احتفالية رائعة بالأضواء في مباراة الجزائر وبوركينافاسو بملعب مولاي الحسن

مدرب الجزائر بيتكوفيتش: رغم الصعوبات، تمكنا من تقديم أداء قوي وتجاوز التحديات

زيدان وأسرته يحضرون مجددا لمؤازرة المنتخب الجزائري في كأس إفريقيا بالمغرب

مغاربة فرحانين بفوز المنتخب الجزائري أمام بوركينافاسو بملعب مولاي الحسن

لحظة وصول منتخب أوغندا لمدينة فاس

إبراهيم مازا سعيد باختياره أفضل لاعب في مباراة الجزائر وبوركينافاسو

التعيينات الديبلوماسة وبأية معايير ؟

التعيينات الديبلوماسة وبأية معايير ؟

عبد اللطيف مجدوب

" .. الديبلوماسية هي أن تقول وتفعل أكثر شيء حقارة بألطف أسلوب "

 

Isaac Boldberg

 

جدير بنا التوقف عند بعض المفاهيم الديبلوماسية وتوظيفاتها في قاموس العلوم السياسية ، والعلاقات الدولية تحديدا . فالديبلوماسية Diplomacy " .. حرفة وفن ونشاط أو مهارة إدارة العلاقات الدولية ؛ يضطلع بها ممثلو الدولة في الخارج ، وتعني ؛ من جانب آخر ؛ الحنكة والمهارة السياسية Statesmanship أو فن التعامل مع الناس بأسلوب أنيق وجذاب " . ومن المنظور السياسي تعني الأداة الرئيسة للسياسة الخارجية التي تتضمن أهداف استراتيجية توجه تفاعلات الدولة مع بقية العالم .

 

ومنذ أوائل القرن العشرين ، اكتسبت الديبلوماسية طابعا مهنيا متزايدا يمارسها ديبلوماسيون حرفيون معتمدون بمساعدة ودعم موظفين وهياكل ديبلوماسية أساسية ، من قبيل القنصليات والسفارات ، وقد تم تطبيق مدلول ومصطلح " الديبلوماسيون" ، في وقت لاحق ، على موظفي السلك الديبوماسي والخدمات القنصلية ، وموظفي وزارة الخارجية بصفة أكثر شمولية . فالقنصل هو موظف تعينه الدولة ليقيم في مدينة أجنبية ليرعى ويحمي مواطني الدولة ومصالحها هناك ..

 

الأكاديمية المغربية للدراسات الديبلوماسية

 

قطع المغرب أشواطا هامة على درب علاقاته الدولية ، لما تكتسيه هذه الأخيرة من حيوية وأهمية استراتيجة في التعريف بالمغرب في المحافل الدولية على أكثر من صعيد ؛ وفي هذا السياق وتعزيزا لمكتسباته أقدم على تشييد صرح ديبلوماسي ، تمثل في إنشاء " الأكاديمية المغربية للدراسات الديبلوماسية " سنة 2011 ، وجعلها بوابة مفتوحة في وجه كل المغاربة وغيرهم للتعاطي مع الثقافة الديبلوماسية وإشعاعها في تعزيز العلاقات المغربية في محيطها الدولي .

 

ظاهرة شوفينية مرافقة لتصريحات ديبلوماسية

 

هي وقائع سياسية ؛ كثيرا ما أضرت بصورة المغرب ، جاءت على ألسنة عديد من المغاربة في شكل تصريحات ارتجالية رعناء وبنبرة شوفينية ملحوظة ، أو تنكر لهويتهم الأصلية ؛ سواء تعلق الأمر بأمناتو حيدر وهي تتجاهل متغطرسة وطنها الأم المغرب أو حميد شباط وهو يحن إلى التاريخ البائد في علاقة المغرب بالجارة موريطانيا ، أو وزير يخطئ في تسمية بلد مغاربي ، وأخيرا القنصل المغربي بوهران وهو يصف أمام جموع من المغاربة أنهم " في بلاد لعدو " .

 

أمام كذا هذه الوقائع يتساءل المرء ما إن كانت هناك أخلاقيات وقيم ديبلوماسية تصدر عنها مثل هذه التصريحات الهوجاء ، حتى وإن كانت في بعضها لا ترقى إلى مستوى "المسؤولية الديبلوماسية " ؟ كما يمكن إثارة تساؤل ما إذا كانت هناك معاييرتخضع لها التعيينات الديبلوماسة ، أم أنها مجرد كوطا حزبية لم يسبق لأصحابها أن تمرسوا بنشاط ديبلوماسي يذكر . ولعل من أدبيات الخطاب الديبلوماسي التلطف والنظر بتفاؤلية إلى نصف الكأس ، وتحاشي إطلاق العنان لمشاعر القومية والوطنية .

 

 

وغني عن البيان أن البلدين الجارين أو بالأحرى الشعبين المغربي والجزائري تربطهما وشائج وصلات ضاربة في جذور التاريخ ؛ حتى إن معظم المسؤولين الجزائريين الذين تعاقبوا على كراسي السلطة ينحدرون من أصول مغربية ، بيد أن أحداثا في الماضي ما زال المسؤول الجزائري يعتبرها ورما "خبيثا" في العلاقات بين البلدين ، رغم أن المغرب ؛ وفي أكثر من مناسبة ؛ كان وما يزال يمد للجارة الجزائر يد التعاون وتجسير علاقاتهما على أسس تبادل المصالح المشتركة واحترام سيادة البلدين ، إلا أن الإعلام الشعبوي وبعض التيارات السياسية المغرضة تأبى إلا أن تتخذ من علاقة البلدين مادة دسمة لتوتيرها وشيطنتها ، كما حصل مؤخرا غداة تعيين منصف السلاوي من طرف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مشرفا عاما للجنة المكلفة بتطوير لقاحات كورونو كوفيد 19 ، بدلا من "الجزائري الأصل إلياس الزرهوني" .


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة