الرئيسية | أقلام حرة | قراءة علمية لكوفيد 19 في المغرب

قراءة علمية لكوفيد 19 في المغرب

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
قراءة علمية لكوفيد 19 في المغرب
 

في خضم هذا السيل الهائل من المعلومات التي بات يتلقفها المواطن من كل جانب، قررنا كتابة هاته الأسطر من أجل تقديم قراءة علمية بسيطة لشرح و توضيح بعضا من المنطلقات النظرية و العملية لفيروس كوفيد 19 في المغرب.

 

بشكل عام، فقد أجمع العديد من أخصائيي الفيروسات على وجود مقاربتين علميتين لمواجهة هاته الجائحة في ظل عدم التوصل بعد للقاح ناجع :

 

- المقاربة الأولى تكمن في محاصرة الفيروس عبر الحجر الصحي الصارم مع توفير إمكانية القيام بأكبر عدد ممكن من الفحوصات حتى يتم احتواء كافة الأشخاص المصابين و الحول دون اختلاطهم عبر ما يسمى بالتباعد الاجتماعي. لكن ما يعيب هاته المقاربة في المغرب هو النقص الكبير في عدد الفحوصات و هذا الأمر راجع إلى نقص في معدات الفحص التي نتوقع أن يتم تحسينها في الأيام القليلة القادمة. و من منطلق عملي، فهاته المقاربة تبدو في غاية الصعوبة لأن عدد مهم من الأشخاص الحاملين للفيروس لن يدركوا ذلك حتى بعد شفائهم و ربما نقلهم للعدوى لعشرات الأشخاص ممن حولهم لأنهم بكل بساطة لم تبدو عليهم أيا من أعراض الكوفيد 19.

 

و لهذا السبب فقد نبه الكثير من الأخصائيين بحتمية ظهور موجة ثانية للفيروس بعد الحجر الصحي و التي سوف تكون أقل حدة و عددا من الموجة التي نعيشها الآن.

 

أما بخصوص المقاربة الثانية، فهي تنص على تطوير مناعة جماعية عبر السماح للفيروس كوفيد 19 بالانتشار بشكل كبير داخل المجتمع لتنتقل العدوى لثلثي المجتمع على الأقل حتى يقوم المتعافون بتطوير مناعة ذاتية تجعل من فرضية عودة موجة ثانية مستبعدة. لكن هاته المقاربة بالرغم من كونها ناجعة علميا، إلا أن تطبيقها و الدفاع عنها على أرض الواقع يبدو مستبعدا إلا حد كبير لأن لديها تداعيات إنسانية كارثية سوف تخلف عشرات الآلاف من الضحايا.

 

و لقد ثارت انتباهنا مسألة نسبة الوفيات التي اختلفت فيها القراءات، حيث أرجع البعض ذلك لنجتعة المنظومة الصحية في البلد. فنحن نعتقد أن كل هذه المسائل قد يكون لها تأثير نسبي، لكن لدينا قراءة مغايرة من منطلق علمي و رقمي محض، و بالتالي فلا بد من قراءة الأرقام بطريقة علمية تأخد بعين الاعتبار كافة المعطيات التي من شأنها التأثير في نسبة الوفيات. فنسبة الوفيات تتعلق بمسألتين إثنتين، الأولى هي عدد الأشخاص المصابين و الثانى هي عدد الأشخاص الذين توفوا جراء الإصابة بالفيروس.

 

فإذا كانت عدد الوفيات الناتجة عن الفيروس يسهل تحديدها بدقة متناهية، فإن عدد الأشخاص المصابين يصعب بل يستحيل حصره نتيجة الأسباب التي ذكرناها سابقا، و بالتالي فازدياد عدد الفحوصات سوف يمكننا من تدقيق نسبة الوفيات بشكل أكبر، و هذا ما يفسر نسبة الوفيات الضعيفة في كل من ألمانيا و كوريا الجنوبية و الولايات المتحدة الأمريكية و هذا الأمر راجع بالأساس إلى أن هذه الدول قامت بعدد كبير من الفحوصات نتج عنها إحاطة أكثر دقة للعدد الفعلي للناس المصابين

 

بالفيروس، بينما دول أخرى مثل فرنسا و إيطاليا اللذان لا يختلف اثنان في قوة منظومتهما الصحية، لديهم نسبة وفيات مرتفعة لكونهم لم يستطيعوا حتى الآن حصر بدقة عدد المصابين بفيروس كوفيد 19.

 

 

و بناءا على هذا الأمر، فإننا ندعو مواطنينا إلى عدم الذعر بشأن نسبة الوفيات في المغرب، فالأمر ببساطة شديدة راجع إلى العدد الهزيل الذي تم من الفحوصات المخبرية.

مجموع المشاهدات: 459 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة