احتفالية رائعة بالأضواء في مباراة الجزائر وبوركينافاسو بملعب مولاي الحسن

مدرب الجزائر بيتكوفيتش: رغم الصعوبات، تمكنا من تقديم أداء قوي وتجاوز التحديات

زيدان وأسرته يحضرون مجددا لمؤازرة المنتخب الجزائري في كأس إفريقيا بالمغرب

مغاربة فرحانين بفوز المنتخب الجزائري أمام بوركينافاسو بملعب مولاي الحسن

لحظة وصول منتخب أوغندا لمدينة فاس

إبراهيم مازا سعيد باختياره أفضل لاعب في مباراة الجزائر وبوركينافاسو

في ذكرى رحيل المفكّر " محمد عابد الجابري"

في ذكرى رحيل المفكّر " محمد عابد الجابري"

علي بوشنتوف

لا ريب أن كل باحث و مثقف و دارس و طالب و شغوف بالفكر و الفلسفة يتذكر لحظة رحيل هرم الفكر الفلسفي "محمد عابد الجابري" , فهو الغائب والحاضر في الآن نفسه, إذ كلما اقتربت ذكرى رحيله – رحمه الله- تذكرناه بعلمه و مشروعه الفكري الضخم الذي قدَّمهُ في نقد العقل العربي , و هو الداعي إلى العقلانية و النهضة و التنوير و التحرر, لقد كان كما قيل : " مالئ الدنيا و شاغل الناس" في حياته و بعد مماته , بحراكه الفكري و مقاربته العقلانية للنسق الفكري والديني و الاسلامي .

 

لقد كانت حياة الجابري – رحمه الله- حافلة بالجهد الفكري و الفلسفي, حيث كان من الذين حفروا على الصَّخر بنظرته الدقيقة للتراث و علاقته بالحاضر ,فغالبا ما كان يُغَلِّبُ المسار الفكري و العلمي على مسار السياسة , فجعل المدخل الإبستيمولوجي هو المدخل الأنسب , لا السياسي و الاقتصادي , لأنه تفطَّن إلى أن تحقيق النهضة و التنوير و التحرر لا يتأتى إلا بالنسق الإبستيمولوجي لا الإيديولوجي ,من أجل نهضة فكرية و معرفية , لذلك عاش – رحمه الله – هذا الهمّ و انشغل به أيّما انشغال في جل أبحاثه و كذا مشروعه الضخم " نقد العقل العربي" زهاء نصف قرن, حيث وجد أن المنفذ الخلدوني هو السبيل إلى هذه الرحلة الفكرية الشاقة , إضافة إلى "ابن سينا" و " ابن رشد" , و قد ظهر هذا جليا في كتابه " نحن و التراث".

 

إن الغاية السامية التي خطط لها الجابري في مشروعه الفكري لقراءة التراث و النبش فيه و سبر أغواره, ليست نظرة إلى فهم الماضي فحسب , بل الأسمى من ذلك كله هو فهم الحاضر و رسم خطة واضحة المعالم عقليا و فكريا لتحقيق نهضة شاملة لكل المجالات , فقد كان يرى أن نقد العقل هو اللبنة الأولى لكل مشروع يخص نهضة الأمة , فالنقد الذي كان يدعو إليه ليس نقدا من أجل النقد , بل هو نقد من أجل التحرر و التنوير و النهضة, و هذا كله يستند إلى عقل متحرر له بُعد نظر و دقة تحليل و نظرة متبصرة للحاضر

 

و المستقبل ,لا التقوقع في الماضي فقط و انتظار تحقيق النهضة , بل يلزم إعمال العقل لنقد العقل العربي.

 

لم يسلم محمد عابد الجابري من نقد نقده للعقل العربي من عدة مفكرين أمثال " جورج طرابيشي" و " طه عبد الرحمان" , و نحن نعلم ما للرجلين من ثقافة واسعة في الفكر و الفلسفة, و لهما أيضا وزن في الساحة الفكرية , فكانت هذه الموجة النقدية التي تعرّض لها الرجل تدل على مكانته الفذة التي بلغها بفكره العقلاني الخالص و مواقفه التي صرَّح بها في جل كتاباته. كما أصبحت شهادة علمية يعتز بها بنفسه, و يعتز بها مناصروه أيضا , فلم يكن – رحمه الله – رجُلَ فكرٍ فحسب , بل فِكر في رجُل .

 

 

إنَّ نقد جبل شامخ في الفكر العقلاني و الفلسفة ,يدل على ثبات هذا الجبل الذي نراه شامخا من تحت و من فوق. هكذا أصبحت " الجابرية" مرجعا لا بد منه لكل تفكير نقدي و عقلاني. فأفضل ما يُمكن أن نُقدمه للرجل من عِرفان هو قراءة إرثه الفكري و مدارسته و التمحيص فيه .


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة