الرئيسية | أقلام حرة | كوفيد 19 .. وجه تعليمنا في المرآة !

كوفيد 19 .. وجه تعليمنا في المرآة !

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
كوفيد 19 .. وجه تعليمنا في المرآة !
 

هل بقي ما نتحجج به نحن العرب والأفارقة بعددنا السكاني الذي يقارب المليار نسمة، لنعلن

 

عن فشلنا الذريع في أكثر من مجال، وعلى رأسها منظوماتنا التعليمية التي لم تنتج لنا ما

 

نساهم به في وقف زحف هذا المارد المدمر "كوفيد 19". إننا اليوم ك"الأطرش في الزفة"

 

كما يقال، مع الخوالف و القواعد، ننتظر ما ستجود به علينا سماء الغرب الذي للأسف لا

 

يحلو للبعض لما يتحدث عنه إلا أن ينعته بالكافر، أو ما تجود به سماء أمريكا التي عند

 

ذكرها لا بد أن يردفها بعدوة الشعوب أو الشيطان الأكبر، أو ما تجود به علينا سماء الصين

 

التي ينعتها بالشيوعية الملحدة، أو سماء اليهود لا يمكن ذكرهم إلا مقرونين بحفدة القردة

 

والخنازير بدون تمييز بين الصهيونية المغتصبة والديانة اليهودية التي مثلها مثل أية ديانة

 

سماوية أو وضعية، ليس من حق أي أحد إلغاء وجودها بدعوى الخيرية أو الأفضلية، وهلم

 

نعوتا لا أساس لها اللهم إلا الجهل المكعب.

 

الأمم المتقدمة بجانب ما تفرضه من حجر صحي وحالات الطوارئ والوقاية بالتزام النظافة

 

و إعادة النظر في النظام الغذائي عموما، فسعيهم حثيث لإنتاج لقاح فعال لردع زحفه والحد

 

من ضحاياه بالآلاف عبر ربوع الكرة الأرضية.

 

حالة تأهب قصوى بين مختبراتها ومعاهدها وجامعاتها، والمنافسة على أشدها بين من يفوز

 

بقصب السبق لإنتاجه، ومن تم الفوز بصفقات تسويقه عالميا. "ففي ذلك فليتنافس

 

المتنافسون". وما العيب في ذلك بما أنهم يسارعون في الخيرات لوقف زحف الموت الفتاك.

 

السؤال ما موقعنا معاهدنا البحثية ومختبراتنا العلمية وجامعاتنا بالمئات من إعراب سعي

 

هؤلاء ليل نهار لمواجهة هذا العدو المدمر؟

 

إننا اليوم أبينا أم كرهنا قابعون في أماكننا، ندور أعيننا في محاجرها، ننتظر بركة الأمم

 

التي ندعي خيريتنا عليها ونتبجح بأفضليتنا، لتنعم علينا بلقاح لهذا الفيروس القاتل الذي يهدد

 

البشرية جمعاء.

 

سؤال تال يطرح عن دور جامعاتنا على امتداد خريطة الوطن العربي والإفريقي في مثل

 

هذه الأزمات. صحيح ما يرصد للبحث العلمي أقل بكثير مما هو عليه في البلاد المتقدمة،

 

ولكن هذا النزر القليل من الملايير المقتطعة من أموال الشعوب أين تصرف؟ وأين هو

 

أثرها على أرض الواقع؟ آلاف شواهد الدكتوراه تمنح كل سنة، العلمية منها على

 

الخصوص، و تزايد كل جامعة على الأخرى بعددها، فما قيمتها إذا لم تساهم في البحث في

 

جينات مثل هذه الفيروسات كل في مجال نخصصه، و محاولة تشريحها، والبحث عن علاج

 

لها؟

 

فأين هم المتخصصون في علوم الأوبئة في هذه البلدان، فالمفروض على الأقل الخروج

 

على العموم عبر وسائل الإعلام، بالشرح والتوضيح للوقاية منها، بدل ترك الساحة لكل من

 

هل ودب يتحدث في هذا الأمر الخطير للغاية. فوجدنا من يروج أن دواء هذا الوباء بسيط،

 

تكفي المبتلى به بضع حبات من القرنفل بعد كل صلاة وسيشفى بإذن الله تعالى. و آخر

 

يدعي أنه وجد اللقاح بخلطة مما لديه من أعشاب، وآخر أجهل منهم يدعي أنه بترديد

 

مجموعة من الأذكار والأدعية فلن يصيبه أي أذى بإذن الله، ضاربا بعرض الحائط السنن

 

الكونية التي يؤكد عليها القرآن الكريم نفسه، و التي لا تحابي أحدا بغض النظر عن أصله

 

وفصله، كان متدينا أو لا دين له بالمرة. فمن أخذ بها كان له ما يريد ((كُلًّا نُّمِدُّ هَٰؤُلَاءِ

 

وَهَٰؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ ۚ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا)). فأي تحجر أكثر من هذا؟

 

وللأسف يجد هؤلاء المشعوذون من يتشبث بترهاتهم تشبث الأعمى بعكازه، مما يطرح

 

أكثر من سؤال على علماء الدين بهذه البلدان من خطباء ووعاظ ومرشدين، فما الذي

 

 

يقومون به خلال كل العقود التي يتولون فيها مهامهم الدينية و يتقاضون عليها أجورهم؟

مجموع المشاهدات: 795 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة