الرئيسية | أقلام حرة | رهان قطاع الصحة بالمغرب

رهان قطاع الصحة بالمغرب

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
رهان قطاع الصحة بالمغرب
 

مع مطلع شهر مارس من هذه السنة، طرح منذ وصول أولى حالات الإصابة بفيروس كورونا بالمغرب لسيدة التي كانت قيد حياتها تبلغ من العمر 89، مدى توفر المغرب على أسرة ومستلزمات حماية الأطباء والممرضين وكذلك المسعفين، ومدى نجاعته في مواجهة هذا الوباء، هل للمغرب استراتيجية طبية في المستوى؟

 

فعلى المستوى التجهيزي والبشري، فقد أشارت النقابة المستقلة لأطباء القطاع العام لصحة، من ضعف مستلزمات الوقائية لحماية الأطباء من العدوى من فيروس كورونا كوفيد 19، خصوصا ولقائهم المباشر مع المرضى، فهناك ضعف وقلة الأقنعة وواقي اليدين وسوائل التطهير والتعقيم، كما لوحظ العديد من الفيديوهات لأطباء يطالبون بأماكن للنوم خوفا من نقل الفيروس إلى أسرهم.

 

فالملاحظ أن فيروس كورونا أظهر هشاشة القطاع الصحي بالمغرب، فهو قطاع أساسي يدخل ضمن مؤشر التنمية البشرية والذي تتبناه الأمم المتحدة لتصنيف الدول عبر العالم، والمغرب يحتل المرتبة 78 عالميا، حيث أن لكل 2000 مواطن طبيب واحد.

 

فقطاع الصحة بالمغرب أمام رهان صعب، فمرافقه الصحية قليلة، ونلمس ذلك من خلال معطيات وزارة الصحة المغربية التي تبرز ذلك، فهناك 149 مستشفى عبر التراب الوطني، ومما يزيد من عدم قدرة المغرب على تجاوز هذه الجائحة هو توقعات مديرية الأوبئة على لسان مديرها السيد محمد الأيوبي أن يصل عدد حاملي الفيروس 10 ألاف شخص، وأمام هذه الصعوبات لجأ المغرب على لسان وزير الصحة السيد خالد أيت الطيب، أن السلطات المحلية ستجهز 44 مستشفى إلى جانب الثكنات العسكرية ومؤسسات النفع العمومي، لكن المشكل هو الأطر الطبية.

 

أما المستوى النفسي أن هذا الوباء خلق فرصة مواتية لناشري اشاعة خصوصا على مستوى وسائل التواصل الاجتماعي نظرا لسهولة انتشار وتناقل الأخبار، مما يخلق عدم تصديق الجهات الرسمية والمتجلية في وزارة الصحة المغربية.

 

ومن شأن هذه الأخبار الزائفة خلق الهلع والخوف الذين يؤثران على مناعة الأشخاص، ويزداد اكراه آخر وخاص ألا وهو الجانب النفسي، وفي ظل حالة الطوارئ، ورغم تطمينات الجهات الرسمية من وزارة

 

الصحة والداخلية، والكبسولات الشارحة لناشري الإشاعة والعقاب الذي ينتظرهم، فالمغاربة متخوفون من تفشيه، خصوصا أن الدول القوية لم تستطع الحد والقضاء عليه، مما يخلق عدم الثقة، فالدولة المغربية استبقت الأمر منذ اعلان عن حالات الوفيات في مدينة ووهان الصينية، والمغاربة يترقبون ويتابعون ما يجري هناك، وخصوصا مع وصول هذا الوباء كورونا إلى دول الجوار، فقد استبق المغرب الأمر بخطة استراتيجية احترازية تمثلت في اقفال مطاراته واغلاق المدارس واتباع التعلم عن بعد وكبسولات حول طرق العدوى ووسائل الحماية وغيرها ومحاربة الإشاعات وطمأنة المواطنين...

 

فأمام الفيديوهات التي تصل إلى المشاهد عبر التليفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي، ومشاركتها مع الجميع كإيطاليا وغيرها، تسبب توترا مريبا، ولهذا تعمل بعض القنوات المغربية إدراج كبسولات مضحكة ومستمرة في برامجها بشكل عادي حتى تخلق راحة نفسية للمشاهد المغربي.

 

ونؤكد أنه في خضم هذا الوباء على أن المواطنين لهم مسؤولية، فلقد شوهد ولمس مجهودات جلالة الملك محمد السادس، في مواجهة هذه الجائحة واختار شعبه مجسدا مقولته ومقولة أجداده " شعبي العزيز" بدل المجال اقتصاد، وساهم بقدر مهم في انشاء صندوق مكافحة فيروس كورونا كوفيد 19، وانخرطت الحكومة بمختلف قطاعاتها، وهي مجهودات ملحوظة تقوم بها الدولة، وأخذت على عاتقها ذلك في احتواء هذا الوباء والقضاء عليه.

 

إن المواطنين مطالبين بإتباع توجيهات الرسمية وعدم الانصياع للإشاعات والأفكار السوداوية لبعض الناقمين، فالمواطنون يتطلب منهم الوعي بمخاطر الفيروس، واتخاذ كل الاحتياطات اللازمة، والتزام بقانون الطوارئ ففيه حماية لأنفسهم والمجتمع.

 

 

ونخلص في الأخير أن هذا الوباء يلزم منا الاتحاد لتغلب عليه، والمواطنون مطالبون بالوعي والتعبيرعن المواطنة الحقة.

مجموع المشاهدات: 528 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة