الركراكي يؤكد: أمرابط عنصر أساسي ونحتاجه في قادم المباريات

الركراكي: المغربي ممكن يتقلق عليك فالصباح، ولكن فالليل يوقف معاك ويعرض عليك

رغم الفوز أمام زامبيا.. لاعبو المنتخب المغربي يرفضون تقديم التصريحات للمنابر الإعلامية

بنصغير يتحدث عن لحظة عناق اللاعبين للركراكي بعد تسجيل الهدف الثاني

الركراكي: الجمهور هو لي ربحنا اليوم ..ودبا بطولة جديدة غتبدا فحال كأس العرش

أول ظهور لحكيمي في كأس إفريقيا بعد العودة من الإصابة

الجمهور الرياضي و المسؤولية الملقاة على عاتقه

الجمهور الرياضي و المسؤولية الملقاة على عاتقه

الصادق بنعلال

 

 

1 -  لم يعد يُنظر إلى الأنشطة الرياضية بمختلف تجلياتها كممارسات ثانوية هامشية غير "مجدية" ، مقارنة بالإنتاج السياسي و الاقتصادي و الثقافي المألوف ، بل أضحت الرياضة و نخص بالذكر لعبة كرة القدم مكونا محوريا من مكونات الإقلاع التنموي الحضاري ، إنها قطاع منتج و حيوي إلى أبعد مدى في راهن الحياة العامة . و لكي يظل هذا المعطى الفني الديناميكي حاضرا بقوة في حركية مجتمعنا لا بد من تدخُّل كل الأطراف المعنية بالممارسة الرياضية ببلادنا : من الوزارة الوصية و الجمعيات و التنظيمات الرسمية ذات الصلة ، فضلا عن المكاتب المسيرة للأندية و الأطقم الإدارية و التقنية و اللاعبين .. و يشكل دَوْرُ المساندين محورَ العملية الرياضية و قلبَها النابضَ بالعطاء و الاستمرارية . فإلى أي حد يمكن القول بأن الجماهير الرياضية موفقة في أداء مهمتها المرتبطة بالتشجيع و الدعم المطلوبين ؟ أو بالأحرى ماذا يُنتظَر من المساندين لفرقهم المفضلة كي يكونوا عونا حضاريا لا يمكن الاستغناء عنه في المنجز الرياضي بحصر المعنى ؟

 

2 -  ما من شك في أن أي مقابلة كروية تحديدا مهما علا شأنها الفني ، لا يمكن أن تحظى بالحدَب و العناية الإعلامية الجادة في غياب شبه كامل للجماهير التي تساهم في خلق الفرجة ، و ملء المدرجات بالأهازيج المؤثرة و الأغاني الحماسية البليغة و اللوحات الحاملة للرسائل الأخلاقية الرفيعة ، و تجب كل ما من شأنه أن يلحق الألم بالآخر من شعارات عنصرية أو عرقية أو متشددة  . و الملاحظ أن الناديين المغربيين الذين يُتابَعان بأعداد محترمة من الجماهير المشجعة ، سواء داخل القواعد أو في ملاعب الفرق المنافسة هما الرجاء و الوداد البيضاويان ، ربما بفضل مشاركتهما الفعالة في مختلف المنافسات الوطنية و الإفريقية و العربية ، و إنجازاتهما الفنية المتميزة ، في حين تمر أطوار جل اللقاءات الكروية الوطنية الأخرى أمام مدرجات شبه فارغة مما يُفقدها جمالية الأداء و متعة المتابعة ..

 

3 -  يفترض في الجماهير الرياضية الرفيعة ذات الحس الحضاري السليم ، أن تناصر ناديها في السراء و الضراء كما يقال ،  في مراحل التوهج و الإشعاع و المنافسة على الألقاب و البطولات الوطنية و الإقليمية و القارية ، و في مراحل التراجع الفني و تذبذب النتائج و غياب الاستقرار الإداري و الفني . الجماهير الرياضية ذات المقام العالي هي التي تهتم بمستجدات فريقها و ترجو له المكانة المرموقة ، عبر الحضور الوازن في المدرجات و المؤازرة المستندة إلى القيم الإنسانية النبيلة ، من قبيل التسامح و المحبة و الأخوة ، و الحفاظ على ممتلكات الملعب و مرافقه و جماليته ، و التغني بأحلى الأهازيج المطابقة للذوق السليم و الثقافة الاجتماعية المشتركة ، مع الاحترام التام و المطلق للفريق المنافس و رموزه و تاريخه و أنصاره الذين يتمنون له النصر و التوفيق أينما حل و ارتحل ..

 

 

4 -  الجماهير الرياضية التي تحظى بتقدير الجميع هي التي تسعدُ لانتصارات فريقها و تغضب لسوء نتائجه و ضعف أدائه على أرضية الملعب ، لكن ليس بانتهاج مسلك الشغب  و العنف و الهتاف بكل ما يخدش الحياء و المروءة ، بل عبر وسائل متحضرة ، مثل رفع لافتات تحمل رسائل هادفة و مناديل بيضاء للتعبير عن عدم الرضى  على المنجز التقني أو الإداري .. الجماهير الرياضية النموذجية هي تلك التي تساهم  في الدفاع عن مصلحة ناديها عبر اقتراحات و أفكار و انتقادات مسؤولة و مفيدة ، و تقدم صورة عظيمة للساكنة و المدينة و الوطن و الإنسانية ؛ صورة الوئام و التضامن و قبول الآخر ، مع الأخذ بعين الاعتبار ، كل الاعتبار أن الفوز في المنافسات الرياضية لا يقتصر فقط على إحراز النتائج الإيجابية ، بل و أيضا و ربما بشكل أكثر عمقا على الروح الرياضية الاستثنائية و الرابطة الأخوية المتينة ، فجميل أن نفوزَ نتيجةً و أداءً ، لكن الأجمل أن يتبلورهذا الفوزُ المحدودُ في مناخ حضاري موسوم بالمحبة المتبادلة الكبيرة !


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات