الرئيسية | أقلام حرة | لا صوت يعلو فوق صوت الوطن!

لا صوت يعلو فوق صوت الوطن!

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
لا صوت يعلو فوق صوت الوطن!
 

انشغل الراي العام المغربي بعواقب انتشار جائحة كورونا كغيره من شعوب العالم من وفايات وركود اقتصادي فاقمه جفاف الموسم الفلاحي السابق ومدى نجاح او فشل الحكومة في تدبير الازمة ولجوئها  الى الحلول السهلة متمثلة في إثقال الطبقة الوسطى بالضرائب وتبذيرها للمال العام في شكل دعم سخي للصحافة والاحزاب والنقابات والفنانين  ونفقات باذخة في الوقت الذي تطالب فيه الفئات  الشعبية بالتقشف و"تزيار السمطة".مما خلق استهجانا لكثير من المواطنين والمواطنات وزاد من منسوب فقدان الثقة في الحكومة واحزابها ونقاباتها وصحافتها ونحن على مشارف سنة انتخابية بامتياز.

  لكن قيام مرتزقة البوليساريو بتخريب طريق الكركارات نحو موريطانيا واغلاق الممر الحدودي تحت اعين قوات المينورسو المكلفة بمراقبة تطبيق وقف اطلاق النار غطى على كل هذه الهموم والاحداث لدى عموم الشعب المغربي الذي لام الدولة على موقفها "البارد" تجاه ما وقع وطالبها بتدخل عسكري رادع لا يبقي ولا يذر  مجددا تعبيره عن التجند والتضحية في سبيل الوطن تجسيدا للقول الساتر:ما كايموت الانسان الا على ابلادو او اولادو او عراضو(كرامته)"

وان كان رد الفعل الشعبي استجابة عاطفية و"ساخنة" فانه يمكن تفهمه اذا استحضرنا التضحيات الجسام لهذا الشعب من اجل استرجاع اقاليمه الجنوبية منذ العمل الفداءي عقب الاستقلال مباشرة( 1958 Ecouvillon) او عند المسيرة الخضراء المظفرة سنة1975 او المعارك البطولية لجنودنا الاشاوس الذين حققوا انتصارات على جيوش المرتزقة المدعمين بالجيش الجزائري(معركة امغالا نموذجا)وبعناصر من دول افريقية وعربية(اعتقال الطيار المصري زكي مبارك الذي اصبح رئيسا  لمصر بعد ذلك )  وبالسلاح والمال الليبي زمن الرئيس  معمر القذافي وبقية التحالف القومجي ولاشتراكي زمن الحرب الباردة؛فضحى المغرب بارواح جنوده الابرار الذين استشهدوا بساحة المعارك ولا يزال ابناؤهم يتامي وزوجاتهم ارامل  كما ضحى بالذين لا يزالون حتى اليوم يحملون معهم جروحهم واعطابهم مقابل معاش قد ينزل الى الف درهم شهريا!

لكل هذا اضحت قضية الصحراء قضية وجود لهذا الشعب الشهم الذي عانى كثيرا جراء دعمه للشعب الجزائري  في محنته ضد الاستعمار الفرنسي منذ دخوله سنة 1830 لتشن عليه فرنسا حربا (معركة ايسلي 1844)وتتوسع في اراضيه الشرقية عقابا له على دعم الامير عبد القادر الجزائري  واستمر هذا الدعم باحتضان زعماء حركة التحرير الجزائرية  وتدريبهم ومدها بالاسلحة والمال (جلود عيد الاضحى) لكي يتنكر له الحكام بعد استقلال الجزائر  سنة 1962 ويرفضوا اعادة اراضيه الشرقية(واحات التوات) بل يردوا على مسيرته الخضراء بما سموه"المسيرة الكحلاء"بطرد 25الف مغربي ومغربية من الجزائر  يوم العيد مجردين من ممتلكاتهم  ثم  تخصيص كل اموالهم من البترودولار  لدعم البوليساريو ومعاكسة المصالح المغربية حيثما تواجدت تمثيلياتهم  الدبلوماسية في الوقت الذي يعاني فيها الشعب الجزائري  الشقيق من الفقر والبؤس تحت حكم الجنرالات.

ونفس الامر ولو بدرجة اقل مضاضة(حيث ان ظلم القربى اشد مضاضة على النفس من وقع الحسام المهند!)بالنسبة لدولة جنوب افريقيا التي دعمها المغرب زمن الابارتيد الذي جعل سودها عبيدا.

 

لذلك فالشعب المغربي قد لا يستثقل كل اوزار الفقر والضيق  لكنه لن يقبل باي تراخي حين يتعلق الامر بارض سقاها من دمائه وباعداء تنكروا لجميله.

 
مجموع المشاهدات: 971 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة