الرئيسية | أقلام حرة | بعد المساجد "عصيد" يستهدف مكة ويدعي بأن "مسيرات كورونا" عصيان سلفي وراءه خطباء الجمعة!

بعد المساجد "عصيد" يستهدف مكة ويدعي بأن "مسيرات كورونا" عصيان سلفي وراءه خطباء الجمعة!

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
بعد المساجد "عصيد" يستهدف مكة ويدعي بأن "مسيرات كورونا" عصيان سلفي وراءه خطباء الجمعة!
 

قبل ثلاث سنوات ونصف تقريبا، تم التحرش من طرف بعض المراهقين بفتاة داخل حافلة بمدينة الدار البيضاء، وهي الواقعة التي اشتهرت باسم “فتاة الحافلة”، حينها خرج عصيد على قناة “فرانس24” في برنامج “هي الحدث” وحاول بطريقة متعسفة ومضحكة في الوقت نفسه أن يلصق التهمة بالسلفيين والإخوان وخطباء الجمعة، وقال “الجديد في هذه الظواهر هو الرغبة في إقصاء المرأة من الفضاء العام، وأن الرئيسي في هذا الموضوع هو شيوع التطرف الديني بسبب الأيديولوجيات الوافدة مثل أيديولوجية الإخوان المسلمين والأديولوجية الوهابية السعودية”. وأضاف بأن “خطباء المساجد والدعاة يحرضون على النساء ويعتبرون ضرب المرأة تأديبا لها، وأن هذا واجب الرجل، مثل هؤلاء يشكلون خطرا على مكتسباتنا الديمقراطية”.

 

قد يستطيع الذئب تغيير جلده لكنه لا يستطيع أبدا تغيير طبعه، فتماما كما يفعل عند كل حدث أو محطة نقاش، ادعى مجددا، من سبق له ووصف رسائل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالإرهابية، بأن “مسيرات كورونا” التي خرقت الحجر الصحي، وخرجت في كل من طنجة وتطوان وسلا وفاس، كان وراءها السلفيون وخطباء جمعة!

 

وفي هذا الصدد قال عصيد “ما حدث في مدن الشمال من عصيان سلفي له وجهان، وجه ديني يتعلق بمعتقد السلف، ووجه اجتماعي لا يمكن إنكاره”، وأضاف “أما الوجه الديني فهو ما ترسخ من اعتقاد لدى عموم الفقهاء، بأن الكوارث الطبيعية والأوبئة غضب وانتقام إلهي، ويعتمدون في ذلك على أحاديث وآيات قرآنية؛ تتحدث عن هلاك أقوام سابقة بالزلازل والأمراض والمجاعات والجراد وغير ذلك".

 

ولم يكتف بهذا الحد من الافتراء والإنكار علانية لما قصَّه الله علينا في القرآن الكريم، بل حاول بطريقة خسيسة التحريض ضد السلفيين وخطباء الجمعة الذين يسفونه الملّ، وقال “التيار السلفي المغرق في التقليد؛ لم يتقبل خطاب الدولة، الذي اعتمد تدابير عالمية متعارف عليها بين كل الدول” و”الذي حرض على هذا العصيان السلفي هم ثلاث فئات ليس في صالحها الحجر الصحي وتدابير الوقاية، وهم خطباء المساجد الذين رفضوا إغلاق المساجد، والرقاة الشرعيون الذين هرب منهم الناس؛ بسبب عدم قدرتهم على إدعاء علاجهم للفيروس، والباعة المتجولون..”.

 

وأضاف “يظن السلفيون أن مكة محروسة من الله، ولا يمكن أن يمسها الوباء، وبالتالي لم يتقبلوا أن تفرغ من الناس، مؤكدا أن إغلاق المساجد بدوره شكل ضربة موجعة للخطباء، مفادها أن لا دور لهم في الأزمة القائمة".

 

إن استدعاء السلطة ضد الغرماء الأيديولوجيين يكشف أن الرجل فشل في الحجاج الفكري، ولا يحسن سوى التحريض والفرقعات الإعلامية والصراخ والعويل ورمي التهم جزافا، وإلصاق كل حدث يقع في العالم بالخطباء والدعاة، وكأنهم المسؤولين عن ثقب الأوزون..!

 

أو أن عقل هذا الشخص قد توقف فعلا عن التفكير منذ عشرات السنين، ومعلوماته الغير محينة تحيله على صورة ماضوية لا يراها في واقعنا اليوم إلا هو، ولعل هذا ما دفع بالدكتور عبد الصمد بلكبير لما سئل عن عصيد أن يشيح بيده ويقول “هذا لا يستحق الكلام أصلا".

 

الدكتور رشيد بنكيران: هل الوباء لا يدخل مكة؟

 

تعليقا على جملة الافتراءات التي خرج بها عصيد على المغاربة في هذا الوقت الحجر كتب الدكتور رشيد بنكيران “لا جديد إذا أخبرت المغاربة أن المدعو عصيد يكذب ويخرف إلى درجة الوقوع في السفسطة، ويمتهن حرفة صناعة الكذب، فقد أصبحت هذه الحقيقة معلومة لدى الجميع، بحيث لو تبارزت البلدان بأن يقدموا أكذب ما عندهم، وقدم المغرب المدعو عصيد، لفاز باللقب الأول.

 

قلت: لا جديد إذا أخبرت المغاربة بما ذكرت آنفا، ولكن استغرابي يتجه نحو جريدة هسبريس حينما تنقل كلاما للمغاربة يعرفون أنه كذب، وإمعان في الكذب والبهتان، فهي بذلك تعرض ما بقي لها من مصداقية إلى الاهتزاز".

 

وأوضح رئيس مدير مركز غراس للتربية والتكوين وتنمية المهارات بأن المسلمين “يعتقدون أن مكة محروسة، ولكن ليس من الوباء، ولا من الحروب، ولا من هجمة للحشرات التي طالت مكة والبيت الحرام، ولا ما من شأنه أن يهدم الكعبة التي هي أعظم من مكة…

 

فلا أحد من المسلمين يعتقد أن مكة محروسة مما ذكر ، ولا أحد قال بذلك من المسلمين؛ سواء سلفيين او غيرهم، وهو محض كذب وافتراء عليهم، ولكن المغاربة المسلمين يعتقدون أن مكة محروسة، نعم محروسة من المسيح الدجال، والذي قال بذلك النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء في صحيح البخاري وصحيح مسلم وغيرهما من دواوين الحديث النبوي؛ قال عليه الصلاة والسلام: “لَيْسَ مِنْ بَلَدٍ إِلَّا سَيَطَؤُهُ الدَّجَّالُ، إِلَّا مَكَّةَ

 

وَالْمَدِينَةَ، لَيْسَ لَهُ مِنْ نِقَابِهَا نَقْبٌ إِلَّا عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ صَافِّينَ يَحْرُسُونَهَا، ثُمَّ تَرْجُفُ الْمَدِينَةُ بِأَهْلِهَا ثَلَاثَ رَجَفَاتٍ فَيُخْرِجُ اللَّهُ كُلَّ كَافِرٍ وَمُنَافِقٍ “. فالذي أخبر بهذا الغيب هو النبي صلى الله عليه وسلم بوحي من الله".

 

الباحث المتخصص في مقاصد الشريعة شدد على أنه “من الظلم الشنيع الذي قبلت أن تروجه جريدة هسبريس هو وصف لشريحة من المجتمع التي تعد بالألف أن لا دور لهم في الأزمة القائمة، والمقصود بها تفشي وباء كورونا، لما نفد قرار إغلاق المساجد.

 

وهذا تجاهل بالدور الكبير الذي قام به الخطباء والوعاظ والذي عجت به مواقع التواصل الاجتماعي، يوجهون المغاربة بما يجب عليهم أن يفعلوه، وكيف ينبغي أن يتصرفوا في هذه المحنة، وجمعوا بين الحسنيين، إذ تحدثوا عن الجانب النفسي ، فدعوا الناس ألا يبالغوا في الخوف وأرسلوا رسائل اطمئنان..،

 

وتحدثوا كذلك عن الجانب الصحي والنصائح الطبية التي يجب ان يأخذ بها المواطن من نظافة ووقاية..،

 

وتحدثوا أيضا عن وجوب الاستماع إلى ولاة الأمور وقبول الحجر الصحي بنفس راضية مستجيبة…،

 

ولا يفوتني أن أشير إلى العمل المبارك الذي حرصوا عليه والمتمثل في الدعوة إلى الإنفاق في سبيل الله والتصدق على المحتاجين، فاستجاب المغاربة إلى ذلك ولله الحمد والمنة..

 

فكل هذه الأعمال الكبيرة التي إذا تأمل فيها منصف غير حاقد ولا جاحد ظهرت له رقيها وشموليتها، إذ قدمت للإنسان منظومة من الأخلاق متكاملة؛ جمعت بين الروح والجسد والعقل، وجمعت كذلك بين الاهتمام بالفرد والجماعة في مواجهة أزمة وباء كورونا.

 

ثم يأتي سيء الذكر وتنشر له جريدة هسبريس ما يسيء لجميع المغاربة، فلا أدري أي مصلحة ترجو وراء ذلك”اهـ.

 

د.إدريس الكنبوري: لن تقدم شيئا بالهجوم على أصولك.. إنما هي لذة التصوير ومتعة عدّ الأوراق وستفوت

 

الباحث المتخصص في قضايا العنف والتطرف، د.إدريس الكنبوري، تساءل عن “المبررات في هذه الفترة الحرجة للهجوم على الإسلام والمسلمين والفقه والفقهاء؟".

 

وكتب في تدوينة له “لاحظت أن بعضهم وجد في العزلة الصحية فرصة لممارسة طقوس غريبة وتسجيل فيديوهات أو كتابة تدوينات مليئة بالأغلاط والأحقاد والتحريف، إنه لشيء غير مشرف بتاتا".

 

وأضاف “المسلمون عرفوا الأوبئة ودرسوها، وكانوا سباقين إلى الطب، وهؤلاء مضى عهدهم وكانوا أهل سابقة، فماذا قدمنا نحن؟ هل منتهى جهودنا واجتهادنا أن نصبح مثل المراهقين في الحمام، نصرخ لنسمع أنفسنا؟ لن تقدم شيئا بالهجوم على أصولك، إنما هي لذة التصوير ومتعة عد الأوراق، وستفوت".

 

وفي هذا السياق أوضح الكنبوري بأن “إيطاليا كانت سباقة إلى النهضة الأوروبية والطب، ولكنها في القرن الواحد والعشرين وفي عام 2020 تصرف الإيطاليون بنوع من الخرافة واللهو وعدم اليقين في تحذيرات الأطباء العلميين، والنتيجة أكثر من 600 قتيل في اليوم، في هذه الساعة بالضبط الرقم هو 602 ضحية في هذا اليوم. إسبانيا عضو الاتحاد الأوروبي ودولة متقدمة والطب فيها متقدم، لكنها اليوم سجلت أسوأ نتيجة مع الفيروس اللعين، 462 ضحية في 24 ساعة. هل هناك دولة أعظم من الولايات المتحدة الأمريكية اليوم؟ لا، ولقد سجلت حتى الآن أكثر من 40 ألف إصابة بالوباء.لا تجعلوا العزلة غفلة".

 

في الختام:

 

 

تجدر الإشارة إلى أن عصيد، وكما قال في تصريحات سابقة، يعتبر الشخصية الإسلامية مصابة بالعطب، وأن المسلمين عندهم خلل في معنى الإيمان، ويزعجه رفع الأذان؛ ويدعو إلى منع الصلاة في المؤسسات العمومية؛ ويعتبر شعائر عيد الأضحى تتنافى والسلوك المدني؛ ويسخر من المسلمين بشدة إذ يعتبرون دينهم أفضل الأديان وأصحّها على الإطلاق، ويعتبرون ديانات غيرهم خرافية ومنحرفة ولا عقلانية، ويعترف بكل وضوح أن “المشكلة ليست في المسلمين فقط بل تكمن في صميم الدين الإسلامي وبين ثنايا نصوصه”!! كما دعا إلى التخلص من هوية الإسلام القاتلة والتمسك بالروافد اليهودية والنصرانية والإفريقية!

مجموع المشاهدات: 560 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (1 تعليق)

1 | العربي بنسالم
بارت بضاعتكم
بضاعة تجار الدين بارت وتبت انها غير صالحة ووجب وضعها في المتحف الى غير رجعة.
مقبول مرفوض
2
2020/03/29 - 06:16
المجموع: 1 | عرض: 1 - 1

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة