الرئيسية | أقلام حرة | ثورات الربيع وثورات كورونا

ثورات الربيع وثورات كورونا

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
ثورات الربيع وثورات كورونا
 

 

2011 الرصاصة الاولى انطلقت من بلد البوعزيزي وانتهت رصاصات الثورات دون أن تحدث ما كان متوقعا منها وما كان مطلوبا .وتوقفت عند عتبة فتح الاسئلة حول واقع عالمنا العربي ومدى تأثير شعوبه على مسار السلطة .مسار لم تفلح هذه الشعوب في احداث ولو ثغرة بسيطة .ومن خلال هذه الثغرة يمكن تبني مشاركة أو نوعا من التفاعل مع نمط الحكم السائد..فهل فشلت الثورات ؟ ومن أفشلها ؟

لنقف عند الحوار افترضناه بين اليساري واليميني والاسلامي ، يعتقد اليساري أن اليميني وراء فشل الثورات .ويتهم الاسلامي اليساري بأنهم شكلوا طابورا خامسا ضد حركات الشعوب ورغبتهم في الانعتاق والتحرر .

الذي افشل ثورات الشعوب العربية هو غياب الرؤية والوعي لدى دعاتها ومحركيها ، فمن تونس الى دمشق .خان الشعب نفسه. وأظهرت احزاب اليمين واليسار تعطشها للحصول على المراكب العلية للسلطة .وكل اختار لغة خطابه مابين السلاح والقتل والعنف والفتك انتهت الثورات الى براكين ثارت لتحرق الكل .فكانت اقل نضجا من حراك كورونا العالمي .

2019 يوهان الصين ،الرصاصة الاولى من المصاب رقم صفر ،داهم كوفيد 19 العالم بأسره ولم يفرق بين الانسان الابيض المتعالي والانسان الاخر .وجد العالم نفسه في وضعية لا يحسد عليها من طرف العالم القديم .فما لم يكن متوقعا ظهر فأفسد للعالم حركيته ونشاطه .

 

رصاصة كوفيد 19 تركت العالم امام خيار واحد لا ثاني له ولا ثالث .الوحدة لمواجهة قوة الجائحة .ولو افترضنا ان العالم الابيض لم يتضرر ، لرأينا هجرة الملايين نحو الغرب السليم .العلاقة بين كورونا وثورات الربيع العربي انهما كانتا تنشدان التغيير .الاولى توحيد العالم وجعله يتحد لاجل مواجهتها والثانية أي ثورات الربيع هدفت الى خلق انسان يعي ما معنى انسانيته .لكن قوة الجهل والامية والرغبة في السلطة والسعي اليها ولو بوسائل القتل جعلت من الثورات العربية ـ من تونس الى دمشق ـ اضحوكة أمام عالم كورونا .

مجموع المشاهدات: 1433 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة