الرئيسية | أقلام حرة | المغرب والجزائر : استراتيجية المعارك

المغرب والجزائر : استراتيجية المعارك

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
المغرب والجزائر : استراتيجية المعارك
 

دخلت العلاقات بين المغرب والجزائر في متاهة خطيرة قد تؤدي إلى الدخول في صدامات سياسية كبيرة  بل وقد تترجم هذه الصدامات الدبلوماسية إلى تحرشات عسكرية .وقد بالغت الجزائر مؤخرا في مواجهة المغرب بل وحاولت وبدعم من جنوب أفريقيا ومجموعة من الدول الإفريقية والأمريكية استدراج البلد في مواجهات دبلوماسية شبه يومية.وتحقيقا لأهداف معلنة وغير معلنة تحاول الجزائر كسب معركة " تقرير مصير الشعب الصحراوي " باللعب على كل الأوتار الحساسة في العلاقات الدولية .فهي لم تدخر جهدا عندما تعمل على استثمار توتر العلاقات بين الرباط ومدريد. كما حاولت الاستفادة من المواقف الألمانية المستفزة تجاه قضايا المغرب .

حاولت الجزائر مرارا وتكرارا عرقلت كل محاولات الصلح مع المغرب. كما نصحت موريتانيا بالابتعاد عن المغرب والتوجه نحو إقامة علاقات اقتصادية مع الجزائر. ولم تتوقف الجزائر كذلك عن الاشتغال في الاطار الإفريقي. ولذلك نجدها تراهن على إفشال خطة التعاون الاقتصادي المغربي - النيجيري .

وعملت الجزائر مؤخرا على استفزاز الرباط بإجراء مناورات عسكرية على الحدود ،مناورات شاركت فيها معظم تشكيلات الجيش الجزائري ومن خلالها تم تمرير مجموعة من الرسائل التي تحمل في طياتها تهديدات مبطنة للمملكة.

واختارت الجزائر الحديث إعلاميا عن توصل قواتها مع جبهة البوليساريو إلى اتفاق لترسيم الحدود بينهما.

رد فعل المغرب وان لم يكن متوقعا .كما أنه جاء متأخرا ولكنه خلط الاوراق ووضع العلاقات المغربية الجزائرية في مأزق جديد .

وظف المغرب قضية " شعب القبائل "  وطالب بتصفية الاستعمار .ووصف سكان المناطق الشمالية الشرقية بالشعب الذي يجب أن يقرر مصيره .

لغة جديدة إذن استعملها المغرب الذي عرف عنه دبلوماسيا بالابتعاد عن الحروب الاعلامية والتدخل في الشأن الداخلي للدول.لكن اللحظة التاريخية تطلبت منه تغيير سياساته ، بل منطق الثأر.

يخ تحرك هذه المرة لإعادة تطوير السياسة الخارجية ومن ثم تغيير قواعد عملها من الدفاع إلى استراتيجيات جديدة تقوم على الهجوم .

الهجوم السياسي قد يحدث تصدعات وقد يربك حسابات السياسيين الجزائرين لهول القرار المغربي الجريء والذي قد يزيد طينة بلة مما قد يعصف بآخر أوراق التقارب او محاولات الوساطة.

 

الازمة الجديدة لن تخفيها هذه المرة رسائل الود المتبادلة بين قيادة البلدين .وكل طرف طبعا سيراجع حساباته،فالعاصمة الرباط تنتظر ردات الفعل الجزائرية الرسمية والشعبية والخطوات التي ستتخذها بالمقابل سيحاول قصر المرادية استغلال الموقف المغربي للالتفاف على ازماته الداخلية وتصدير مشاكله عبر تقويةخطاب المؤامرة ومواجهة التدخل المغربي .

مجموع المشاهدات: 11919 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة