهن الذي تعيش عليه أمة القرآن.

كما أن اللغة العربية لم تستعمل مدة أربعة قرون في عهد الامبراطورية العثمانية.

هذا بالاضافة الى انبهار أبناء الأمة باللغات الأجنبية،حيث تكونت في العالم العربي جبهة عنيدة ترفض إدخال اللغة العربية في المجال التكنولوجي.

ولعل ما يثير السخرية،محاولة بعض ممن يدعون التطور سلخ الانسان عن أصله من خلال فرض نموذج لغوي أجنبي على المجتمع  بالقوة والمال والاعلام.

 

لذا أصبح لزاما تعميق النقاش بين من لهم دراية علمية ولغوية بهدف اثبات الذات أمام الآخر لإعادة المجد للهوية مع احترام تعدد الألسنة الوطنية التي تعد جزءا لا يتجزأ من التنوع المجتمعي لتراب أرض هذا الوطن.

مجموع المشاهدات: 971 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة