الرئيسية | أقلام حرة | كورونا...الجانب الآخر

كورونا...الجانب الآخر

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
كورونا...الجانب الآخر
 

في الوقت الراهن، يمر الناس عبر العالم في أوقات عصيبة ومأساوية بسبب انتشار وباء «كورونا». ولكن وسط كل التطورات المحزنة، هناك أيضاً أسباب تدعو للأمل والتفاؤل

 

فقبل مجيء فيروس كورونا كانت الشوارع و الأزقة ممتلئة عن آخرها و كان الناس يؤدون السلام بداع أو بدون داع اما بالمصافحة أو بالتقبيل بالوجه لآخر. بالتطهير أو من دونه

 

جاء الفايروس و أدخل الرعب في الجميع صغارا و كبار، غنيا و فقيرا، رجالا و نساءا و ارغم الجميع على البقاء في المنازل. حوّل المدن إلى بيوت أشباح، غدت الشوارع خالية من البشر و أصبحت موحشة. و امتنع الناس عن السلام و التقبيل الذي كان قبل ذلك عادة و أصبح الكل يحرص على النظافة و التطهير كل أربعون دقيقة.

 

ساهم فيروس كورونا في لم الشعوب العربية و الغربية، فلأول مرة الأولى تتحد هذه الشعوب ويكون هدفها و همها الأول و الأخير محاربة هذا الوباء و القضاء عليه.

 

أصبح الإنسان يخاف من الموت حتى و هو امن في منزله خوفا من إصابته بهذا الوباء القاتل و لم يعد للجميع إلا العودة الى الله سبحانه و تعالى.

 

أما على المستوى البيئي وبينما تفرض دول العالم على شعوبها الحجر وإغلاق العديد من الأماكن ومنع التجول، انخفضت مستويات التلوث بقدر كبير.

 

ومن أبرز الأمثلة أن الصين وإيطاليا، الأكثر تأثراً بالوباء، سجلت انخفاضاً كبيراً في مستوى ثاني أكسيد النتروجين - وهو ملوث خطير للهواء وعامل كيماوي يسبب احتراراً مناخياً - نتيجة لانخفاض النشاط الصناعي وحركة السيارات والمركبات.

 

ويتوقع أيضاً أن يساهم إلغاء رحلات الطيران على نطاق واسع، وكذلك أداء ملايين الناس لأعمالهم ووظائفهم من بيوتهم، في هذا الانخفاض.

 

وقد يعتبر البشر فيروس كورونا عدوا ظالما ولكن ربما الطبيعة تعتبره بطلها وفارسها الذي سيخلصها من جبروت الإنسان وجوره فمنذ انتشاره وتوقف المعامل والشركات عن العمل والتزام الناس بيوتهم تراجع التلوث البيئي العالمي بنسبة 60% حسب تقرير منظمة الصحة العالمية .

 

وكما انتشرت عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي روايات عن حالات هلع وذعر، واندفاع الناس، وحتى تقاتلهم من أجل الحصول على أطعمة معلبة وعلى لفائف المرحاض.

 

لكن الفيروس حفز أيضاً سلوك ملاطفة عبر العالم. وعلى سبيل المثال، نجح متطوعان في نيويورك في تعبئة 1300 متطوع خلال 72 ساعة من أجل تسليم أدوية وسلال بقالة إلى مسنين.

 

وأعلن موقع «فيسبوك» أن آلاف الأشخاص في بريطانيا انضموا إلى مجموعات محلية تم تنظيمها خصيصاً من أجل تقديم الدعم ورفع المعنويات. وسجلت حركة مماثلة في كندا.

 

وفي أستراليا، خصصت محلات السوبرماركت «ساعة للمسنين» يسمح لهم وحدهم خلالها بالتسوق.

 

كما أن كثيرين من الناس تبرعوا بمال، ونشروا وصفات طبخ عبر الإنترنت، وعرضوا على المحتجزين في بيوتهم أفكاراً للتمارين الجسمانية. وتم أيضاً تحويل مراكز تجارية إلى مراكز لتوزيع الأغذية.

 

وفي الأحوال الطبيعية، كثيراً ما تفصل مشاغل الحياة بين الناس والمحيطين بهم. ولكن وباء «كورونا» أنعش الحياة الاجتماعية - ولو عن بعد. ففي إيطاليا، حيث فرضت السلطات حجراً عاماً على سكان العديد من المناطق، نظم كثيرون حفلات غناء وموسيقى عبر الشرفات والنوافذ، بحيث يستمتع كل من يعيش في جوارهم.

 

وفي جنوب إسبانيا، نظم مدرب لياقة بدنية على سطح منزله المنخفض والمحاط بمجمع سكني مرتفع، دروساً في الرياضة البدنية، في حين استخدم مدربون آخرون تطبيقات هاتف ذكي أو الإنترنت.

 

وأبرز الوباء أيضاً أهمية عمال الصحة والعمال الآخرين الذين يؤدون خدمات عامة.

 

 

بينما وجد ملايين الناس أنفسهم في عزلة، استغل كثيرون منهم هذه الفرصة لكي يظهروا إبداعاً. وعلى سبيل المثال، أخذ مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي يتقاسمون قواعد وتفاصيل هواياتهم الجديدة، بما فيها القراءة، والطبخ، والحكاية والرسم.

مجموع المشاهدات: 494 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة