خليل البكراوي
رغم قساوة قرار حظر التجول بدءاً من الساعة التاسعة ليلا(..) الذي اتخذته حكومة العثماني، وذلك تبعا لتوصيات اللجنة التقنية والعلمية التي تتابع تطورات الوضع الصحي ببلادنا بخصوص فيروس كورونا ومتحوراته، إلا أن هناك التزام بمخرجات هذا القرار من طرف المواطنين المغاربة.
ومجرد ما يقترب موعد حظر التجول، حتى ترى جميع المواطنين في حالة انصراف إلى منازلهم بعد قضاء أغراضهم سواء مشتريات أو مبيعات أو حتى جلسة في المقهى أو جولة خفيفة على جنبات الشاطئ أو في الشارع.
ودور رجال الشرطة في هذا المقام يقتصر فقط على تنظيم حركات المرور والتنبيه من حين لآخر أن موعد التجول قد انتهى أو اقترب، وذلك بشكل غاية في السلاسة والمرونة، إلى درجة أن كل مواطن مر بجانب شرطي سواء كان راكبا أو راجلا، إلا وألقى عليه تحية بصرية عن بعد بيده مصحوبة بابتسامة تحية وتقديرا لما يقوم به حماية للصالح العام.
صراحة؛ هذا المشهد استوقفني كثيرا، في الوقت الذي شاهدنا فيه على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي اشتباكات بين رجال الشرطة والمواطنين بدول عربية وأوربية(..) جراء تطبيق قرارات حكوماتهم القاضية بالحجر الصحي أو حظر التجول في أوقات معينة.
هذه الثقة يضعها المواطن المغربي في الجهاز الأمني، ليست وليدة اللحظة، بل هي نتاج عمل دؤوب ومستمر وإخلاص رجال الشرطة في عملهم ومحبتهم لهذا الوطن، وذلك اتضح بجلاء عندما كانوا في الصفوف الأمامية، وخرجوا إلى الشارع بزيهم الرسمي في حملات تحسيسية، لقت استحسانا من طرف المواطنين، ناهيك عن يقظة هذا الجهاز الأمني في تفكيك الخلايا الإرهابية التي تتربص بالوطن والمواطنين، وكذا حفظه للنظام العام.
إن المجهودات التي تقوم بها المؤسسة الأمنية منذ أن حل هذا الوباء ببلادنا؛ تنظيما وتحسيسا نالت إعجاب المواطنين المغاربة، وزاد احترامهم وتقديرهم لرجال الشرطة، كما أبانت هذه المجهودات عن الدور المهم الذي تقوم به هذه المؤسسة الأمنية المواطنة في الحفاظ على السلم الاجتماعي والأمن الصحي ببلادنا ليل نهار، ولاسيما في هذه الظرفية العصيبة(..) التي فشلت دول عدة في تدبيرها.
