الرئيسية | أقلام حرة | من سينتصر....

من سينتصر....

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
من سينتصر....
 

متى سينتهي وباء كورونا سؤال لطالما طرحه العالم بأسره منذ بداية الجائحة التي جاءت دون سابق إنذار، وانتشرت في بقاع العالم وروعت الكل، وفزعت الأمراء والملوك، وحركت الكراسي، وأفاقت النائمين، لا أحد كان يتوقع انتشارها بهذا الشكل، بل لا أحد كان يظن أن فيروس سيوقف عجلات الاقتصاد، ولا أحد كان يتوقع ان تكون سنة 2020 كبيسة لهذا الحد، بعدما كان الكل يأمل في أن تكون أحسن من سابقاتها. 

 

كورونا أو كوفيد 19، بعثر الأوراق وجعل العالم ينقلب رأسا على عقب، فمعضم المتشائمين لم يكونوا يتوقعون أن يصل مداه وتأثيره في مستوى الأرواح والإصابات بهذه الأعداد الهائلة التي جعلت دولا متطورة جدا صحيا واقتصاديا وووو.... أن تعجز عن مواجهته وصده، فلا أحد نجح لحد الساعة فما بالك بدول العالم الثالث التي تعاني في صمت.... 

 

أول حالة بالمغرب ظهرت في الثاني من مارس الماضي، هنا بدأ الصراع وبدأت الأسئلة تطرح، كيف سيواجه المغرب هذا الوباء وماهي الإجراءات التي ستتخدها الحكومة في هذا الشأن... 

 

كثرت الأسئلة والتوقعات والتخمينات مع تزايد الحالات، فلم يكن الحل أنذاك سوى نهج ما نهجه العالم، تطبيق الحجر الصحي للحد من تفشي الجائحة، توقفت الدراسة وأغلقت المحلات وتوقفت عجلات الاقتصاد، وتجندت الأطر الصحية والسلطات لمواجهة كورونا،  البعض قال أن المغرب نجح والبعض الآخر قال أن المغرب فشل، ولكل وجهة نظره، مع مرور الأشهر قررت الحكومة تخفيف الحجر الصحي عبر مراحل، واعتماد التصنيف وفق شروط حددتها وزارة الداخلية والصحة، في الوهلة الأولى الكل ذهب مع المقترحات، لكن مع الوقت ظهرت العشوائية... فأصبحت الحكومة تلقي اللوم على المواطنين نظرا لاستهتارهم على حد قولها ، وبدأ المواطنون يلقون اللوم على الحكومة نظرا لقرارتها العشوائية على حد قولهم كذلك، فلا أحد تقبل أن تغلق الطرقات بذاك الشكل، ولا أحد تقبل أن تمنع الشواطئ، بل لا أحد أصبح يتقبل أن تفرض عليه المكوث في منزله. 

 

فمن قال في الأول أن الفيروس لا يخيف وارتداء الكمامة ليست ضرورية، ولن نصل لسد الطروقات وإغلاق الحدود، عاد وطبق كل ما قيل عنه لا يمكن، هنا بدأ الصراع بين المواطن والحكومة التي لم تحضى بالدعم كما كانت تظن، فلم تجد هذه الأخيرة سوى تمديد حالة الطوارئ في كل مرة وتشديد العقوبات وإصدار البلاغات في غفلة، والإقرار بتنفيذها، آملة أن تتصدى لهذا الانتشار المهول للفيروس، غافلة في الوقت ذاته أن هذه القرارات ربما لن تعجب الكل ولن يطبقها الكل. 

 

الأطر الصحية اقتربت من رفع الراية البيضاء، والسلطات المحلية هي الأخرى لم تعد قادرة على التصدي كما كان الحال في الحجر الصحي، فما المعمول.... هل يستسلم الكل أمام كوفيد 19، أم تتواصل الجهود بالرغم من بعض العثرات، ولعل هذه الجائحة أبانت على مجموعة من النقائص التي يجب إعادة النظر فيها وتجويدها. 

 

أمام كل ما ذكرناه سلفا، ولحد الساعة أسئلة تطرح لم يجد أحدا الجواب الصحيح لها، مثل ما السر وراء انتشار هذا الفيروس ما الاختلاف الموجود بينه وبين سائر الفيروسات والأوبئة التي شهدها العالم من قبل والسؤال الأهم لماذا عجزت الدول المتقدمة في الحد منه أو منع انتشاره؟ وكيف ستواجه الدول الخسائر التي سيخلفها هذا الفيروس 

 

هي أسئلة صعب أن يجاب عنها في هذه الظرفية بالذات، خصوصا أن الكل يفكر في الكيفية التي سينتصر بها ومن سينتصر...... 

  

ماهو معلوم أن استمرار انتشار كورونا سيزيد الأمور تعقيدا، وسيجعل تعويض الخسائر ما بعد كورونا حربا حقيقية يصعب التنبؤُ بنتيجتها وقساوتها وماهو مؤكد أن دول العالم الثالث هي الأكثر تضررا. 

 

سبق وقلت، دعوا السفينة محمية بقبطانها، ولا تجعلوها تائهة وسط المياة، والآن سأقول ابحثوا عن قبطان يصعد بالسفينة لبر الأمان، لأن لا أحد أصبح يتحمل، خصوصا بعد الإشاعات التي انتشرت بشكل كبير بمواقع التواصل الاجتماعي، وماهو مؤكد لا الدولة قادرة على العودة للحجر الصحي الكلي، نظرا لما له من آثار سلبية على الاقتصاد، ولا المواطن قادر على تقبل عودته، لما له من أضرار اجتماعية ونفسية على الخصوص،  فما بين الحكومة والمواطن صبر قد لا يطاق مع مرور الأيام والأشهر، لذا ابحثوا عن المنقد الذي بإمكانه لملمة الجراح، وإعادة السفينة لتوازنها، ويبقى السؤال المطروح :

 

 

من سينتصر.... وإلى أين ستقودنا القرارات المقبلة وكيف ستكون المواجهة.

مجموع المشاهدات: 696 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة