الرئيسية | أقلام حرة | الجزائر مراقب أم طرف في نزاع صحرائنا المفتعل؟

الجزائر مراقب أم طرف في نزاع صحرائنا المفتعل؟

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
الجزائر مراقب أم طرف في نزاع صحرائنا المفتعل؟
 

من الاسطوانات المشروخة التي لا تفتأ النخبة الجزائرية المسخرة من قبل حكام قصر 

المرادية ترددها في كل المناسبات، أن دولة الجزائر لا علاقة لها بتاتا بالنزاع بين جبهة 

البوليزاريو والمملكة المغربية، وأنها فقط وسيط سلم بين الطرفين لا أقل ولا أكثر. أما عن 

الدعم اللامحدود لهم فلا يجد هؤلاء "المسخرية"غير الادعاء بأن الجزائر حاضرا وتاريخا 

تساند وتدعم كل الحركات التحررية في العالم.  

أفلا يستحيون؟

فعلى من يكذبون بادعاءاتهم الزائفة هاته؟ وهل يمكن أن ينطلي هذا الهراء على أبسط 

متتبع، فبالأحرى المتخصص النزيه عربيا كان أو أجنبيا؟ هل يخفى على أحد أن 

البوليزاريو في حقيقة أمرهم ليسوا سوى صنيعة عسكر الجزائر لتنفيذ أجنداتهم في المنطقة 

المغاربية عموما وفي المغرب خصوصا؟

هل بقي أحد يثق في دعاوى جنرالات الجزائر من نصرة كل الشعوب التواقة للحرية. إذا 

كان كذلك فما الذي يقدمونه للشعب الفلسطيني في صراعه مع الكيان الصهيوني لمدة قرن 

من الزمان تقريبا، هذا الصراع الذي لا غبار على مشروعيته؟ فماذا يمكن للشعارات 

الجوفاء أن تقدمه للفلسطينيين؟ شعارات إن لم تؤخر قضيتهم وتجمدها فهي تعقدها أكثر 

فأكثر؟ فهل يخفى تقاعسهم مؤخرا، على الإسهام في دعم فلسطين ولو بدينار واحد؟

تزايدون اليوم على المغرب، الذي وهو في خضم انشغاله بالنزاع المفتعل الذي لولاكم لوجد 

طريقه للحل من زمان، فالقضية الفلسطينية دائما حاضرة لدى المغاربة قاطبة ملكا وشعبا 

حضورا معنويا وماديا. يكفي المغرب فخرا أن يتحمل مسؤولية لجنة القدس المنبثقة عن 

منظمة المؤتمر الإسلامي ويسهر على تنفيذ توصياتها، إلى 1998 حيث استحدثت "وكالة 

بيت مال القدس" تتحرك على مستويين سياسي و دبلوماسي والثاني ميداني يدعم صمود 

أهلها في أرضهم، من خلال مشاريع مختلفة في المجالات الصحية و التربية والتعليم و 

الإسكان وصون التراث الديني بالقدس بتحمل أكثر من 80% من ميزانيته.

فهل بقي أحد يصدق ادعاهم بأن لا علاقة لهم بالنزاع جنوب المغرب؟ أي منطق أخرق 

هذا؟ فقد جعلتم من أرضكم منصة لانطلاق كل عمليات الميليشيات التخريبية مدججين 

بسلاحكم ومسنودا بإعلامكم للتمويه على الشعب الجزائري الشقيق، الذي لولا القمع

الممارس في حقه لكان له رأي آخر بخصوص هذا الدعم اللامشروط بالملايير على حساب 

قوته و معيشه اليومي. هذا فضلا عن تدريبكم لفلول الانفصال في ثكناتكم العسكرية. كل 

هذا وغيره كثير، وعند المفاوضات تتوارون للخلف مدعين أن لا يد لكم في النزاع. 

فهل يمكن إخفاء أشعة الشمس بالغربال؟ هل يخفى على أحد أن الصراع جنوب المغرب هو 

في جوهره بين المغرب و الجزائر أما البوليزاريو فهم أداة يتمترس وراءها جنرالاتها

للإبقاء على ناره مستعرة، بما أنه يخدم أجنداتهم ويحقق مآربهم. فمن يقف ضد المغرب في 

سراديب أروقة الأمم المتحدة ومجلس الأمن لحلحلة المشكل نهائيا، الجزائر أم البوليزاريو؟ 

فمن قامت قيامته ولم تقعد بإقدام عدد من الدول بفتح قنصليات لهم بمدينتي الداخلة والعيون، 

البوليزاريو أم الجزائر؟ ومن تزلزلت الأرض من تحت أقدامه لما اعترفت أمريكا بسيادة 

المغرب على كافة ترابه، فأخذوا يهذون ويصرخون بأن حدودهم في خطر وأن عمقهم 

الاستراتيجي أصبح مهددا؟ هل يخفى على أحد الملف الذي يحظى بالأولوية لدى سفارات 

الجزائر عبر دول العالم لأكثر من أربعين سنة؟ 

هل يخفى على أحد الملايير التي تصرفها  الجزائر شهريا على اللوبيات مقابل دعمها 

لعرقلة أي تقدم على درب حل المشكل المفتعل جنوب المغرب؟ هل يخفى على أحد 

المستوى المنحط الذي ينزل إليه الإعلام الجزائري الرسمي، بخلط موضوع صحرائنا 

المغربية لقضية فلسطين لتجييش الشعب الجزائري وصرفه عن أوضاعه المزرية، علاوة 

على فبركة أحداث لا أساس لها مثل ما يروجون له هذه الأيام للتغطية على الانتكاسات 

الميدانية والدبلوماسية التي مني بها العسكر على أكثر من صعيد؟ 

مجلس الأمن في تقريره الأخير يطالب الجزائر بالانخراط بإيجابية وفعالية لطي هذا الملف، 

مما يؤكد أن الصراع هو مع الجزائر أولا وأخيرا، وما البوليزاريو سوى دمية على الركح 

 

لا يمكنها أن تتخذ أي قرار بدون إذن ولية نعمتها الجزائر. 

 
مجموع المشاهدات: 1522 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة