احتفالية رائعة بالأضواء في مباراة الجزائر وبوركينافاسو بملعب مولاي الحسن

مدرب الجزائر بيتكوفيتش: رغم الصعوبات، تمكنا من تقديم أداء قوي وتجاوز التحديات

زيدان وأسرته يحضرون مجددا لمؤازرة المنتخب الجزائري في كأس إفريقيا بالمغرب

مغاربة فرحانين بفوز المنتخب الجزائري أمام بوركينافاسو بملعب مولاي الحسن

لحظة وصول منتخب أوغندا لمدينة فاس

إبراهيم مازا سعيد باختياره أفضل لاعب في مباراة الجزائر وبوركينافاسو

قيل إنهم عشرة أناس مروا من أمام البرلمان

قيل إنهم عشرة أناس مروا من أمام البرلمان

لحسن الجيت

في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، يحكى أن جمعيات ورقية لا وجود ولا أثر لها على أرض الواقع، وعددها خمسة وخمسون جمعية وهيئة، أصدرت بيانا لتنظيم وقفة تضامنية أمام البرلمان المغربي لنصرة القضية الفلسطينية. وفي حينها وبكل صدق انتابتنا مخاوف من حشد جماهيري كبير في ظل هذه الجائحة، وازداد قلقنا من أن تتحول هذه المناسبة إلى بؤرة لانتشار العدوى. وتوجهنا إلى الله بهذا الدعاء: "اللهم لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه"، وبالفعل كان ربك رحيما بعباده. وحدث ما حدث بقدرة قادر أن شارك في تلك الوقفة عشرة من أولئك التائهين، وتمنوا في لحظة ما أن تخسأ بهم الأرض عوض أن يجدوا أنفسهم في هذا الموقف الحرج والمخزي: خمسة وخمسون هيئة وجمعية بأسماء رنانة بقدها وقديدها، إذا صح فيها هذا القول، لم يحضر منها سوى عشرة أشخاص في تلك الوقفة، وليس عشر هيئات. والمثير للاستغراب أن شهد شاهد من أهلها وهو أن موقعا إعلاميا منهم وفيهم لم يتوان عن الكشف للرأي العام المغربي عن هذه الحقيقة الصادمة، لينطبق على الجماعة القول المأثور "تمخض جبل فولد فأرا".

 

كيف يمكن قراءة هذا المشهد البئيس؟ هناك ثلاث قراءات غير قابلة للتأويل ولا يمكن لأي كان أن يتستر عنها ليمنع وصول الحقيقة كما هي إلى الرأي العام المغربي.

 

القراءة الأولى وهي أن هذه الجمعيات والهيئات دخلت في القائمة، برضاها أم لا، للإيحاء بأن هناك اهتمام كبير للمجتمع المدني بالقضية الفلسطينية، ونجن لا نعارض ذلك من حيث المبدإ. لكن القائمين على تحرير ذلك البلاغ الداعي الى الوقفة التضامنية تعمدوا النفخ في قائمة الداعين لإعطاء ذلك زخما إعلاميا على الأقل من الناحية الشكلية.

 

القراءة الثانية لا تقل عن الأولى من حيث التعرية عن الحقائق وهي أن تلك الجمعيات موجودة على الورق ولا تتجاوز واقعيا حدود مواثيق تأسيسها. وثبت أن جلها إن لم تكن كلها ليس لها تأطير ولا تواصل ولا علاقة لها بطبيعة القضية التي دعيت إليها من أجل تلك الوقفة التضامنية. ولا أدل على ذلك أن جميعها غاب عن اليوم الموعود. وبقي أصحابنا الذين يعتبرون تلك القضية قضيتهم الوطنية الأولى يغردون في عزلة تامة خارج السرب. وإن كانت القضية الفلسطينية قضية عادلة فالدفاع عنها لا ينبغي أن ينسينا في أولوياتنا الوطنية.

 

القراءة الثالثة تجد لها تفسيرا في الظروف والملابسات التي تسببت فيها المواقف الفلسطينية من قضيتنا الوطنية والتي وضعت جماعة خالد السفياني وأحمد وايحمان في موقف لا يحسد عليه. وجعلت مهمتهما في التمويه وتغليط الرأي العام مهمة صعبة. وفي محاولة يائسة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه غابت

 

عنهما حسابات أخرى، خرجا بالدعوة الى هذه الوقفة لعلها تقلل من التداعيات السياسية السلبية التي أثارت الرأي العام المغربي بسبب البيانات المتضاربة للقيادة الفلسطينية في وقت سابق من قضيتنا الوطنية. وكانت قفزتهما قفزة في الهواء، وعوض أن تثمر لهما تلك الوقفة، زادت من كساد وإفلاس الرجلين اللذين أعمتهما نرجسيتهما على أنهما "مناضلين كبيرين". وكشفت هذه الزلة أنه لا يمكن أن تنطلي مثل هذه الألاعيب على المغاربة أو التلاعب بمشاعرهم وتسخيرهم لخدمة قضايا معينة في الوقت الذي يتم فيه الاستهتار بقضيتهم الوطنية.

 

وكان على السيد السفياني وشقيقه في النضال السيد ويحمان أن يتعلما الدرس من المغاربة الأحرار. فعوض الدعوة إلى وقفة تضامنية مع القضية الفلسطينية كان عليهما أن يكرسا كذلك هذا التضامن في هذه الأيام مع الوطن الذي يتربص به الأعداء، وليس بالكل مع قضية لها أهلها وهم أجدر وأولى بها. وكان عليهما أن يكونا في مستوى التحدي وأن يهتديا بالمغاربة الأحرار في المهجر الذين أبانوا عن وطنية صادقة وعفوية ، فخرجوا في مظاهرات حاشدة وتصدوا لجماعة الانفصاليين في مختلف الأقطار الأوروبية في إسبانيا وفرنسا وبلجيكا وهولندا وألمانيا وفي الولايات المتحدة الأمريكية وفي بقاع العالم التي يتواجد فيها المغاربة، كل ذلك يدافع وطني وبغيرة على البلاد. فمعاناتهم في الغربة لم تقتل فيهم روح الوطنية.

 

بل أكثر من ذلك حتى المغاربة من أبناء الطائفة اليهودية في كل من إسرائيل ودول أمريكا اللاتينية جميعهم تحركت فيه بكل عفوية مشاعرهم الوطنية التي مازالت تفيض رغم بعدهم الجغرافي. ورغم أن الجيل الثالث والرابع من أبناء تلك الطائفة لم يولد بالمغرب فإنه كذلك كان حاضرا في تلك الوقفات التضامنية والفضل في ذلك يرجع إلى التربية التي تلقوها من أجدادهم وآبائهم الذين علموهم معنى حب الوطن وأفضاله وحسناته عليهم.

 

 

كما برز دور المرأة المغربية في هذه المواجهات بشكل لافت يذكرنا بأدوارها التاريخية في مقاومة المستعمر. واللافت للانتباه في هذا المشهد تلك المرأة العظيمة التي تركت أولادها وانتقلت من مدينة "رينس" الفرنسية إلى العاصمة باريس لتتصدى للانفصاليين في شوارع العاصمة الفرنسية. وحينما أرفع القبعة لهذه السيدة، أسائل أولئك الذين يعيشون في أحضان الوطن وينعمون في استقراره ولا يعانون من الغربة: أين هي وطنيتكم أمام وطنية هذه المرأة. وأتمنى من أنصاف رجال هذا الزمان ، الذين يضعون قضية الوطن في ميزان المفاضلة بقضايا أخرى، أن يستحيوا من أنفسهم أمام نساء مغربيات رفعن هامات المغاربة في الوطنية بحب ومشاعر وثنية. ولكي يحضننا هذا الوطن يجب أن نحضنه. فهو لنا ونحن له وليس لنا غيره . وندعو هذا الوطن ألا يؤاخذنا بما يفعله السفهاء منا.


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة