احتفالية رائعة بالأضواء في مباراة الجزائر وبوركينافاسو بملعب مولاي الحسن

مدرب الجزائر بيتكوفيتش: رغم الصعوبات، تمكنا من تقديم أداء قوي وتجاوز التحديات

زيدان وأسرته يحضرون مجددا لمؤازرة المنتخب الجزائري في كأس إفريقيا بالمغرب

مغاربة فرحانين بفوز المنتخب الجزائري أمام بوركينافاسو بملعب مولاي الحسن

لحظة وصول منتخب أوغندا لمدينة فاس

إبراهيم مازا سعيد باختياره أفضل لاعب في مباراة الجزائر وبوركينافاسو

بعد الحجر..الكرة بيد المواطن

بعد الحجر..الكرة بيد المواطن

بوسلهام عميمر

من المسلمات أنه لا بد لليل هذا الحجر أن ينجلي. فلا يعقل أن يستمر إلى ما لا نهاية. فآثاره

 

السلبية أكثر من أن تحصى. أعتقد أن الدولة وعلى رأسها جلالة الملك قامت بما عليها

 

بخصوص الإجراءات المشددة لمواجهة الجائحة في بدايتها حتى لا يستفحل أمرها

 

فتستعصي على السيطرة، فكان إغلاق الحدود، وكان الحجر الصحي، وكانت حالة

 

الطوارئ، وكان صندوق الدعم، وكانت المستشفيات العسكرية الميدانية، وكانت الخطوط

 

المفتوحة للتبليغ عن الحالات، وكانت الاستشارات الطبية عبر الهاتف، وكان تجنيد الوحدات

 

الصناعية بدعم من الدولة لإنتاج الكمامات الصحية، وكانت المواكبة الإعلامية اليومية

 

لإطلاع الرأي العام عن واقع الجائحة بالبلاد، وكذا حث المواطنين على الالتزام

 

بالإجراءات الاحترازية للوقاية من الإصابة بها، و التي بالتأكيد آتت أكلها، لاقت إشادة

 

و استحسانا من أكثر من منظمة صحية عالمية ومن لدن أكثر من دولة.

 

أعتقد أن هذه المدة كانت كافية لنبلغ رشدنا فنقوم بما يلزم بأنفسنا. فالكرة اليوم في مرمانا

 

نحن المواطنين، لنتحمل كافة مسؤولياتنا لمواجهة هذه الجائحة المدمرة حفاظا على أنفسنا

 

أولا ثم مخالطينا وذوينا ثانيا.

 

فما الذي تتطلبه هذه المسؤولية أكثر من النظافة اليومية التي يؤكد عليها كل الخبراء، و إن

 

كانت فهي مطلوبة منا قبل هذه الجائحة و بعدها، فمن زمان وعلماؤنا الأجلاء يفصلون

 

الكلام فيها تفصيلا، متجاوزين شقها الظاهر المتعلق بطهارة البدن واللباس والمكان فهذه من

 

البديهيات، إلى الحديث عن طهارة القلب و اللسان وصفاء النفس وسلامة العقل ووقايته.

 

ف"النظافة من الإيمان".

 

أجل ما الذي تتطلبه أكثر من الحد من الحركة خارج البيوت إلى حدودها الدنيا، فلا تكون

 

إلا عند الضرورة القصوى من عمل و غيره من متطلبات الحياة؟ فأين المشكل لو ضبطنا

 

خطواتنا حتى نرى إلى ماذا سيئول أمر هذه الجائحة؟

 

فلم لا نلزم أنفسنا دون الحاجة إلى غيرنا لضمان التباعد في كل المرافق، بدل التحايل كما

 

تابعناه خلال الحجر الصحي من لدن البعض في مناسبات العزاء أو الأفراح أو الاستحمام

 

أو غيره مما سجل بالصوت والصورة، مستهترين بحياتهم وحياة أقاربهم، أو لعب مقابلات

 

كروية من قبل بعض الشباب بالأحياء في غفلة من الدوريات الأمنية. فهل هناك حمق أكثر

 

من أن يحتاج الإنسان من أجل ضمان سلامته إلى من يفرض عليه قوانين صارمة وضوابط

 

زجرية. أعتقد أن ما نتابعه من أخبار تتعلق بما تلحقه هذه الجائحة من مجازر في الأرواح

 

عبر ربوع الكرة الأرضية، لكفيل بأن نكون سادة أنفسنا فنلتزم بقواعد سلامتنا الصحية.

 

فلا مناص في ظل غياب لقاح خاص بها، من أن نعيد النظر في نظامنا الغذائي بما يضمن

 

لنا تقوية جهازنا المناعي لمواجهة تداعيات هذه الجائحة أوغيرها مما يمكن أن يظهر

 

مستقبلا من جوائح، ومن يدري لا قدر الله تكون أخطر من هذه، ف "الوقاية خير من

 

العلاج".

 

و لا بد أن نقنن اتصالاتنا بغيرنا حتى لو كانوا من ذوي القربى. فالحياة الاجتماعية قبل هذه

 

الجائحة غير ما هي عليه بعدها، لا من حيث الزيارات ولا حتى من حيث طرق تحيات

 

بعضنا البعض. فهل من ضرورة للعناق وتبادل القبل مثنى و رباعا لإظهار الحب والود

 

و المحبة والمعزة. ألا تفي الإشارة من بعيد بتحقيق المقصود؟ و ما الذي يتطلبه منا لو

 

تسلحنا بمناديل صحية لاستعمالها عند الضرورة من سعال أو عطاس بدل أكمامنا أو أكفنا

 

أو النفث في الأرض أو في الهواء مما يحذر منه كل الخبراء؟

 

أعتقد أنه آن الأوان لنتحمل مسؤوليتنا لنغير سلوكنا، حماية لأنفسنا وغيرنا، دون الحاجة

 

 

إلى فرض من أحد أو إلزام.


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة